أخبار تونس- كان الوضع الجوي الكامل بشمال إفريقيا منذ يوم 15 سبتمبر 2009 تحت تأثير السحب الرعدية المحلية المتأتية من منطقة الضّغط الخفيف من المنطقة الاستوائية الإفريقية. وكان الهواء المتقلب المبعثر من هذه المناطق تسبب في تساقط أمطار فيضانيه بموريتانيا وبعض المناطق بالمغرب وقد انجر عن هذا الوضع انخفاض لبعض من هذه الكتل الهوائية وتغير في مساراتها في اتجاه وسط البحر المتوسط. وكان مكتب الإعلام بوزارة النقل أورد أن المعهد الوطني للرصد الجوي في تونس عبر دراسته لنواتج مختلف النماذج الرقمية العالمية والإقليمية والوطنية والمتعلقة بتوقع الحالة الجوية يتابع هذه الحالة وقد مكنت التجهيزات المذكورة من متابعة التقلبات بصفة منتظمة حيث تبين بداية من يوم 21 سبتمبر 2009 أنّ الكتل الهوائية المشار إليها آخذة في التقلب مؤدية إلى ظهور سحب كاملة على الجنوب الشرقي للجزائر وخاصة عند اقترابها من جنوب البلاد التونسية وأكدت المعطيات أن مسارات هذه الكتل سيكون متنوعا عند وصولها إلى تونس فالبعض منها سيهم منطقة خليج قابس والأخرى منطقة الجنوب الغربي قبل اتجاهها نحو وسط البلاد والمناطق الساحلية لتشمل فيما بعد المناطق الشمالية. أما في ما يتعلق بمدى فاعلية هذه السحب والظواهر التي رافقتها فإن النماذج الرقمية ذات البعد الجغرافي الدقيق أفادت أن الأمطار ستكون هامة ولكنها محدودة جغرافيا وكذلك الرياح التي ستهم بالأساس المجال البحري. ولزيادة التثبت من المعطيات تمت الاستعانة بقاعدة المعطيات المناخية الخاصة بالمعهد الوطني للرصد الجوي التي أكدت أن شهر سبتمبر وخاصة العشرية الأولى والثانية منه تتميز غالبا بهطول كميات عادة ما تكون هامة تفوق 40 بالمائة من كميات الهطول المسجلة في كامل الشهر وغالبا ما تكون في العشرية الثانية من الشهر. كما تمت الاستعانة كذلك بالنموذج الرقمي التونسي «علاء الدين ” الذي يتوقع بالحالة الجوية على مدى 3 ساعات وعليه تم إعداد النشرات في شكل تنبؤات جوية والتي تضمنت زمن ومكان أهم الظواهر وتقدير حدّتها كالأتي: انتظار نزول أمطار غزيرة وهامة بالجنوب الشرقي ثم تتجه نحو باقي أنحاء الجنوب مع رياح قوية تبلغ سرعتها القصوى حولي 100 كلم في الساعة أثناء ظهور السحب الرعدية بالمجال البحري التونسي. وقد بلغت فعلا سرعة الرياح 100 كلم في الساعة بجربة يوم 23 سبتمبر 2009 على الساعة التاسعة صباحا، كما تم تسجيل 220 مم من الأمطار بجهة القصرين. وبمتابعة الوضع الجوي خلال الفترة من يوم الاثنين 21 إلى يوم الخميس 24 سبتمبر 2009 أكدت تحاليل الوضع الجوي ونواتج مختلف النماذج العددية المتوفرة بالمعهد الوطني للرصد الجوي صباح يوم الاثنين 21 سبتمبر ما تم التوقع به يوم السبت 19 سبتمبر2009 . و لتأمين السير الطبيعي لمختلف الأنشطة خلال هذه الفترة المتميزة بسرعة تطور العوامل الجوية عمل المعهد الوطني للرصد الجوي على تدعيم الفرق العاملة بمختلف الإدارات والدوائر الفرعية والمحطات الجهوية التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي ، بالمهندسين والأعوان الفنيين لمواكبة الحالة الجوية ومتابعة تطوراتها بصفة منتظمة ومتواصلة نهارا و ليلا وإعداد نشرات تحذيرية في الغرض وإصدارها إلى كافة المصالح والأطراف المعنية مع تعزيز عمليات متابعة وتطور الظواهر الجوية عبر وسائل الرصد المتوفرة واستغلال نواتج النموذج التونسي للتوقعات الجوية الرقمية القصيرة المدى ‘علاء الدين' فضلا عن تشغيل النموذج العددي ذي القدرة التفضيلية العالية AROME في نسخته التجريبية واستغلال نواتجه. واستغلال نواتج النماذج الرقمية للتوقعات الجوية متوسطة المدى لمختلف مراكز الأرصاد الجوية العالمية (المركز الأوروبي للتوقعات الجوية، المركز الفرنسي، للتوقعات الجوية الرقمي ' والمركز الأمريكي للتوقعات الجوية الرقمية). ويوم الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 دعا المعهد الوطني للرصد الجوي لجنة الكوارث للاجتماع والمشاركة في أشغالها (بداية من الساعة العاشرة صباحا ) كما تولى خبراء المعهد تقديم عروض وبيانات لأعضاء اللجنة حول الحالة الجوية المرصودة يوم الثلاثاء 22 سبتمبر وتطورها خلال الأيام الموالية. بهدف التنسيق مع المصالح المعنية والوزارات لمتابعة الأوضاع الجوية وتطوراتها (وزارة الداخلية، الحماية المدنية، وزارة التجهيز وزارة الفلاحة والموارد المائية، وزارة الدفاع). إلى جانب تحيين النشرة الجوية الخاصة لمتابعة الوضع الجوي التي تم إعدادها يوم الاثنين 21 سبتمبر (الساعة الرابعة بعد الزوال) عبر مداخلات بالإذاعة الوطنية الوطنية، و إذاعة الشباب،و إذاعة موزاييك، والإذاعات الجهوية‘ وإذاعة جوهرة ، وإذاعة الزيتونة والإذاعة الوطنية الناطقة بالغة الفرنسية (RTCI). كما تم بثّ النشرة المحينة عبر الموزع الصوتي وموقع الواب ( الساعة الرابعة بعد الزوال ) والنشرة الجوية عبر قناة تونس 7 الفضائية خلال شريط الأنباء ( الساعة الثامنة ليلا ). وفي يوم الإربعاء 23 سبتمبر 2009 واصل المعهد الوطني للرصد الجوي المشاركة في أشغال لجنة الكوارث إلى جانب مداخلات عبر مختلف الإذاعات في الجمهورية والاتصال بالسادة الولاة في أغلب ولايات البلاد ( تونس الكبرى ، سوسةالمنستير ، المهدية ، صفاقس ، سليانة ، نابل زغوان بنزرت ، قابس، قفصة ، توزر، قبلي ، مدنين ، تطاوين ، باجة ، جندوبة ، الكاف ، القصرين ، سيدي بوزيد) وفيما يتعلّق بمساء هذا اليوم والأيام الموالية يواصل المعهد المتابعة المستمرّة والمنتظمة للحالة الجوية المتوقعة وتطوّراتها وإعلام الجهات المعنية في الإبان. ويذكر انه إثر فيضانات سبتمبر 2003 أتجه المعهد الوطني نحو البحث العلمي التطبيقي في مجال النموذجية الرقمية للتوقعات الجوية في المجالات الجغرافية . وهي الفرع العلمي للرصد الجوي الذي يهتم بالظواهر الطبيعية صغيرة الحجم ولكنها كبيرة التأثير والوطأة على سلامة المواطنين . حيث انخرط المعهد في مجموعة الدول الأوروبية في البحث العلمي في ميدان الرصد الجوي وكوّن خبراء في ميدان النموذجية الرقمية يعملون مع أكثر من 150 باحث أوروبي من مختلف الجامعات ومراكز الأرصاد الجوية ، وقد تمّ اقتناء حاسوب وأداء عالمي لتشغيل نموذج رقمي لايتعدى مجاله الجغرافي 12 كلم والمعروف باسم “علاء الدين” . هذا النموذج الرقمي يسمح بالتوقع لمختلف العناصر الجوية كل 3 ساعات ومن هذه العناصر نذكر خاصة الرياح والأمطار و درجات الحرارة القصوى و الرطوبة بمختلف الطبقات الجوية وعناصر أخرى تطوير منظومة علاء الدين. ويتم حاليا تطوير هذا النموذج للتوقع بالظواهر الجوية صغيرة الحجم والتي لا يتعدى حجمها 2 كلم حتى يتلاءم مع الظواهر الجوية الاستثنائية. ويمثل موقع المعهد الوطني للرصد الجوي www.Méteo-tn الذي تمّ في نطاق العناية الرئاسية بالمعهد أداة متقدمة لتوفير معطيات محينة تتعلق بالطقس والمناخ والجيوفيزياء وعلم الفلك. هذه المتابعة تشمل البلاد التونسية والمحيط الأورو متوسطي عن طريق شبكة من محطات رصد الزلازل والتي يتمّ حاليا بينها في إطار اتفاقية مع إمارة موناكو.
