رسميا: الشروع في صرف قروض السكن في صيغتها الجديدة ابتداء من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    إضراب حضوري للمحامين بمحاكم تونس الكبرى    بنزرت: تنفيذ قرارات هدم وازالة 3 أكشاك بشارع الهادي شاكر    إرتفاع أسعار اللحوم البيضاء: غرفة تجّار لحوم الدواجن تعلق وتكشف..    صناعة النفط و النقل واللوجستك : تونس تنظم معرضين من 25 الى 28 جوان المقبل    المغازة العامة تتألق وتزيد رقم معاملاتها ب 7.2%    ساقية الزيت: حجز مواد غذائية مدعمة بمخزن عشوائي    بنزيما يغادر إلى مدريد    تتصدرها قمة الإفريقي والصفاقسي.. تعيينات مباريات الجولة الأولى إياب من مرحلة التتويج للبطولة الوطنية و النقل التلفزي    عبد المجيد القوبنطيني: " ماهوش وقت نتائج في النجم الساحلي .. لأن هذا الخطر يهدد الفريق " (فيديو)    جبنيانة: الكشف عن ورشة لصنع القوارب البحرية ماالقصة ؟    فظيع/ حادث مروع ينهي حياة كهل ويتسبب في بتر ساق آخر..    صفاقس_ساقية الدائر: إخماد حريق بمصنع نجارة.    وزيرة التربية: ''المقاطعة تساوي الإقتطاع...تسالني فلوس نخلّصك تتغيّب نقصّلك''    بطولة الكرة الطائرة: النادي الصفاقسي يفوز على مولدية بوسالم    النادي الإفريقي: هيكل دخيل ينطلق في المشاورات .. إستعدادا للإنتخابات    24 ألف وحدة اقتصاديّة تحدث سنويّا.. النسيج المؤسّساتي يتعزّز    3 حلول لمكافحة داء الكلب ..التفاصيل    الحماية المدنية: 9 قتلى و341 مصابا خلال ال 24 ساعة الماضية    الحماية المدنية: 9حالة وفاة و341 إصابة خلال 24ساعة.    حادث مرور قاتل بسيدي بوزيد..    هواة الصيد يُطالبون باسترجاع رخصة الصيد البحري الترفيهي    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    الحبيب جغام ... وفاء للثقافة والمصدح    وفاة الممثل عبد الله الشاهد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    مفزع: أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض بغزة..    شاب افريقي يقتحم محل حلاقة للنساء..وهذه التفاصيل..    روبليف يقصي ألكاراز ويتقدم لقبل نهائي بطولة مدريد المفتوحة للتنس    تشاجرت مع زوجها فألقت بنفسها من الطابق الرابع..وهذا ما حل بمن تدخلوا لانقاذها..!!    يهم التونسيين : حيل منزلية فعالة للتخلص من الناموس    وزيرة التربية تكشف تفاصيل تسوية ملفات المعلمين النوّاب    بينهم ''تيك توكر''...عصابة لاغتصاب الأطفال في دولة عربية    ستيفانيا كراكسي ل"نوفا": البحر المتوسط مكان للسلام والتنمية وليس لصراع الحضارات    البنك المركزي : نسبة الفائدة في السوق النقدية يبلغ مستوى 7.97 % خلال أفريل    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    نَذَرْتُ قَلْبِي (ذات يوم أصابته جفوةُ الزّمان فكتب)    مصطفى الفارسي أعطى القصة هوية تونسية    المهرجان الدولي للثقافة والفنون دورة شاعر الشعب محمود بيرم التونسي .. من الحلم إلى الإنجاز    حالة الطقس ليوم الخميس 02 ماي 2024    تونس:تفاصيل التمديد في سن التقاعد بالقطاع الخاص    عاجل : سحب عصير تفاح شهير من الأسواق العالمية    تركيا ستنضم لجنوب إفريقيا في القضية ضد إسرائيل في لاهاي    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    أمطار غزيرة بالسعودية والإمارات ترفع مستوى التأهب    الشرطة تحتشد قرب محتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة كاليفورنيا    مندوب روسيا لدى الامم المتحدة يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة    طيران الكيان الصهيوني يشن غارات على جنوب لبنان    المرسى.. الاطاحة بمنحرفين يروّجان الأقراص المخدّرة    وزارة الشباب والرياضة تصدر بلاغ هام..    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    عقوبات مكتب الرابطة - ايقاف سيف غزال بمقابلتين وخطايا مالية ضد النجم الساحلي والملعب التونسي ونجم المتلوي    جندوبة: فلاحون يعتبرون أن مديونية مياه الري لا تتناسب مع حجم استهلاكهم ويطالبون بالتدقيق فيها    الكاف: اليوم انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان سيكا جاز    القيروان: إطلاق مشروع "رايت آب" لرفع الوعي لدى الشباب بشأن صحتهم الجنسية والانجابية    اعتراف "أسترازينيكا" بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا قد يسبب آثارا جانبية خطيرة.. ما القصة؟    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل سياسي : إنتفاضة شعبنا البطل في سيدي بوزيد خارطة طريق للخلاص الوطني
نشر في الشاهد يوم 17 - 12 - 2012

ملف إعلامى وقراءة فى الإرهاصات الأولى لثورة شعبنا العظيم بعد إنطلاق الأحداث من سيدى بوزيد مهد التمرد الشعبى العربى /
جهد مقل نشرته بالتزامن مع بداية فعاليات الثورة العظيمة على أعمدة شبكة الحوارنت المناضلة / تحليل رأيت فيه و من خلاله سقوط نظام الطاغية / مكرمة أكرمنى بها ربى العظيم وفتح بها على قلمى المتواضع أهديها إلى شعبنا العظيم و كل شباب الثورة و إلى مهد الأحرار سيدى بوزيد بعد أن قبلت إدارة جريدة الشاهد مشكورة إعادة نشرها على صفحاتها / مع تحيات أخيكم رافع قارصي





بسم الله ناصر المستضعفين
بسم الله ناصر الفقراء و المحرومين
بسم الله المنتقم من آل سبعة نوفمبر الظلمة
إنتفاضة شعبنا البطل في سيدي بوزيد خارطة طريق للخلاص الوطني
تحليل سياسي و ملف من إعداد رافع القارصي:
1/تونس : سنن الله في التدافع تطرق أبواب الوطن و شعبنا يستجمع الأسباب و يلبي النداء
في الوقت الذي مازال فيه إعلام النظام البوليسى في تونس يتحدث عن المعجزة الإقتصادية وعن التنمية الشاملة التى تشهدها البلاد في مختلف المناطق و الجهات
و في الوقت الذي مازال فيه الجنرال المنتهية ولايته يتقبل شهادات الزور من أكثر من جهة دولية على النجاحات التنموية المزعومة و عن الشفافية و عن التوزيع العادل لعائدات النمو الإقتصادي
و في الوقت الذي تحتفل فيه دولة تعذيب الشباب في تونس بالسنة الدولية للشباب
و في الوقت الذي بدأ فيه تلفزيون البوليس في بث برنامج جديد يحمل إسم منارات يعنى بإبراز مكاسب و إنجازات النظام الوهمية في كل المجالات و خاصة في العناية بالجهات المحرومة و بالعائلات ذات الدخل المحدود في محاولة للإلتفاف على تسريبات موقع ويكيليكس الذي أفرد صفحات مطولة للحديث عن فساد العائلة المالكة و عن الثراء الفاحش للعائلات المتنفذة ذات العلاقة برأسى النظام بن علي و ليلى .
و في الوقت الذي تركز فيه الآلة الإعلامية النوفمبرية على محاور جانبية ثانوية لا تهم جماهير شعبنا لا من قريب و لا من بعيد من مثل ملف خلافة برتان مرشان ممرن على الحفصي و الفريق الوطني لكرة القدم حتى يقع التغطية على الصراع الذي أصبح على أشده لخلافة الدكتاتور بن على و الذي يدور بين أكثر من جهة و بين أكثر من جهاز و من لوبي محلى و دولى حتى أصبحت نشرة أخبار الثامنة مخصصة بالكامل لرصد تحركات و نشاطات ليلى بن على في مساحة زمانية تتجاوز في أحيان كثيرة تلك التى كان يتمتع بها الجنرال بن على بما يوحي بأن النظام أصبح برأسين ظاهرين و بعدة رؤوس أجنبية الصنع و محلية الملامح تنشط في السرية و تنتظر الفرصة لتلاوة بيان سابع جديد
وفي الوقت الذي تفرد فيه صحافة الأجهزة الخاصة صفحات و مساحات هامة للقيام بعمليات إشهار لحفلات آخر السنة قصد العبث بأموال شعبنا و النيل من قيمه و هويته الحضارية
وفي الوقت الذي ظنت فيه القيادات الأمنية للنظام بأن الوضع مستقر لصالح السلطة و بأن لهيب إنتفاضتي الرديف و بن قردان قد خمد و إلى الأبد و أن الشعب قد إستكان و إستسلم لعصابات النهب النوفمبري و إن إمكانية إنتاج جانفي جديد مستحيلة بل منعدمة و بالتالى يحق لرأس السلطة و زبانيته الخلود للراحة و التفرغ لبرمجة إحتفالات أعياد الميلاد كما جرت العادة مع رفع توصية هامة هذه المرة فقط للحيطة و الحذر من جماعة و كيليكس حتى لا تتسرب صور أو تصريحات من هذا أو ذاك خاصةوأن العقول في تلك الليلة ستسبح فيالوسكي ويكس .
كانت هذه توقعاتهم الإستخبارية و كانت هذه قراءتهم لخط سير الحركة الشعبية و كانت هذه إستشرافاتهم لمستقبل النظام و لكن سفهت سنن الله سبحانه و تعالى في التدافع إستخباراتهم ووأسقطت تحليلاتهم في الماء وذلك بعد أن حط قطار الغضب الشعبى على حين غرة هذه المرة في ولاية سيدي بوزيد بعد أن مر من جنوب العزة و الإباء من الحوض المنجمي و جبال الرديف البطلةو تضاريس بن قردان الشامخة حط ركبه المبارك في ولاية لم تعبر فيها الدولة عن وجودها ولطيلة عقود إلا عبر وسائل البطش و القمع و سيارات البوب و البيق و حملات الرافل الأمر الذى جعل سكان هذه الولاية المنكوبة يحتلون نسبة عالية من بين أعداد أبناء شعبنا الذين يتواجدون خارج حدود البلاد بحثا عن الكرامة و الخبز .
لقد حط قطار الغضب الشعبى في هذه الربوع المحرومة التى لم تعرف أجزاء كبيرة من أحيائها الشعبية خدمات الكهرباء إلا في شكل صعقات تحرق أجساد شباب المساجد و المقاهيو الملاعب على حد السواء خلال جلسات التحقيق في مراكز البوليس و الإعتقال بما يؤشر على أن شعبنا بقيادة قواه الشبابية المناضلة قد دخل في دورة إحتجاجية جديدة سيكون لها ما بعدها بحول الله خاصة و أن إنتفاضته المباركة هذه المرة قد تزامنت مع نهاية شهر ديسمبر و بداية شهر جانفي المجيد هذين الشهرين الذين يتمتعان برمزية نضالية إستثنائية في المخيالالشعبي العام لطالما تمنى النظام شطبهما من التقويم السنوى فيقع الإنتقال من نوفمبر إلى فيفري مباشرة حتى لا تتوقف الأجيال الجديدة عند ذكرايات إنتصارات الشعب في جانفي 78و جانفي 81 و جانفي 84 و كذلك جانفي 2010 بإذنه تعالى .
إن تواتر الإنتفاضات الشعبية و تزايد حركة تمرد الشارع في السنوات الأخيرة ليست حدثاعابرا أو معزولا كما تتدعى السلطة الفاسدة عبر أبواق سحرتها وذلك في محاولة يائسة لخداع الرأى العام الخارجي و النيل من معنويات شعبنا و الحط من إيمانه على قدرته على التغير.
إننا نعتبر هذه الهزات الإجتماعية المتحركة من ولاية إلى أخرى ليست إلا إرهاصات لهبةشعبية عارمة بدأت شروطها الموضوعية في التواجد داخل الساحة الشعبية و لا تنتظر إلا شرارة حتى تحرق الإستبداد و رموز الجريمة النوفمبرية و تطهر المجتمع من آل السابعالذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها النهب و الإستبداد و الفساد .
و لتثبيت هذه الأطروحة نتجه إلى الوقوف عند دلالات إنتفاضة شعبنا في سيدي بوزيد محاولين إستشراف آفاق هذا الغليان الشعبي و متسائلين متى تنخرط العاصمة و المدن
الكبرى و الحركة الطلابية في معركة الخبز و الكرامة المشتعلة في الجنوب و سيدي بوزيد ؟
2 /كيف نقرأ إنتفاضات الجماهير المتكررة في عهد الجنرال بن على ؟ :
إن المقاربة السوسيولوجية و السياسية لحركة الإحتجاجات الشعبية التى شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة خاصة منذ إنتفاضة الحوض المنجمي في2008 تقودنا إلى تأطير هذا الفعل الإحتجاجي الشعبي و المتدحرج من منطقة إلى أخرى بشكل دوري و سريع ضمن خانة الإنتفاضات التى تعكس حجم الإحتقان و الغليان و عمق التذمر و ” الحقرة ” التى تعاني منها جماهير الشعب المستضعف من جراء سياسات الحيف و البغي الإجتماعي و الخيارات المعادية لمصالح أوسع أبناء الشعب و التى أدمن النظام على سلوكها حفاظا على مصالح عصابات النهب المسلح و المنظم للمال العام و التي تحولت منذ تربع الجنرال بن على على عرش مملكة التعذيب و الفساد في تونس إلى خلايا إجرامية منظمة تنظيما شبيها بهرم التنظيمات المافيوزية حيث تتداخل لوبيات المال الحرام مع لوبيات الأجهزة الأمنية السرية و بالتنسيق مع الأطراف الدولية في المحيط الإقليمي الداعمة للسلطة فتكتمل بذلك أضلع مثلث الشر النوفمبري على نحوهذا الشكل الهرمي .
إن هذه الهرمية الإجرامية التى أصبحت عليها الدولة في نسختها النوفمبرية المافيوزية لم تعد تخفى على أحد و لم ينتظر شعبنا تسريبات موقع ويكيليكس الأخيرة حتى يتوصل إلى هذه الحقائق بل إن فساد العائلة المالكة أصبح حديث الخاص و العام و محل تندر من عديد الفكاهيين التونسيين” و لد باب الله نموذجا ” منذ سنوات الأمر الذي جعل الغضب الشعبي في سيدي بوزيد يرفع شعار ” التشغيل إستحقاق يا عصابة السراق ” و هو شعار ستعود إليه هذه الورقة بالتحليل في مبحث مستقل لما له من دلالة سياسية و فطنة و حسن تشخيص لطبيعة السلطة الحاكمة في تونسمن قبل أبناء الشعب الذين طالما زايدت على وعيهم السياسي العديد من النخب السياسية متهمة الوعي الجمعي لشعبنا بالتخلف و الجبن
و” البقرية” و هو ما يفسر إلى حد بعيد غربة هذه النخب عن شعبها الذي يثبت مرة أخرى أنه يملك أدوات تحليل قادرة على التشخيص الدقيق و الصحيح للحظة السياسية التى يمر بها الوطن و ليس ذلك فحسب و إنما تجاوزت الجماهير بوعيها النقي الخالي من الإيدولوجيا مرحلة التشخيص الذي مازالت العديد من النخب و الحركات السياسة التونسية بما في ذلك تلك التى تؤطر نشاطها ضمن الحركات الجذرية الجادة فاشلة في الوصول إليه لأنها غير قادرة على تحمل تبعاته و إستحقاقاته الوطنية و السياسية إذأ تجاوزت الجماهير مرحلة التشخيص إلى مرحلة البحث عن الحلول و البدائل وذلك للقطع مع منطق تسول عصابة السراق في إصلاحات هنا و هناك و للقطع مع النضال الإفتراضي و كذا للقطع مع الجلوس وراء الحواسيب أو أمام عدسات كاميرات الفضائيات على أهمية ذلك بأن إختارت الوسيلة الصحيحة في التوقيت الصحيح و رافعة الشعارات و المطالب الصحيحة عبر الإلتحام بالشوارع و الصدام مع قوات عصابة السراق على مدار الساعة و هو المنهج المدنى المقاوم الذي إختارته للخلاص الوطني و الإنعتاق و الذي مازالت العديد من المعارضات لم تستوعبه بعد و لم يدخل في أجندتها للتغير(بإستثناء المؤتمر من أجل الجمهورية الذي حسم خياره منهجا و خطابا )لآنها لا ترى فيالجماهير إلا أصوات و نسب في مهازل إنتخابية تتحكم فيها عصابات السراق.
3/ عندما تعرف الجماهير طريقها يتحرر الفضاء العام و يجبر النظام على إرتكاب الأخطاء :
لقد نجحت إنتفاضة شعبنا في جنوب الكرامة و في سيدي بوزيد الشجاعة و الشهامة في تحرير السياسة من المكاتب المغلقة و في تحرير الشعار السياسي من أسر الفأرة و الحاسوب حيث خرجت المطالب من جدران إستوديوهات “الجزيرة مباشر” لتباشر فعلها النضالي الحقيقي على أرضية الواقع متصادمة مع أعداء الحرية و الخبز و الكرامة و الهوية كاشفة للرأي العام الدولى و لصناع الهزيمة و تجار الوهم من مناضلى الأمس عن الوجه البشع للدكتاتورية النوفمبرية حيث القنابل المسيلة للدموع و العصى و الرصاص و التعذيب و الإعتقال بقيت الأدوات الوحيدة التى تملكها عصابة السراق في “التواصل و الحوار” مع أبناء الشعب المسحوق .
لقد إنتصرت الجماهير المعطلة و الجائعة على جلاديها منذ الساعات الأولى للمواجهات فحشرت الجنرال في الزاوية و أربكت أجهزته الخاصة و دوائر صنع القرار و هاهي تطيح بمدير تلفزة البوليس في حركة تعيد إلى أذهان شعبنا ما كان يجري في تونس 87 حيث أقال بورقيبة مدير الإذاعة و التلفزة مرتين في أقل من 24 ساعة.
إن فريق الجنرال بن على لا يقدر على مجاراة أسلوب “Pressing” الذي يتوخاه بإقتدار فريق المحرومين من أبناء شعبنا حيث أجبرت الجماهير عصابة السراق على إرتكاب الأخطاءالفاضحة و القاتلة و ما البيان الفضيحة الذي أصدره ” المصدر الرسمي المأذون “ بعد أربعةأيام من عمر الإنتفاضة إلا دليلا على أن النظام في حفرة و يريد الخروج منها ولكن بمزيد الحفر فيها فلا هو خرج منها و لا الحفرة إنسدت و إستوت بالأرض فيظل يتخبط فيها حتى ينقطع أمله في الخروج و النجاة يومها سيفرح شعبنا بنصر الله و العاقبة للأحرار و الشرفاء .
4 / الإنتفاضة في إعلام النظام و عودة إلى التاءات الثلاث / تعتيتم/تضليل/تشويه :
إن حجم التخبط و الإرباك الذي أصبح عليه النظام و الذي تعكسه تصريحات محامي الشيطان اليساري المتقاعد برهان بسيس و الذي لم يجد بدا هذه المرة من الإعتراف بأن البلاد تعيش مشاكل تنموية و صعوبات إقتصادية كبيرة في تصريحاته للجزيرة بالرغم من أنه أرجعها إلى الظرف الدولى و العوامل الخارجية إلا أن هذا الإقرار من أحد أهم مرتزقة البوليس التونسي الذى لطالما نفى حتى الحقائق التى نقلتها عدسات المصورين عبر المحطات الفضائية العالمية أيام إنعقاد قمة المعلومات في تونس حيث أنكر وقتها وبكل وقاحة و ” رقعة بلاطة ” حادثة تدنيس العلم الوطني المفدى الذي رفعته أيادي مجرمي الحرب الصهيانة إلى جانب علم الكيان الغاصب فوق أرض تونس العربية المسلمة “
نحيل السادة القراء على هذه الحادثة للتدليل على أن مرتزقة عصابة السراق من أمثال بسيس كانوا لا يتورعون عن لي عنق الحقيقة و تزييف الوقائع و الأحداث ” عيني عينك ” لحماية أسيادهم و أولياء نعمتهم ولكن هذه المرة أجبرتهم غضبة الجائعين على التراجع عن تغطية عين الشمس بالغربال لآن غربال العائلة الحاكمة تقطعت ستائره ولم تعد قادرة على ستر عورات النظام المتهالك وهذا بداية للتراجع و التدحرج و السقوط بإذنه تعالى .
إن إنخراط صحافة البوليس الصفراء ” جريدة الصريح نموذجا “ في تزييف الحقائق و حجبها عن أبناء شعبنا في سلوك غريب عن ثقافة العصر الإعلامية
يحيلنا إلى حقبة ماضية من تاريخ تونس المعاصر قامت فيه ” العمل ” لسان حال حزب البوليس الإشتراكي الدستوري أيام حكم بورقيبة عندما كانت تحت إشراف سفير عصابة السراق في قطر أحمد القديدي بنفس الدور التضليلي القذر الذى تقوم به هذه الأيام صحافة الأجهزة السرية في تشويه نضالات الفقراء و المحرومين ضحايا دولة المافيا النوفمبرية حيث كانت قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل إبان إنتفاضة 26 جانفي المجيدة 1978 شرذمة ضالة وجماعة مفسدين
ونفس قاموس البذاءة أستعمل لوصف جماهير شعبنا خلال إنتفاضة الكرامة و الخبز في 3 جانفي 1984 ونفس الشئ إنسحب على قيادة حركة الإتجاه الإسلامي المجاهدة في 87 التى نالها من نال شركائها في المحنة و الوطن من تشويه و ثلب و قذف و مس من الأعراض و الكرامة و الشرف فما أشبه اليوم بالبارحة .
إن تعاطي إعلام عصابة السراق مع إنتفاضة سيدي بوزيد المباركة و الذي قام كعادته على التاءات الثلاث التعتيم و التضليل و التشويه يعطي الدليل الذي لا يرتقي إليه شك على أن هذا النظام المتخلف و البدوي خارج عن الزمان و المكان إذ كيف يعقل أن يمارس إعلام الجنرال التعتيم في زمن تكنولوجيا المعلومات والإتصال التى حولت كل أبناء سيدي بوزيد إلى مراسلين صحافيين لأشهر وكالات الأنباء العالمية و خاصة للصحافة الإفتراضية و على رأسها
الأخوين فيس بوك و اليوتوب اللذين كادا يغرقان من حجم الصور و الأخبارالعاجلة و أشرطة الفيديو التى نقلت و مازالت تنقل المواجهات اليومية لحظة بلحظة حتى تلك المصادمات التى جرت ليلا أبعد هذه الحماقة حماقة ؟ أبعد هذا الغباء غباء ؟ أبعد هذا العمى عمى ؟” عفاكم الله ” .
لقد كشفت إنتفاضة شعبنا في الجنوب و سيدي بوزيد عن أن الجنرال لا يعيش أزمة تواصل مع شعبه و نخبه فحسب فذلك أصبح من اليقينيات ولكن يعاني إضافة إلى ذلك من أزمة تواصل مع ثقافة العصر وثورة الإتصال و الإعلام حيث ما زال إعلامه يعيش على وقع ” قافلة تسير” و البلاغات المحلية للراحل بوديدح مع “إضافة نوعية ” لأنكر الأصوات فاطمة بوساحة التى وقع برمجتها يوميا طيلة أيام الإنتفاضة إذاعة وتلفزة على أمل أن يغطى التلوث السمعي المنبعث من حنجرتها على أصوات الجماهير الهادرة بصوت واحد ” التشغيل إستحقاق يا عصابة السراق ” ولكن خاب مسعاهم حيث كشفت تكنولوجيا الإتصال و المعلومات الحقائق من قلب معارك الشوارع و نقلت الفضائيات الصدامات كما لو كانت على عين المكان و هذا فتح رباني عظيم و طوفان إعلامي هادر لا يقدر على الوقوف أمامه لا بسيس و لا فاطمة بوساحة و لا غيرهما .
5 / الجنرال بن على يتحمل المسؤولية السياسية والقانونية عن ظاهرة الإنتحار السياسي والإحتجاجي للشباب التونسي
من المؤكد أنالجنرال بن على سيبقى أبغض حاكم لقلب شعبنا في تونسلا لأنه دكتاتور و زعيم عصابة السراق فحسب بل لآن فترة حكمه البوليسى تميزت بإنتشار ظاهرة غريبة عن شعبنا و غريبة عن شبابه و بخاصة حملة الشهادات العليا منهم ألا وهي ظاهرة الإنتحار السياسى و الإحتجاجي في الساحات العامة وأمام الناس أجمعين و هي ظاهرة أحسب أن شعبنا لم يعرفها طيلة تاريخه و أقصد ممارسة الإنتحار كتعبيرة إحتجاج سياسى تنديدا بخيارات السلطة السياسية و التنموية و الإجتماعية و الإقتصاديةو لا أقصد الإنتحار المتعارف عليه في كل المجتمعات البشرية قديما و حديثا .
إن الدكتاتور المنتهية ولايته له الحق في المطالبة ببراءة الإختراععلى هذه الصناعة الثقيلة صناعة اليأس و الإحباط و القنوط التى أدخلها لتونس بعد أن جلب لشعبنا و لشبابه هذاالنوع البشع من الموت إما حرقا أمام مقرات الدولة أوغرقا في مياه البحر الأبيض المتوسط .
و حتى نساعد السادة القراء على البحث في هذه الظاهرة النوفمبرية المأساوية و التى إقترنت بوجود بن على في السلطة و التى تستحق من السادة الباحثين و الإخصائيين الإجتماعيين و النفسيين و رجال القانون و السياسة و الفكر بل كل من ينتمي إلى فئة البشر و عالم الإنسان الإنكباب على دراسة العلاقة التلازمية بين الإستبداد السياسي و الفساد المالى للسلطة من جهة و بين الإحباط لدى الناشئة و الشعور ” بالحقرة “لدي الشعب والشباب من جهة أخرى خاصة إذا كان النظام السياسي مافيوزي على الطريقة النوفمبرية و يجمع بين كل أنواع تلك المفاسد كما في الحالة التونسية و الحال أن محاولات الإنتحار قد تكررت وآنتشرت مآسيها في العديد من الولايات كما يظهر من خلال هذا الجدول المرافق لهذه الورقة البحثية والذي يستعرض بعض العينات من جرائم نظام بن على في حق شباب تونس الضحية :
ملاحظات عامة و ملاحق في علاقة بالجدول أعلاه :
1 / الشهيد هشام بن جدو علايمي ” نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله ” جريمة قتله تجسد قمة التوحش و الحقد و السادية الذى و صلته زبانية الجنرال بن على في التصدي للتطلعات شعبنا في الكرامة و الحرية و العدالة الإجتماعية وصلنا إلى هذا الإستنتاج من خلال تصفحنا لملف القضية حيث تفيد وقائعها أنه في يوم 6 ماى 2008 قرر عمال شركة الفسفاط في الرديف الإضراب و التوقف عن العمل للمطالبة بتحسين ظروفهم الإجتماعية و المادية وسط موجة عارمة من الإحتقان و المصادمات و الإضرابات شبه اليومية إجتاحت مدينة الرديف منذ جانفي 2008
و بينما كان العمال في حالة إعتصام هادئ داخل المعمل و يترقبون وصول أحد المسؤولين للتفاوض حول مطالبهم إذ قدمت إلى مكان الإعتصام قوات كبيرة من ممثلى عصابة السراق في الرديف بجناحيها الأمني و السياسي لتفاوضهم و لكن على طريقة الجنرال بن علي
أما الجناح الأمني فتقدمه مدير إقليم الحرس بالمتلوي وكان يتكون من الأجهزة التالية :
أعوان قمع من مختلف الوحدات الأمنية / شرطة / حرس / وحدات تدخل / فرق الوحدات المختصة / فرق الأنياب / جحافل تشبه قوات المستعربين في الأراضي المحتلة من البوليس المدني.
فحين تشكل الجناح السياسي من القيادات التالية:
الكاتب العام للجنة تنسيق حزب البوليس الدستوري الديمقراطي
معتمد الرديف و بعض “الصبابة” من لجان اليقظة و لجان الأحياء
و بدون مقدمات شرع الجناح العسكري لحزب بن علي في تطويق العمال المضربين ثم شرع في رشقهم بوابل من القنابل المسيلة للدموع مما إضطر بعض العمال إلى الإحتماء بغرفة الكهرباء التى كانت مقطوعة في ذلك الوقت بحكم أن المعمل متوقف عن الإنتاج بفعل إضراب العملة و كان من بينهم الشاب هشام بن جدو علايمي الذى أمسك بأحد الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي في محاولة للحيلولة دون إعادة تشغيل المولدات و تكسير الحركة الإضرابية بقوة البوليس و أمام إصرار العمال على حماية إضرابهم أمر المجرم معتمد الرديف أحد الأشخاص بإعادة تشغيل التيار الكهربائي وذلك رغم تحذيره من قبل هذا الأخير بأن الإقدام على فتح التيار يعني موت و إحتراق جميع من كان يمسك بالأسلاك الكهربائية و لكن هذه التوسلات و التحذيرات لم تحرك في هذا القاتل أي وازع من ضمير أو شعور أو إحساس أو تقديس للروح البشرية حيث أجبره على تنفيذ التعليمات أمام مرأى و مسمع القيادات الأمنية و جموع العمال صارخا بأعلى صوته و بلغة مبتذلة “ خدم الضؤ و آقتل لكلاب ” و هو ما إنجر عنه إستشهاد العامل هشام بن جدو علايمي على عين المكان محترقا بالصعق الكهربائي كما جرح زميله العامل رفيق بن صالح الفجراوي ( 21 سنة ) بجروح و حروق بليغة.
حركت هذه الجريمة النوفمبرية النكراء جموع العمال بعد أن تجاوزوا مرحلة الذهول و الصدمه فدخلوا في مواجهات عنيفة مع مليشيا ت الجنرال بن على إنتقاما لدماء زميلهم الذى قتل بدم بارد تحت أنظارهم و بين أحضانهم مما إضطر قوات القمع إلى التراجع ثم الإنسحاب من مسرح الجريمة تاركين جثة الشهيد هشام على الأرض في يوم شديد الحرارة و لم يكلفوا أنفسهم حتى إرسال سيارة إسعاف لنقله إلى ثلاجات حفظ الموتى أو إسعاف بقية الجرحى .
لقد بقي جسد الشهيد تحت أشعة الشمس الحارقة إلى حدود الساعة السادسة والنصف مساءا الأمر الذى بدأت معه الجثة في التعفن نظرا لحالة التفحم التى كانت عليها من جهة و لدرجة حرارة الطقس المرتفعة من جهة أخرى و هو ما جعل أهل الشهيد بالتعاون مع أبناء الجهة يسارعون بإكرامه و دفنه ليلا في جنازة ليلية إلى مقبرة المكان وسط عويل والدته التى لم تتوقف عن ترديد ” العمدة إقتلى و لدي … العمدة إقتلى ولدي …. “
( لمراجعة وقائع هذه الجريمة النوفمبرية في حق الإنسان التونسي يرجى مراجعة اليوتوب )
صورة الشهيد و هو ملقى على قارعة الطريق و سط إخوانه و أهله بعد أن أجهز عليه زبانية الجنرال بن على و تركوه تحت لهيب الشمس الحارقة لأكثر من 10 ساعات في العراء .
صورة الشهيد هشام بن جدو لعلايمي و هو ملقى على التراب و آثار الحرق بداية على جسده من جراء الصعق الكهربائي الذي أمر به القاتل معتمد الرديف و الذي مازال إلى يومنا طليقا ينعم بحماية الجناح العسكري لحزب الجنرال بن على و لم تتطله يد العدالة إلى الآن .
هنا مسرح جريمة أعوان بن علي القتلة ” غرفة المولد الكهربائي عالى الضغط “
في هذا المكان قتل الشهيد الثائر هشام بدم بارد ومع سابق الإصرار والترصد من قبل معتمد الرديف و الذي مازال ينعم بالحرية كغيره من زبانية”المقيم العام” بن علي.
جحافل الجناح العسكري لحزب الجنرال بن على تحاصر العمال أثناء الإعتصام و تستعد “لمفاوضتهم ” بالحديد والنار طبقا لمنهج بن على في الحكم .
عائلة الشهيد البطل هشام ” والدته المسكينة و أخواته البنات بعد أن وصلهم خبر إستشهاده فهرعوا إلى مكان الجريمة ليجدوا إبنهم متفحما يفترش الأرض فينطلقوا في موجة من الصياح و البكاء و العويل تقطع الأكباد و لسان حالهم يقول يا رب إنتقم لعبيدك المستضعفين من الظلمة و أعوان الظلمة و أرنا في المقيم العام بن على و المعتمد و بقية الجلادة عظيم آياتك ولو بعد حين .
جواز سفر الشهيد البطل الثائر على” الإقامة العامة “النوفمبرية
حيازته لهذه الوثيقة الهامة و التى تثبت إنتمائه لتونس لم تشفع له أمام أذناب الإستعمار الجديد فقتلوه بدم بارد فما الفرق إذا بين الموت على يد عصابات اليد الحمراء الإستعمارية و بين الموت على يد عصابات الورقة الحمراء النوفمبرية ؟؟؟
سؤال نطرحه على تجار الوهم و الهزيمة الذين مازالوا يلهثون وراء الجواز بكل ثمن و بأي وسيلة متناسين أن الجواز بدون كرامة وطنية يصبح كنش أوراق ذات مواصفات فنية وأمنية دقيقة ليس إلا مثله مثل ” تسكرة الضؤ ” يستظهر بها للدفع من الجيوب وأحيانا من الكرامة .
2 / محمد البوعزيزي الشاب الذى فجر ثورة الفقراء في سيدي بوزيد و المناطق المجاورة :
لن أفصل كثيرا في هذه القضية نظرا لأنها أصبحت معلومة عند الرأي العام المحلي و الدولي و ليس غريبا أن تجد طريقها قريبا إلى موقع ويكيليكس بحثا عن ما خفي منها من حيثيات و لكن يبقى أملنا في الله كبير أن يتماثل إبن الشعب للشفاء العاجل حتى يتحول إلى شهيد حي شاهدا على بشاعة هذا النظام السادي الذى وضع الشباب التونسي أمام خيارين لا ثالث لهما إما الموت حرقا أوالموت غرقا و لكن تأبى إرادة الله سبحانه إلا أن تنتصر للمستضعفين من أبناء شعبنا الذي عرفوا طريقهم و لن يتقفوا بإذنه تعالى إلا بطرد الجوع و الفقر و الحزن أحد أهم إفرازات مثلث الشر النوفمبري الذى وقع الإشارة إليه في مستهل هذه الورقة البحثية .
3 / السقوط المتكرر في شهادة الكاباس يدفع شاب يائس إلى محاولة الإنتحار :
ليس جحا هذه المرة و لكن شاب من شباب ولاية صفاقس و التى تعتبر عاصمة للجنوب وقطبا صناعيا و فلاحيا هاما لا يمكن مقارنتها بغيرها من ولايات الشمال الغربي و الجنوب و رغم ذلك تعجز السلطة عن تأمين شغل قار لهذا الشاب من حاملى الشهادات العليا و الذي “عجز” عن النجاح في مناظرة الكاباس لأكثر من مرة بعدما أصبحت هذه الشهادة تخضع في الكثير من الأحيان لكل الإعتبارات ماعدى الإعتبارات الأكاديمية للمترشحين و هو ما يغلق تقريبا بشكل مطلق سوق الشغل أمام حاملى شهادات الأستاذية و الراغبين في الإلتحاق بقطاع التعليم على إعتبار أن الحصول على الأستاذية و منذ زمن طويل لايفتح الباب أمام الإشتغال في قطاع التعليم وإنما لابد لذلك من نيل شهادة الكاباس التى لم تسلم هي الأخرى من تدخل الأجهزة الأمنية في تحديد قوائم الناجحين الذين لابد و أن يكونوا غير حاملين” لفيروس” المقاومة .
إستبد بهذا الشاب اليأس بعد أن تقدم به السن ” منتصف العقد الرابع من عمره “ و هو بدون زواج وبدون شغل و بدون آفاق و بدون …. و بدون ….. و بدون ….. إلخ ……..
فقرر وضع حد لحياته بأن صعد إلى مأذنة مسجد المدينة التى يبلغ طولها حوالي 34 مترا لا ليؤذن ولكن ليعلن عزمه على إلقاء نفسه من فوق المأذنة حتى يلقى حتفه لعل ذلك يجعل سلطات الإشراف تراجع مقاييس الحصول على شهادة الكاباس فيستفيد زملائه بإنتحاره من مأذنة المدينة و لكن بعد تدخل أعوان الحماية المدنية الذين فاوضوه و عرضوا عليه مصاحبتهم إلى ملعب الطيب المهيري بصفاقس لمتابعة مقابلة الموسم التى ستجمع بين
CSS , EST مجانا و في المنصة الشرفية( لاحظوا قيمة العرض المقدم لهذا الشاب والذي يعكس قيمة الإنسان وموقعه في مشروع الجنرال بن على و زبانيته ).
و في غفلة منه تمكنت بعض الوحدات التابعة للحماية المدنية من السيطرة عليه و إنزاله إلى الأرض و بذلك فشل في الكاباس و فشل في الإنتحار وبقي فريسة لليأس و الحيرة و الضياع
مصدر الصورة و الخبر : موقع صحافيي صفاقس / تقرير دنياز المصودي
التعليق :
صورة المسجد الذي يقع في طريق سكرة بالكم2 في ولاية صفاقس و تظهر السلالم المستعملة في عملية السيطرة على الشاب الذى كان ينوي الإنتحار.
تحولت المساجد في عهد الجنرال بن على ” حامي الحمى و الدين ” بعد أن تعطلت وظائفها إلى أماكن مفضلة للممارسة الإنتحار الذى تحول إلى رياضة شعبية قد تزاحم لوبقى بن على في السلطة لا سمح الله رياضة كرة القدم من حيث عدد المنخرطين في نشاطها و من غير المستبعد أن يستثمر فيها صخر الماطري البعض من أموال الصناديق فيبعث شركة على غرار شركة البرومسبور تعنى بتنظيم هذا القطاع بحيث يكون المتراهنين أمام فرصة الظفر بالملايين إذا نجحوا في تعمير العمود الفائز بعد التكهن بمصير المنتحر على هذا النحو:
ضع علامة 1 إذا نجح الشاب في الإنتحار و علامة 2 إذا نجحت الحماية المدنية في إنقاضه
و علامةْX إذا عدل المنتحر عن الإنتحار بإرادته الحرة قبل وصول الحماية المدنية إليه.
4 / محاولة إنتحار خارج حدود الوطن لإيقاف إجراءات الترحيل و التسفير إليه :
قامت الأجهزة الأمنية الفرنسية بإيقاف أحد الشباب التوانسة في مدينة ” ران ” الفرنسية
على خلفية مخالفته لقوانين الهجرة والإقامة حيث يبدو أنه كان يقيم بصفة غير قانونية على التراب الفرنسي وبعد عرضه على الجهات المختصة قررت الإدارة ترحيله إلى التراب التونسي مسقط رأسه بعد أن تأكدت السلطات الفرنسية بأنه حامل للجنسية التونسية .
وبعد إتمام كل الإجراءات القنصلية و قع الإحتفاظ به في سجن مدينة ” ران ” الفرنسية في إنتظار تحديد موعد التسفير إلى تونس .
و في الأثناء و بعد أن تأكد صاحبنا أنه عائد لامحالة إلى ” جنة الجنرال بن على ” المزعومة أين ينتظره الهم و الغم و الرافل و البطالة و الفقر و الحاجة و…و….. و ….. إلخ من مفردات البؤس و مشتقاته قرر هذا الشاب المسكين أن يحاول الإنتحار داخل الزنزانة ولكن إصطدم بعوائق موضوعية تتمثل في غياب الأدوات التى ستساعده على تنفيذ ما عقد العزم عليه ولكنه رغم قلة ” إمكانيات الإنتحار في الزنزانة ” فإن مجرد التفكير بأنه سيرجع للعيش تحت حذاء الجنرال بدون كرامة وبدون خبز و بدون حرية جعله يرى كل محتويات الزنزانة أسلحة دمار شامل قد تساعده على البقاء بعيدا عن جحيم نظام بن علي و فعلا إهتدى إلى “صناعة ” خليط يمكن أن نطلق عليه ” خلطة 7 نوفمبر ” تتمثل في كوكتال و هو عبارة عن مزيج بين هذا المكونات : رغوة صابون الحلاقة +شامبوان + قطع نقدية .
طريقة إعداد خلطة 7 نوفمبر :
يسكب قليل من الماء في إناء ثم تسكب فيه كميات الشامبوان إلى جانب كميات صابون الحلاقةثم يقع تحريك هذا المزيج حتى تختلط كل المكونات ببعضها يضاف إلى ذلك كميات من الماء لتسهيل عمليات إبتلاع القطع النقدية ثم تشرب هذه الخلطة على نخب الوطن الجريح .
وهو ما أقدم عليه بالفعل و إنتهى به الأمر إلى غرفة العمليات ثم غرفة العناية المركزة في إحدى مستشفيات مدينة ” ران ” الفرنسية و بذلك نجح في إيقاف إجراءات الترحيل إلى جنة
المعجزة الإقتصادية المزعومة التى تأكل فيها نمور صخر الماطري كميات من أشهى أنواع اللحوم بما يغطى حاجيات فقراء سيدي بوزيد أو يزيد .
إنتهت الوصفة وأترك التعليق للقراء .
المصدر : جريدة صخر الماطري ” الصباح ” بتاريخ 25 جوان 2009.
5 / الشاب حسين الفالحي :
مأساة جديدة تنضاف إلى مأسي سيدي بوزيد حيث أفادة جريدة الشعب لسان حال الإتحاد العام التونسي للشغل نقلا عن مصادر موثوقة و عن شهود عيان بأن هذا الشاب الذى حاصرته البطالة لسنوات و لم يسمع من ممثلى عصابة السراق في سيدي بوزيد إلى التسويف و الكذب حتى قرر وضع حد لحياته محاكاة لما أقدم عليه زميله في الشقاء محمد البوعزيزي و ذلك بأن ألقى بنفسه من أعلى عمود كهربائي من أمام مقر المعتمدية و في رواية أخرى من أمام مقر الإتحاد الجهوى للشغل بسيدي بوزيد .
و ما تزال هذه الحادثة الأليمة تلقى بضلالها على مجمل الأوضاع المتفجرة بطبيعتها في الولاية و في المنطقة عموما الأمر الذي زاد من حدة الإحتقان و ألهب من جديد المواجهات بين شعبنا في سيدي بوزيد وبين مليشيات عصابات السراق المسلحة بما يؤشر على ميلاد جانفي جديد بدأت ملامحه تلوح في الأفق إذا ما توفرت عوامل الإسناد لحركة الشارع في سيدي بوزيد من كامل ولايات الوطن الجريح و هذا ما ستعالجه هذه الورقة في الفصول القادمة بإذنه تعالى .
في المباحث القادمة سنتناول بإذنه تعالى الموضوعات التالية :
1 /الإنتفاضة و المعارضة التونسية وفرصة الأمل الأخير في حيازة ثقة الجماهير.
2 /الإنتفاضة أكدت مسلمة مفادها أن إتحاد الشغل يبقى الرقم الصعب في المعادلة السياسية.
3 /الإنتفاضة و الحركة الإسلامية بين ثوابت البيان التأسيسي و إكراهات الواقع الموضوعي .
4 /الإنتفاضة و الحركة الطلابية متى تجسم الحركة مقولاتها و تلتحم بالجماهير.
5 /الإنتفاضة و تحريك العاصمة الممكن و المتاح ونحن على مشارف جانفى جديد .
6 /الإنتفاضة دروس وعبر .
إلى اللقاء في الفصول القادمه بإذنه تعالى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.