منذ تاسيسها سنة 2014 ، عرفت هيئة الحقيقة و الكرامة جملة من العواصف طالت حتّى تركيبتها و كيفية تسييرها و تعرضت لتعثرات و ضغوطات، حالت دون إنجاز مهامها ، فتواترت الاستقالات و نزلت الاتهامات تباعا من تيارات سياسية مختلفة ، منهم من انتقد كيفية تسييرها و منهم من طالب باقالة رئيستها أما بقيتهم فقد أعلنوا بوضوح ان مسار العدالة الانتقالاية في تونس يشكو “خطبًا” . الانتقادات الحادة لهيئة سهام بن سدرين اثرت على مردوديتها إما لانشغالها بترتيب بيتها الداخلي او بانشغالها بالرد على الاتهامات التي كانت تطلق عليها من الداخل و الخارج ، ووسط مسار متشعب و مليء بالألغام تمكنت الهيئة من الوصول الى نهاية الطريق لتعلن اليوم عن افتتاح المؤتمر الختامي لأعمالها. و أكدت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين لدى افتتاح المؤتمر الختامي لاعمال الهيئة ان هيئتها تمكنت من الانتهاء من اعمالها واوفت بعهدتها ونجحت في تفكيك منظومة الفساد والاستبداد. و أشارت بن سدرين في كلمة القتها لدى انطلاق هذا المؤتمر المنعقد صباح اليوم الجمعة بمقر صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية للمحامين أن الهيئة راضية على جميع أعماله وما قامت به معجزة ومفخرة لكل التونسيين. وأضافت” الهيئة ستكشف في قادم الأيام عن مخرجات أعمالها وأن ما توصلت إليه قد أزعج الكثيرين من الموجودين في السلطة كما عملت الهيئة في مناخ معادي لها.” و أعربت رئيسة الهيئة عن أسفها لتغيّب ممثّلي رئاستي الجمهورية والحكومة ومجلس نواب الشعب عن افتتاح المؤتمر الختامي للهيئة قائلة "غيابهم يدلّ على أنّهم لا يزالوا متردّدين في تطبيق الدستور وفي القيام بالإصلاحات اللازمة لترسيخ دولة القانون حماية لتونس من النهب والتعسف”. وشددت على ان “جبر الضرر واجب وليس منّة من أحد”، مؤكدة ان الهيئة وضعت برنامجا لجبر الضرر دون إنهاك الدولة مضيفة “على العكس برنامج جبر الضرر سيكون مصدرا لضخّ أموال بخزينة الدولة”. وذكّرت بن سدرين ب”حصول البعض من وكالة الاتصال الخارجي على أموال” قالت انها “لا تُقارن بالمبلغ المخصص لجبر الضرر" موضّحة "الأموال إلّي تصرفت من وكالة الاتصال الخارجي حاجة مهولة والناس هاذم حسدو الضحايا على التعويضات وأحنا نعرفوهم واحد واحد وكل واحد قداش خذا وما عليهم كان يرجعو الفلوس”. واضافت بن سدرين انه لا وجود لسلم اجتماعية دون الوقوف على مكامن الخطر ومساءلة من اجرموا قي حق تونس والقطع مع ماضي الانتهاكات مؤكدة على ضرورة ان تصبح الدولة مصدرا للحماية وليس مصدرا للانتهاكات . يشار الى انه تم انتخاب بن سدرين كرئيسة لهيئة الحقيقة والكرامة من قبل المجلس الوطني التأسيسي سنة 2014 وهي الهيئة المسؤولة عن محاسبة وجبر أضرار ضحايا التعذيب والظلم من 1955 إلى سنة 2011. و تعتبر هيئة الحقيقة و الكرامة من أهم الهيئات التي أسست بعد الثورة التونسية وفي طريق الانتقال الديمقراطي في تونس.