أخبار تونس - حرصا على حماية الجالية التونسية بالخارج من تبعات الأزمة العالمية الاقتصادية وتداعياتها على أوضاعهم المعيشية من خلال رصد تطوراتها بمختلف بلدان الإقامة التي تمثل فيها أوروبا أهم مراكز تواجدهم حيث يتواجد بها نحو 83 بالمائة من الجالية التونسية . وتقدر نسبة البطالة في صفوف المهاجرين بأوروبا 15 بالمائة من مختلف الدول. ويمثل اليوم ما يزيد عن المليون مواطن من التونسيين المقيمين بالخارج إضافة مهمة في مسيرة التنمية لتونس التي تتطلع إلى ادوار كل أبنائها بالداخل كما بالخارج لدعم المسار التنموي لاسيما في ظل تغير تركيبة الجالية التي تشهد تزايدا في عدد الكفاءات والمهارات في مختلف نواحي النشاط . والندوة الوطنية للتونسيين بالخارج التي تلتئم تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي هي مناسبة متجددة لرصد مشاغل هذه الشريحة والاستماع إليها بهدف تفعيل دورهم ومشاركتهم في المجهود الوطني للتحول . وأمام احتمال تفاقم الأزمة العالمية في المستقبل في البلدان المضيفة وتأثيرها على الجالية التونسية فالحاجة تدعو إلى مزيد اليقظة والانتباه هذا ما شدد عليه السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي في إطار أشغال اللجنة الأولى التي انتظمت حول موضوع « الأزمة الاقتصادية العالمية التأثيرات على الجالية مبرزا “. على الأهمية التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للإنصات إلى مشاغل التونسيين بالخارج واطلاعهم على كل الانجازات والمكاسب في تونس ليكونوا دوما صلب الخيارات الوطنية وسندا دائما للتنمية. وبعد أن ذكر بأسباب اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية استعرض السيد توفيق بكار مختلف التدابير التي اعتمدتها تونس لحماية الاقتصاد الوطني والحفاظ على مواطن الشغل ومن ضمنها الإجراءات الظرفية لدعم المؤساست المصدرة والإعداد لما بعد الأزمة. أشار محافظ البنك المركزي أن الإجراءات مكنت من تحقيق نتائج هامة تتجلى بالخصوص من خلال الزيادة المسجلة في الناتج البنكي الصافي خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2009 والتي تناهز 9 بالمائة مبرزا أهمية مساهمة الجالية التونسية بالخارج في الحفاظ على هذه التوازنات المالية عبر دعم رصيد العملة الصعبة والاستثمار مشيرا أن رصيد التحويلات يبقى ايجابيا خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية إذ ارتفع بنحو 8 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها خلال سنة 2008 . وأضاف أن هذه النتائج تبرز ثقة التونسيين بالخارج في النظام المالي التونسي وما تتميز به سياسة الصرف من مرونة وما توفره البلاد من خدمات مالية متنوعة ومتطورة من ذلك فتح حسابات بنكية بالعملات الأجنبية أو الدينار القابل للتحويل والتصرف في الأموال المودعة بكل حرية إلى جانب إعفاء الحسابات تماما من كل الادعاءات والضرائب. وأشار السيد توفيق بكار إلى أن الظرف العالمي الراهن يقتضي تضافر جهود كل الأطراف للحيلولة دون تأثيرات هذه الأزمة على الاقتصاد الوطني داعيا التونسيين بالخارج إلى تكثيف تحويلاتهم المالية واستثماراتهم. معلنا عن مشروع لإحداث قاعدة لتحويل الأموال بكلفة اقل وذلك في إطار اتفاقية تجمع بنوكا تونسية بأخرى فرنسية إلى جانب تحديث أفاق الاتحاد التونسي للبنوك من خلال تدعيم رأس المال في مرحلة أولى من قبل البنك المركزي التونسي والشركة التونسية للبنك وبنك الإسكان ثم العمل على مضاعفة رأس مال البنك من 30 مليون اورو إلى 60 مليون اورو وفتح رأس المال أمام أطراف اهرى إضافة إلى دعم شبكة فروعه بشكل جديد من خلال اعتماد نقاط البيع والبيع عن بعد. و قد أكد يوم الجمعة الماضي بالعاصمة السيد محمد الغنوشي الوزير الأول بمناسبة افتتاح أشغال الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج مواصلة تونس لمسيرتها التنموية بكل ثبات رغم الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة وما نتج عنها من تخوف وحيرة في مختلف الأوساط الإقليمية والدولية نتيجة تقلص النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة مذكرا بالإجراءات التي بادر الرئيس زين العابدين بن علي بإقرارها في إطار خطة متكاملة الجوانب للتقليص من تداعيات هذه الأزمة وللحفاظ على المسيرة التنموية الموفقة. وأبرز السيد محمد الغنوشي الحركية التي تشهدها مسيرة التنمية في البلاد والتي تعكسها كثافة الاستثمارات وتنوعها مذكرا بجملة المشاريع الكبرى التي يجرى تنفيذها في مختلف المناطق فضلا عن زيادة في الاستثمارات الخارجية بحوالي 16 بالمائة هذه السنة مما مكن من الشروع في انجاز عديد المشاريع المبرمجة وهو ما يبرهن على ثقة المستثمرين الأجانب في مناخ الأعمال في تونس رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وأكد الوزير الأول , ما يوليه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من عناية خاصة للتونسيين بالخارج ومن اهتمام بالغ بأوضاعهم ببلدان الإقامة وهو ما يعكسه بالخصوص تجاوبهم مع المشروع الحضاري للتغيير ومع السياسة الإصلاحية لرئيس الدولة وإسهامهم الناجع في مسيرة التنمية في ظل تغير تركيبة الجالية التي تشهد تزايدا في عدد الإطارات العليا والكفاءات والمهارات مؤكدا الحرص على تشريك هذه الكفاءات في مختلف الملفات الوطنية مشيرا إلى أن تحويلات الجالية التونسية بلغت أكثر من 8 مليارات من الدنانير خلال الفترة ما بين سنتي 2005 و2008 وقد ازدادت هذه التحويلات بحوالي 8 بالمائة خلال السداسية الأولى من العام الجاري قياسا بنفس الفترة من العام الماضي.