وشدد الجزيري على رغبة حركة النهضة في أن ينجح الحوار للمضيّ نحو السلم الإجتماعي حسب قوله، مشددا على دور الإتحاد العام التونسي للشغل خلال الأزمة التي تعيشها تونس. وقال الجزيري في برنامج إذاعي اليوم الإثنين 30 سبتمبر 2013 إن الإتحاد طرف أساسي في المسار الإنتقالي، مضيفا أن عديد الأشخاص المقرّبين من النهضة يحملون "أفكارا مغلوطة" عن عدد من أعضاء المكتب التنفيذي لإتحاد الشغل من بينهم الأمين العام المساعد بلقاسم العياري. ودعا الأطراف القريبة من النهضة والترويكا أن تبتعد عن الشخصنة. . وقال إنّ الأطراف السياسية ستجلس على مائدة الحوار لأنها مختلفة فيما بينها، وبأن خارطة الطريق هي حدّ أقصى على حدّ تعبيره. من جهة أخرى، اعتبر الجزيري أن التحركات الشعبية التي قام بها الإتحاد مؤخرا لم يكن هدفها الضغط على النهضة والترويكا فحسب، بل موجّهة أيضا ضد أطرافا أخرى، وذكر في هذا الصدد حركة نداء تونس التي ترى بأن خارطة الطريق تنقصها بعض النقاط. وبخصوص ما راج من أخبار عن تحذير السفير الأمريكي لحركة النهضة من تكرار السيناريو المصري وبالتالي دفعها الى التنازل، قال الجزيري أن العديد من الأخبار التي يوردها الأعلام غير دقيقة، مؤكّدا أن جميع الأطراف الأمريكية والأوروبية تدعم الطرف الحاكم. وأشار في المقابل الى أن هذه الأطراف لا ترى مصلحتها في أن يعاد السيناريو المصري في تونس. وأشار الجزيري إلى أن هناك "لهث كبير" وراء الدبلوماسيين الأجانب من قبل السياسين التونسيين ، داعيا إلى التقليل من هذه الظاهرة. وأوضح أنه يجب التركيز على الجارتين ليبيا والجزائر نظرا للارتباطات التي تجمع تونس بالبلدين وتأثير ما يحدث فيهما على الشؤون الداخلية. وحول وجود صراع داخلي في حركة النهضة بين الحمائم والصقور، قال الجزيري أن الحمائم قد تتحول إلى صقور والعكس صحيح، وأشار إلى صعوبة إتخاذ القرارات داخل حركة النهضة مع وجود يسار ويمين داخلها. وفي سياق آخر قال حسين الجزيري أنه ليس للنهضة أعداء في تونس، مضيفا بأنّ ليس لها عداء مع "الدستورين القدماء" بل مع من يمثلون نظام بن علي ومن هم أعداء الثورة على حد تعبيره، مشيرا الى صعوبة التعامل مع نداء تونس. وبشأن الشخصية التي ترشّحها النهضة لرئاسة الحكومة، اعتبر الجزيري أنه من السابق لأوانه الخوض في هذا الموضوع وأنه لا يرى حاليا رئيسا للحكومة غير علي لعريض على حدّ قوله.