أخبار تونس– حسب نتائج “مؤشر السلام العالمي” ووفقا لآخر تقرير لمؤسسة “غلوبل بيس اندكس”، الذي صدر مؤخرا عن معهد الاقتصاد والسلام الأمريكي، والذي تم إعلانه في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، فقد جاءت تونس من بين أوائل بلدان القارة الإفريقية (المرتبة الثانية) في مؤشر البلد الأكثر أمانا. ويعرف التقرير “السلام” باعتباره “غياب العنف”، ويعتمد على 23 مؤشرا لقياسات حالة السلم داخليا وخارجيا. وتأتي في مقدمة هذه المقاييس عوامل السلم الداخلية وواقع العلاقات مع بلدان الجوار والنفقات العسكرية. ويقيس المؤشر قياسات السلام داخليا بناء على عدد من المعايير، من بينها عدد جرائم القتل ونسبة السجناء وتوفر الأسلحة ومستوى الجريمة المنظمة، لكل 100 ألف نسمة. فيما تشمل المؤشرات الخارجية حجم الجيش وصادرات وواردات الأسلحة وعدد القتلى في المعارك والمساهمات في جهود الأممالمتحدة لحفظ السلام والعلاقات مع الدول المجاورة. وقد اعتمد التقرير عشرين مقياسا لتصنيف 144 بلدا في العالم. وبين التقرير بالخصوص تصدر تونس لائحة البلدان الإفريقية في مستويات الاستقرار الاجتماعي الداخلي والأمان والعلاقات المتوازنة. واحتلت تونس المرتبة الخامسة عربيا (44 عالميا) تبعتها ليبيا السادسة (46 عالميا). وجاءت مصر في المرتبة السابعة عربيا و54 عالميا، تلتها المغرب (63 عالميا)، فالأردن (64)، فالبحرين (69)، ثم سوريا (92 عالميا) والسعودية في المرتبة 12 عربيا و104 عالميا. وجاءت السودان والصومال والعراق في ذيل القائمة الدولية. ويؤكد هذا التصنيف الجديد ميزة الاستقرار السياسي الذي تنعم به تونس وعمق الامتدادات الاجتماعية لنجاحاتها الاقتصادية خلال العشريتين الماضيتين رغم تعقيدات الظرف العالمي. وتنطوي هذه التصنيف على دلالات خاصة كونه يصدر عن هيئات عالمية. كما أنه يتضمن شهادة بليغة موجهة إلى كل المهتمين بالشأن التونسي تأكيدا لتفرد تجربة تونس وصواب خياراتها الوطنية التي من ثوابتها الترابط المتين بين الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي أتاحت بلوغ ما تحقق من نجاحات في كنف الاستقرار والتضامن بين كافة الفئات الاجتماعية. ومن المعروف أن “غلوبل بيس اندكس” تنشر تقاريرها السنوية منذ سنة 2007 استنادا إلى نتائج تحاليل ودراسات ينجزها خبراء ينتمون إلى مؤسسات ناشطة في مجال السلم في العالم من ضمنها مركز الدراسات حول السلم والنزاعات بجامعة “سيدناي” الاسترالية.