ثمن المشاركون في الدورة الثالثة لندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية الملتئمة بتونس يومي 11 و12 ماي ما تحقق من تقدم في مجال التعاون الثقافي في إطار منتدى التعاون العربي الصيني.وأكدوا على أهمية استمرار التواصل الثقافي والحوار الحضاري العربي الصيني والبناء على نتائج الدورتين السابقتين اللتين عقدتا في بكين 2005 والرياض 2007 وجددوا التأكيد على نبذ الصراع والصدام بين الحضارات وترسيخ مبادئ الحوار والتفاهم والتحالف بينها وتعزيز التشاور من اجل التوصل إلى رؤية مشتركة لتحديات المستقبل قوامها الاحترام والمساواة والمنفعة المتبادلة وتعزيز التضامن السياسي وصيانة السلام والاستقرار وتعزيز ديمقراطية العلاقات الدولية والترحيب بكافة المبادرات الإقليمية والدولية الداعمة للحوار بين الحضارات والتأكيد على تعزيز التعاون العربي الصيني في مختلف المجالات وفقا لما نصت عليه البيانات الصادرة عن الاجتماعات الوزارية والبرامج التنفيذية لمنتدى التعاون العربي الصيني. وأعرب المشاركون عن تقديرهم لإقامة الجانب الصيني معرضا للمؤلفات العربية المترجمة إلى اللغة الصينية في فترة الدورة الحالية للندوة كما رحبوا بإطلاق محطة التلفزيون الصيني المركزي قناة ناطقة باللغة العربية قبل نهاية عام 2009 وافتتاح أمانة الجانب الصيني للمنتدى موقعا له على الانترنات. وقد ناقش المشاركون في الندوة ثلاثة محاور رئيسية تناول أولها موضوع الصين في الثقافة العربية والعرب في الثقافة الصينية وتم بحث ودراسة الأثر المتبادل لكل من الحضارتين على الأخرى واستعراض العمق التاريخي للعلاقات العربية الصينية التي لم يحل دون تطورها وازدهارها بعد جغرافي أو حواجز لغوية. فقد نهلت حضارة كل منهما من قيم ومبادئ حضارة الآخر وهو ما برز جليا في كتابات المؤرخين العرب والصينيين وانتقال المنتجات وكذلك الانجازات والاختراعات العلمية والطبية وغيرها بين الجانبين. وأبرز المشاركون كيف خدم التطلع المعرفي المصالح التجارية بين الجانبين ومدى مساهمة طريق الحرير في انتشار الإسلام في الصين. وفي إطار المحور الثاني أبرزت أوراق العمل القيم الإنسانية والحضارية في الثقافتين العربية والصينية ودعا المشاركون إلى ضرورة الاستناد إلى المقومات الحضارية لفهم المواقف والتوجهات الكبرى التي أولتها كلتا الحضارتين أهمية خاصة، كالإنسان والطبيعة والعقل والأخلاق ومنظومة القيم المثالية والواقعية المتحكمة في أنماط السلوك والتفكير. وخلال بحث المحور الثالث ناقش المشاركون أهمية التعاون العربي الصيني في مجال العلم والتكنولوجيا ووسائل الاتصال معبرين عن ضرورة التعاطي معها في الوقت الذي يشهد فيه العالم بشكل متواصل وسريع تطورا علميا وتكنولوجيا مصحوبا بثورة في مجال الاتصال والمعلومات ذات تأثيرات وانعكاسات حتمية على المقومات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية للشعوب. واتفق المشاركون على أهمية منتدى التعاون العربي الصيني في تعميق العلاقات العربية الصينية وتعزيز التعاون العملي بين الجانبين وأهمية آلية ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية باعتبارها من أكثر الطرق فعالية في توطيد علاقات الصداقة بين الجانبين وفي هذا الإطار اتفقوا على طرح مجموعة من التوصيات منها بالخصوص: - إثراء التعاون العربي الصيني والاجتهاد من اجل تحقيق المصالح والمنافع المتبادلة -تطوير آفاق التعاون العربي الصيني في ميادين العلم والتكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة -تقوية التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية وجعله خيارا استراتيجيا يؤسس لعلاقات ثقافية تشمل شتى مجالات الفن والفكر والإبداع -إيلاء الاهتمام اللازم لفتح مراكز ثقافية من كل طرف لدى الطرف الآخر باعتبارها وسيلة لإبراز الخصائص الثقافية للجانبين من خلال الأنشطة الثقافية والفكرية والفنية المختلفة -وضع آلية دائمة لتفعيل حركة الترجمة للمؤلفات والكتب من اللغتين -إقامة آلية دائمة للتواصل العلمي بين المؤسسات الجامعية العربية ونظيراتها الصينية مع تشجيع إعداد البحوث والدراسات حول الحضارتين والحث على اعتماد أسلوب التوأمة بين الجامعات العربية والصينية -إيلاء الأهمية لبحث سبل التعاون في مجال المحافظة على التراث التاريخي والثقافية للجانبين والاستفادة من التجربة الصينية في هذا المجال -رفع شعارات التسامح والحوار والانفتاح الفكري على الآخر والإنصات إلى صوت الحق ودعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ورفض كل أشكال التمييز العنصري أو العرقي والتصدي للاحتكام إلى منطق القوة. وقد رحب المشاركون بعقد الدورة الرابعة لندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية في الصين خلال عام 2011 . يذكر أن الندوة الثالثة عقدت بمقر بيت الحكمة بتونس بمشاركة نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني عن الجانب الصيني ووزير الثقافة والمحافظة على التراث ورئيس مركز تونس لجامعة الدول العربية عن الجانب العربي إضافة إلى خبراء وأكاديميين ومختصين من الصين والدول العربية وجامعة الدول العربية.