أخبار تونس– بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبريد، نظّم البريد التونسي يوما دراسيا للوقوف عند النتائج التي تحققت بفضل تنويع الخدمات وتحسين جودتها ومزيد تقريبها من المواطن. وخلال إشرافه على اليوم الدراسي، أكد السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال على توجه الخدمات البريدية أكثر إلى المجالات المالية التي أصبحت تحقق حوالي 65 % من مجموع المداخيل البريدية مقابل 40 % خلال سنة 1999. وأعلن أن البريد التونسي سيطلق قريبا خدمة “ميل بوست” التي ستوفر نحو مليون عنوان الكتروني لفائدة الأشخاص وتطوير الخدمات عن بعد مشيرا إلى أن الهدف يتمثل في دفع مشروع الإدارة الالكترونية. وأوضح الوزير ما شهده البريد التونسي خلال السنوات الأخيرة من نقلة نوعية بفضل سلسلة الإصلاحات التي ساهمت في تطوير البعد التجاري للقطاع البريدي وتعصير بنيته التحتية وتعميم استعمال التكنولوجيات الحديثة داخل هياكله المتنوعة مع العناية بموارده البشرية ودعم مستويات الكفاءة والاختصاص لديها. ويذكر أن الادخار البريدي سجل نموا بنسبة 13 بالمائة ، إضافة إلى استقطاب خدمتي ” منحة” و”مطمان” ل 5500 مكتب وإطلاق منتوج “سيكاف تانيت” لتوظيف الأموال. كما بيّن السيد محمد زهير البصلي الرئيس المدير العام للديوان الوطني للبريد، خلال هذا اليوم الدراسي الجهود التي تقوم بها هذه المؤسسة بشأن تصدير الحلول التكنولوجية المتصلة بالتحويلات المالية الالكترونية والدفوعات الالكترونية لفائدة مجموعة من البلدان العربية والإفريقية بالاعتماد على خبراء من البريد التونسي فضلا عن تدعيم التعاون الثنائي مع مجموعة من الدول العربية والإفريقية. وأشار إلى أنه من بين مجالات التعاون التي عرفت نجاحا متواصلا منذ سنة 2001 تصدير صنع الطوابع البريدية لفائدة مجموعة من البلدان الإفريقية والعربية، إذ تحصلت مطبعة البريد التونسي على شهادة المطابقة لنظام السلامة في مجال تصميم وطباعة وحفظ الطوابع البريدية حسب المواصفات العالمية. وتجاوز عدد الطوابع الأجنبية المصنعة بمطبعة البريد التونسي 7 ملايين طابع إلى حدود شهر سبتمبر من السنة الحالية مقابل 2 مليون طابع بريدي سنة 2008. وجدير بالذكر، أن افتتاح أول مكتب للبريد التونسي يعود إلى سنة 1847 . وقد وقع تطوير العمل البريدي في تونس من التراسل البريدي العادي إلى استعمال التكنولوجيات الحديثة للاتصال، حيث تم استحداث تطبيقات المصادقة الإلكترونية.إذ يضع البريد التونسي على ذمة الخرفاء وسيلة خلاص الكترونيّة عبر الأنترنات ألا وهي الدينار الالكتروني. وقد تمّ تصوّر الدينار الالكتروني في شكل حساب افتراضي، يسحب منه من جهة مقدار المعاملات بالطرق الإلكترونية ويتمّ تمويله من جهة أخرى بقيمة بطاقات الشحن، بواسطة تحويل من حساب افتراضي آخر أو عن طريق سحب من حساب بريدي أو حساب آخر بالدينار الالكتروني. وإنّ بطاقات الدينار الالكتروني وكذلك بطاقات الشحن متوفّرة بمكاتب البريد بمقادير مختلفة (20 و30 و50 و100 و200 و500 دينار) وتحمل بطاقة الدينار الالكتروني رقما واضحا وتسلّم مع رقم سرّي في مظروف مختوم. دفع مشروع الإدارة الالكترونية ويكتسي تطوير خدمات الإدارة الالكترونية في تونس، زمن مجتمع المعلومات، بعدا استراتيجيّا طالما أنّه يرمي إلى تحسين سير المصالح العموميّة وتفاعلها مع المواطنين. إذ تعمل الوكالة الوطنيّة للمصادقة الإلكترونية على دعم مناخ الثقة والأمان لخدمات الإدارة الالكترونية. وغاية المصادقة الإلكترونية هي تمكين المواطنين من النفاذ بكل ثقة إلى خدمات الإدارة عبر الأنترنات من موقعهم وذلك عن طريق حلول إثبات الهوية والإمضاء الالكتروني. فبالإمكان اليوم القيام بالتصريح الجبائي عبر الأنترنات وكذلك بالتصريح الخاص بالنفقات الاجتماعيّة عبر الأنترنات وأيضا إعداد القانون الأساسي لمؤسّسة دونما حاجة إلى التنقل.