في إطار مواكبة الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 أدى أعضاء لجنة التربية والثقافة والاعلام والشباب لمجلس النواب يوم الاربعاء زيارة إلى مدينة القيروان.وعقد الوفد جلسة مع الاستاذ جعفر ماجد المنسق الوطني للتظاهرة الذى قدم عرضا عن مراحل اعداد هذه التظاهرة وبرنامجها الذي يتميز بالتنوع والثراء ويشتمل على ملتقيات وندوات علمية وعروض سينمائية ومسرحية وموسيقية وتنشيطية ولوحات استعراضية اضافة الى المعارض والاصدارات والاعمال التوثيقية المكتوبة والسمعية/ البصرية. وأبرز النواب أثناء الحوار ما يحظى به قطاع الثقافة في تونس من عناية فائقة من لدن الرئيس زين العابدين بن علي وما يوليه سيادته من رعاية موصولة للمثقفين والمبدعين. وبينوا أهمية الانجازات التي تحققت للقطاع بما جعل من الثقافة سندا للتغيير ورافدا للتنمية كما أبرزوا المكانة الجوهرية التي أولاها صانع التغيير للدين الاسلامي الحنيف ولتجذر المجتمع التونسي في هويته العربية الاسلامية مؤكدين نجاح تونس اليوم في نشر ثقافة متأصلة في هويتها ومتفتحة على الآخر وفي الانخراط في العولمة مع الحفاظ على الخصوصيات الثقافية والهوية الوطنية. وتقدم أعضاء الوفد بمقترحات واستيضاحات تعلقت بمدى اشعاع التظاهرة وطنيا ودوليا وبدور البعثات الديبلوماسية والقنصلية في التعريف بها وبالبرامج الموجهة للاطفال والشباب وتشريكهم في مختلف الفعاليات بهدف تعميق معرفتهم بعراقة القيروان وبمكانتها المتميزة. كما تم التطرق خلال النقاش لأهمية ابراز اسهامات المرأة القيروانية واعلام الثقافة والفكر في القيروان في ازدهار الحضارة العربية والاسلامية. وأجمع المتدخلون على أهمية التغطية الاعلامية للتظاهرة عبر مختلف وسائل الاعلام والاتصال داعين الى مزيد العناية بهذا الجانب وتكثيف الومضات الاشهارية والنشرات الاخبارية التي تعرف بالتظاهرة وتواكب فعالياتها. وانتقل الوفد الى “دار القيروان” وهو مشروع استثماري في ميدان السياحة الثقافية يحتوي على فضاءات ترفيه وقاعة عروض سمعية بصرية متخصصة في بث الاشرطة حول مسيرة الحضارة في تونس منذ العصور القديمة.وواكب النواب عرضا سمعيا بصريا يوثق مشاهد خالدة من التراث التونسي وفصولا من تاريخ القيروان. وتمثل “دار القيروان” أحد المشاريع المتعددة التي أنجزت في الجهة في ميدان الاستثمار السياحي الثقافي مثل نجاحها التجاري حافزا للشباب وخصوصا لحاملي الشهادات العليا للاقبال على الاستثمار في هذا القطاع الواعد. كما زار النواب “مركز تقديم التراث” الذي تتولى تسييره “جمعية صيانة مدينة القيروان” تحت اشراف المعهد الوطني للتراث ويمثل بوابة موحدة وشاملة للتعريف بالرصيد الثقافي والتراثي للجهة. ويشتمل هذا المركز على متحف لعرض عينات من الكنوز الاثرية للجهة ونماذج مجسمة لعدد من معالمها التاريخية واطلع الوفد على المركب الثقافي الشبابي الذي يحتوي على فضاءات ومرافق وتجهيزات عصرية ويحتضن معرضا دائما للفن التشكيلي يمثل مساهمة من جمعية الفنانين التشكيليين بالقيروان في الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية.