أخبار تونس– يعد المهرجان الدولي لسيدي أبي لبابة الأنصاري من العلامات المضيئة التي تجسم أصالة الدين الإسلامي في تونس. والصحابي الجليل أبو لبابة الأنصاري هو أحد أولياء مدينة قابس الصالحين، استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى غزواته على المدينة، وشهد معه غزوة أحد وما بعدها من المشاهد، توفي في خلافة علي بن أبي طالب . ويقال إنه كان حلاق الرسول. وقد وفد من جزيرة العرب مع أول وفود الفاتحين المسلمين إلى تونس. وتخليدا لذكراه الطيبة ، بني مسجد ومقام يحملان اسمه بمدينة قابس بالجنوب الشرقي للعاصمة تونس. وتقديرا لمكانة الصحابي الجليل أبو لبابة الأنصاري، يذكر أن الرئيس زين العابدين بن علي قد أدى زيارة لمقام هذا الصحابي في 24 اكتوبر 1998، وأذن بتنفيذ مشروع لتهيئة مقامه بتكاليف تبلغ 80 ألف دينار. وقد شملت مكونات المشروع، الذي أشرف على تنفيذه المعهد الوطني للتراث، ترميم بيت الصلاة حسب النمط الأصلي وتهيئة الجزء الخلفي لبيت الصلاة بالإضافة إلى ترميم ضريح الصحابي وتجديد إنارته الداخلية. كما أقيم منذ سنة 1966، بنفس المدينة مهرجان سنوي في شهر رمضان، يحمل اسم “المهرجان الدولي لسيدي أبي لبابة الأنصاري، ويشمل تنظيم مسابقات في حفظ القرآن وتلاوته للكبار ومسابقات إقليمية لحفظه للأطفال ومسامرات دينية . والجدير بالذكر أن الدورة الثالثة والأربعين قد انطلقت هذه السنة، من الخامس من شهر رمضان لتتواصل إلى السادس عشر منه. وقد أشرف على افتتاح فعالياتها السيد بوبكر الأخزوري، وزير الشؤون الدينية. وتضمن الموكب الافتتاحي للمهرجان انطلاق “معرض الجوامع والمساجد بالجنوب الشرقي”، الذي نظمه المهرجان بمتحف العادات والتقاليد الشعبية بقابس، بالتعاون مع المعهد العالي للفنون والحرف بالمدينة. وجمع المعرض مجموعة هامة من الصور الفوتغرافية لطلبة دارسين لهذا الاختصاص تبين الخصوصيات المعمارية والهندسية للجوامع والمساجد بجهة الجنوب الشرقي . وشمل برنامج الدورة كذلك، تقديم محاضرة دينية حول “الرعاية الصحية في الإسلام”. كما شهد انطلاق مسابقة وطنية لفرق المدائح والأذكار والإنشاد الديني بمشاركة 27 فرقة من تونس والجزائر والمغرب. وتم بالمناسبة توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الجهوية لحفظ القرآن الكريم وترتيله على عدد من أطفال الكتاتيب ورياض الأطفال والمدارس وعلى عدد من الكهول . وقد تميزت هذه المسابقة بمشاركة مكثفة من الكبار والصغار بلغت 500 طفل وطفلة و140 كهلا. ويعتبر المهرجان أحد أهم التظاهرات الدينية على الساحة الوطنية التي تبين العناية التي يوليها الرئيس بن علي للشأن الديني وللقائمين عليه، والتي تعكس المشروع الحضاري لرئيس الدولة الذي ينبني على ما أرساه الدين الإسلامي من مبادئ وقيم أخلاقية بما يدعم خصوصية الشخصية التونسية الأصيلة ويضمن للبلاد أسباب الأمن. وقد عبرت هيئة المهرجان الدولي لسيدي أبى لبابة الأنصاري عن عرفانها بالجميل للرئيس زين العابدين بن علي على دعمه المتواصل لهذه التظاهرة الدينية الهامة وعن ابتهاجها بترشح سيادته للانتخابات الرئاسية القادمة بما يضمن لتونس مواصلة مسيرتها المظفرة على درب التنمية الشاملة.