أخبار تونس– يحرص الرئيس زين العابدين بن علي في كل مناسبة ذات بعد مغاربي على إبراز الأهمية القصوى التي يمثلها البناء المغاربي . كما يحرص على التأكيد ان لا خيار أمام شعوب المنطقة غير العمل المشترك في إطار رؤية إستراتيجية تعمل على تفعيل وتطوير البناء المغاربي في عالم لا مكان فيه إلا للأقوياء باقتصاد متين وعلوم متطورة ووحدة متضامنة حيث الإنسان الغاية والهدف. وتأتي متابعة سيادة الرئيس مع الأمين العام لاتحاد المغرب العربي لأنشطة اللجان المغاربية المتخصصة واجتماعاتها التي انعقدت خلال السنة الجارية فرصة متجددة تؤكد الحرص التونسي المستمر على تثبيت معالم السياسة المغاربية لتونس وجدوى الشراكة المغاربية التي فيها مصلحة شعوب المنطقة، ذلك أن التكامل بين شعوب المنطقة هو اليوم ضرورة ملحة لمجابهة المتغيرات الدولية الحادة خاصة الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية ومخلفاتهما على اقتصاديات بلداننا. ومن هذا المنطلق تعتبر رؤية تونس بتوجيهات رئاسية متواصلة حلقة مهمة في عملية تطوير علاقات الأخوة والتعاون بين مختلف دول الاتحاد ومقوما أساسيا لبلوغ مرحلة جديدة لاستكمال بناء هياكل الاتحاد وتفعيل أركانه استجابة لتطلعات شعوب المنطقة في تحقيق التكامل والوحدة ، لذلك كان تأكيد الرئيس بن علي دائما على أولوية البناء المغاربي باعتباره حتمية تاريخية وضرورة حيوية ومصيرية للشعوب التي تواجه تحديات متعددة منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي و إن السبيل الوحيد لرفعها في ضوء ما يحدث في عالم اليوم يعسر على دول المنطقة حلها منفردة . وإن الإيمان بأن بناء هذا الصرح المغاربي هو خيار لا محيد عنه لما له من أثر بالغ في تحقيق التقدم المنشود للشعوب والأمن والاستقرار في بالمنطقة. إن هذه النظرة الاستشرافية للرئيس هي إشارة واضحة إلى أن التكامل والتواصل المغاربي هما خيار استراتيجي بالنسبة لتونس التي حرصت منذ التحول على إعطاء العلاقات المغاربية المكانة التي هي بها جديرة عبر العمل على تمتين التعاون والتقارب مع مختلف مكونات المجتمع اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا في البلدان المغاربية من خلال تفعيل الاتفاقيات التي صادقت عليها تونس مع مختلف دول الاتحاد. فالعمل المغاربي في تونس ثابت وهو الإطار الأمثل لكسب رهانات المستقبل مثلما عبر عن ذلك الرئيس قائلا ” تونس مقرة العزم على مضاعفة جهودها في تجسيد الخيار المغاربي بالتعاون والتنسيق مع أشقائها وستواصل بإيمان راسخ وعزم لا يلين بذل كل ما في وسعها من أجل التقدم بمبادرات ترمي إلى مزيد تفعيل العمل المغاربي المشترك حتى يتبوأ المغرب العربي المكانة التي هو بها جدير على الساحتين الإقليمية والدولية ويتعامل بندية مع سائر التجمعات الأخرى”. وإن وحدة المغرب العربي ومصيره المشترك ليست ترفا سياسيا منزوعا من مضامينه التاريخية والمستقبلية لأجيال ناضلت وتناضل إلى اليوم على أكثر من صعيد لبلورة هذه الفكرة الخيرة في أذهان الشعوب وفي المقدمة الشباب خاصة وان عصرنا اليوم هو عصر التكتلات الاقتصادية والسياسية و الحاجة تدعو إلى ضرورة تحقيق التكامل الاقتصادي الذي أمسى أحد أبرز مقومات تعزيز قدرة بلداننا على مجابهة التحديات التي أصبحت تفرضها العولمة وغيرها لذلك حث الرئيس بن علي دول المنطقة على تنمية التجارة البينية التي هي اللبنة الأولى المهمة على درب قيام السوق المغاربية المشتركة والمنطقة المغاربية للتبادل الحر باعتبارهما من الأهداف المحورية وحجر زاوية البناء لتحقيق الاندماج والوحدة بين دول المنطقة.