حظيت انتخابات الإدارة المحلية في تركيا باهتمام كبير في العالم العربي، وظهر ذلك جلياً من خلال التغطية الإعلامية للانتخابات لحظة بلحظة، إلى جانب الاهتمام الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل خاص في تويتر. وتداول المشتركون العرب في "تويتر"؛ هاشتاغ "فاز أردوغان" وهاشتاغ "الانتخابات البلدية التركية" بشكل واسع، عبروا من خلالهما عن مشاعرهم فيما يتعلق بسير الانتخابات والنتائج التي أظهرت تفوق حزب العدالة والتنمية الحاكم، وشارك فيه كتاب وناشطون وإعلاميون معروفون في العالم العربي. ومع أن الحدث يعتبر محلياً تركياً، إلا أنه اكتسب بعداً عربياً وعالمياً؛ خاصة بعد وقوف حزب العدالة والتنمية إلى جانب القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي، مما جعل البعض يعتبر رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" قائداً عالمياً خرج من إطار المحلية التركية ليصبح زعيماً شعبياً في المنطقة والعالم. من جانب آخر ربط المغردون عبر الهاشتاغين القضايا الإقليمية بالمسألة التركية، حيث كان التدخل العسكري في مصر حاضراً وبشكل خاص مع استعداد البلاد لانتخابات رئاسية مقبلة؛ يعتزم وزير الدفاع السابق "عبد الفتاح السيسي" الترشح لها، في حين أن الرئيس المعزول المنتخب شرعياً "محمد مرسي" يحاكم بقضايا مختلفة. وفي نفس الإطار تمنى مغردون أن ينتشر هاشتاغ "فاز مرسي" قريباً، في تعبير عن انتصار الإرادة المصرية بعد أن انتصرت إرادة الضعفاء والمستضعفين في تركيا، في وجه دول عربية وغربية حاولت التدخل لإسقاط الحكومة التركية، في إشارة إلى عودة مرسي مجدداً لرئاسة مصر. كما أن تداعيات الأزمة السورية كانت حاضرة في التغريدات، إذا اعتبرت مواقف الحكومة التركية تجاه اللاجئين السوريين مشرفة، في وقت أبدت فيه تغريدات عن سعادة المغردين بانتصار العدالة والتنمية، رغم ما حاكه النظام السوري من مكائد لإيقاع الحكومة التركية. وكان السوريون من بين الحاضرين في التغريدات، حيث اعتبروا أنهم أكثر من خَبِرَ سياسة الحكومة التركية بالتعامل مع السوريين، في وقت شوهت فيه صورة الحكومة، بحسب إحدى التغرديات؛ التي قالت صاحبته بأن "أهل مكة أدرى بشعابها"، فيما كتب آخر في تغريدته "ألف مبارك.. لكل مجتهد نصيب"، في إشارة لأردوغان، في حين اعتبر مغرد آخر أن "القهوة التركية لها طعم مختلف هذا الصباح". من ناحية أخرى، حضرت القضية الفلسطينية بقوة في التغريدات، خاصة وأن حزب العدالة والتنمية معروف بمواقفه من إسرائيل ونصرته للفلسطينيين، وأشادت تغريدات بموقف أردوغان من رئيس اسرائيلي "شمعون بيريس" في دافوس عام 2009. واعتبر أغلب المغردين أن انتصار رئيس أردوغان وحزبه بالانتخابات، هو انتصار على المؤامرات بفعل صدقه وأمانته في إدارة شؤون البلاد، وتحقيق تقدم اقتصادي في السنوات الأخيرة، متهمين الدول الغربية وإسرائيل بافتعال المكائد له نتيجة لمواقفه من القضايا الاقليمية. وتشير نتائج أولية غير نهائية إلى فوز حزب العدالة والتنمية بنحو 46% من أصوات الناخبين، مرتفعة عن الانتخابات المحلية السابقة بنحو 9%، ومن بين المدن التي فازت فيها العدالة والتنمية إسطنبول والعاصمة أنقرة، حيث تعتبران من أهم المدن في البلاد.