دعت دراسة قام بها الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية حول قطاع المصوغ في تونس إلى أهمية اعتماد عدد من التدابير للرفع من القدرة التنافسية للقطاع بما في ذلك التقليص من الأداءات الموظفة عليه. وأبرزت الدراسة التي مثل عرض نتائجها محور يوم دراسي انتظم اليوم الخميس بتونس بمشاركة عدد هام من ممثلي المهنة أهمية ملائمة نسب الأداء الموظفة على سعر الذهب الخام والمقدرة حاليا ب21 بالمائة مع النسب الموظفة على المواد الخام للصناعات التقليدية والتي تقدر ب6 بالمائة والتخفيض في الأداء على الأحجار الكريمة من 90 بالمائة حاليا الى 20 بالمائة. وكان الرئيس زين العابدين بن علي إذن خلال مجلس وزاري انتظم يوم 21افريل 2009 بوضع خطة للنهوض بالقطاع تعتمد على محاور تتصل بنظام الجباية والتزود بالمادة الأولية وإيجاد نظام جديد لضمان جودة المصنوعات بالاستئناس بالأنظمة المتطورة في هذا المجال مع توفير الحماية الكافية للمستهلك. وقد أوصت الدراسة التي اعتمدت مقارنة مع ثلاث بلدان وهي تركيا وايطاليا وليبيا إلى أهمية وإلغاء نظام الكميات المحدودة. وكما هو معلوم فالحرفي لا يمكنه التزود سوى ب200 غرام من الذهب الخام شهريا وهي كمية حسب السيدة سنية بن مراد التي أشرفت على إعداد الدراسة لا تمكن الحرفي من إنتاج الكميات المطلوبة ولا القيام بالابتكارات التي يطمح اليها. كما ان ذلك يجعل المصنع يعتمد على الذهب المكسور والعدول عن اقتناء الذهب الخام ويبرز ذلك بالخصوص من خلال تقلص الكميات الموزعة من طرف البنك المركزى من 2782 كغ سنة 2001 الى 595 كغ سنة 2006. ودعت الدراسة إلى اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات للنهوض بنشاط المصوغ والارتقاء بجودته الى مستوى عال ولا سيما فتح آلة الضغط التي تستعمل في قولبة قطع المصوغ وتمكين الصانع من استعمالها بكل حرية والغاء طابع المطابقة وطابع الوزن وترك طابعين فقط وهما طابع العيار وطابع العرف. ولاحظت السيدة سنية بن مراد أن مختلف هذه الإجراءات من شانها أن تحد من نمو التجارة غير الشرعية للذهب والمنافسة غير الشريفة وتقضي على مختلف الاشكاليات القائمة بين الورشات التقليدية والعصرية من جهة وبين الصناعيين والتجار من جهة أخرى. واوضحت المشرفة على الدراسة أهمية تضافر جهود مختلف الاطراف الدولة والقطاع الخاص لوضع خطة لتطوير قطاع المصوغ وتعصيره مشيرة الى ان الهدف الاساسي يتمثل في الرفع من مردودية القطاع والاستجابة لحاجيات السوق الداخلية واقتحام الاسواق الخارجية. وأبرزت أن لتونس كل المهارات والإمكانيات التي تجعلها تضاهي بلدانا مثل ايطاليا أول بلد مصدر للذهب او تركيا ثاني مصدر للذهب. وقدم السيد الهادى الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالمناسبة الآفاق الهامة المتاحة اليوم لقطاع المصوغ التونسي لما يميز القطع المصنوعة من جمالية وحرفية عالية. وأوضح أن القطاع مدعو إلى الاستفادة من العدد الكبير للسياح الوافدين على تونس والبالغ 6 ملايين سائح والذي ينتظر أن يصل إلى 10 ملايين سائح من ضمنهم نسبة معتبرة من السياح ذوى القدرة الفائقة على الإنفاق. وأضاف أن القطاع يعاني اليوم من بعض النقائص التي تحد من تطوره وإسهامه في نمو الاقتصاد الوطني داعيا كل المتدخلين في القطاع للتعامل بكل جدية مع الإشكاليات المطروحة للخروج بحلول عملية وإيجاد آليات كفيلة بالنهوض بمختلف المهن حتى يساهم بالقسط المنتظر في دفع نسق الاستثمار والتشغيل والتصدير.