احتفلت تونس يوم 9 أكتوبر 2007 كسائر بلدان العالم باليوم العالمي للبريد تحت شعار «الخدمات البريدية : » وذلك للدور الهام الذي يضطلع به القطاع البريدي في تطوير وتحسين الخدمات الموجهة للمواطن وتعزيز أركان الاقتصاد الجديد وتجسيم توجهات الدولة في مجال تقديم الخدمات الإدارية الإلكترونية. وقد تميزت الخدمات البريدية والمالية خلال السنة الحالية بتحقيق نسبة نمو هامة بلغت 12 وهي نسبة برقمين تم تسجيلها بصفة مسترسلة خلال السنوات الأخيرة مما مكن من مضاعفة المداخيل ومن تدارك التراجع العادي للخدمات التقليدية والتموقع صلب مقتضيات الاقتصاد الجديد وبريد الغد المعتمد على التكنولوجيات الحديثة. فعلى صعيد خدمة الادخار عبر الشبكة البريدية فقد تميزت سنة 2007 بنشاط ملحوظ ومتسارع حيث تم تحقيق نسبة نمو ب 11 خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الحالية وقد بلغ حجم الادخار مبلغ 1,707 مليون دينار وهو ما يمثل حوالي 23 من مجموع الادخار المالي الوطني، وذلك نتيجة تعصير الخدمات وتنويعها من خلال إحداث خدمات مالية جديدة متصلة بادخار التأمين عبر البريد «Postassrance» على غرار خدمتي «منحة» و «مطمان» وكذلك خدمة «إحاطة عند السفر الى الخارج». وفي مجال خدمة تحويل الأموال بالعملة الصعبة من الخارج الى تونس من قبل أبناء تونس المقيمين بالخارج والسياح والمؤسسات مكنت المنظومات المالية الإلكترونية من إرسال 478 مليون دينار بالعملة الصعبة الى بلادنا بكل سرعة وسلامة ودون سند ورقي خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2007 أي بنسبة نمو ب 17 مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. من جهة أخرى وفي اطار مزيد تقريب الخدمات المالية البريدية من الحرفاء تم إحداث قاعة للمبادلات المالية «Salle des Marchés» معتمدة على أحدث التكنولوجيات وتستجيب لتطلعات كبار الحرفاء وخاصة المؤسسات الاقتصادية الناشطة في مجال التوريد والتصدير. وبالنسبة للتحويلات المالية بالطرق الرقمية على الصعيد الوطني فقد قام خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2007 أكثر من مليون و 900 ألف مواطن بإرسال حوالات إلكترونية بمبلغ 340 مليون دينار بالطرق الإلكترونية وتسنى استلامها من قبل أصحابها بصفة حينية وبدون سند ورقي من أي مكتب بريد أي بزيادة 38 مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2006. وبخصوص المنتوجات الإلكترونية والخدمات عن بعد، فإن وسائل الدفع الإلكتروني التي تمثل إحدى ركائز التجارة الإلكترونية ومقومات خدمات الادارة الاتصالية شهدت تنوع آلياتها ونجاعتها وتطور عدد مستعمليها. حيث أمنت منظومة الشيكات البريدية عبر الانترنات والمعروفة باسم «CCPNet» تحويلات مالية عبر الانترنات «VIREMENTS» صادرة عن المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة، خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2007 بمبلغ جملي يقدر ب 660 مليون دينار مقابل 473 مليون دينار خلال نفس الفترة من سنة 2006 أي بزيادة ب 39 . ومن ناحية أخرى مكنت وسيلة الدفع الإلكتروني للبريد التونسي في شكل بطاقة e-Dinar UNIVERSEL حامليها خلال التسعة الأشهر الأولى من سنة 2007 من القيام ب 804.176 عملية شحن إلكتروني و1.050.900 عملية سحب أموال انطلاقا من الموزعات الآلية للأوراق المالية DAB وأكثر من 513.020 عملية خلاص مشتريات وخدمات عبر الانترنات وأكثر من 34.000 عملية خلاص مشتريات لدى المغازات التجارية المجهزة بالالات الطرفية TPE. وفي اطار العمل المتواصل على تنويع الخدمات وتقريبها من المواطن، تم للسنة الثالثة على التوالي، توفير خدمة بيع بطاقات اشتراكات النقل المدرسية والجامعية لفائدة الطلبة والتلاميذ بمكاتب البريد وذلك بالشراكة مع شركة النقل بتونس TRANSTU. وقد تمكن، وبمناسبة العودة المدرسية والجامعية 2007 2008 ، حوالي 130.000 تلميذ وطالب من اقتناء بطاقات اشتراكات النقل المدرسية والجامعية بصفة حينية بفضل منظومة إلكترونية متطورة تم تركيزها على مستوى الشبكة البريدية . كما تم إحداث موقع جديد على شبكة الانترنات www. ichtirak. poste. tn خاص ببيع بطاقات اشتراكات النقل المدرسية والجامعية لتمكين التلاميذ والطلبة أينما كانوا من اقتناء بطاقات اشتراكاتهم عن بعد عبر شبكة الانترنات باستعمال وسائل الدفع الالكتروني للبريد التونسي. من جهة أخرى وقصد تعصير الخدمات البريدية والمالية الموجهة الى المواطن واستغلال التقنيات الحديثة لتحسين جودتها، قام البريد التونسي منذ شهر جانفي 2007 بتشغيل منظومة جديدة للإرساليات القصيرة SMS وأطلق عليها خدمة «mPOSTE». وتتمثل هذه الخدمة في توجيه إرساليات قصيرة SMS الى مستعملي خدمة البريد السريع لإعلامهم بصفة فورية بتاريخ توزيع مراسلاتهم الى أصحابها والموجهة الى الخارج أو الموزعة بمختلف مناطق البلاد علما أن هذه المنظومة تولت منذ انطلاقها اعلام أكثر من 140.200 مواطن بمال توزيع بعائثهم مما جنبهم عناء التنقل الى وكالات البريد السريع وإضاعة الوقت للحصول على المعلومات المتصلة بآجال توزيع بعائثهم. وعرفت خدمة mPOSTE خلال الفترة الماضية توسيع مجالاتها لتشمل خدمات أخرى على غرار الحوالات المالية الإلكترونية على الصعيد الوطني «Mandats minute» وذلك بتوجيه إرسالية قصيرة SMS الى المواطن الذي أرسل الحوالة قصد إعلامه عن استخلاصها من قبل المستفيد بمكتب البريد، وقد استفاد بهذه الخدمة حوالي 60.000 مواطن، كما تم إعلام 23.000 مواطن من حرفاء الشيكات البريدية بواسطة إرساليات قصيرة بمختلف العمليات المالية المسجلة على مستوى حساباتهم البريدية الجارية (C C P) . وللمساهمة في دعم القدرة التنافسية للمؤسسات الاقتصادية وخاصة الناشطة في قطاع النسيج، يوفر البريد السريع خدمة التسريح الديواني Dédouanement والتي تتولى القيام بمختلف الإجراءات الديوانية وتخليص البعائث القادمة من الخارج عبر البريد السريع في نفس يوم وصولها وتسليمها مباشرة الى المؤسسة بعنوانها مما يجنبها التنقل الى المصالح الديوانية أو الى البريد التونسي . وقد أصبحت 442 مؤسسة نسيج تنتفع يوميا بهذه الخدمة والتي تلاقي استحسانهم . كما ارتفع عدد المؤسسات المتعاقدة مع البريد السريع ليبلغ 947 2 مؤسسة مع موفى سبتمبر 2007. وقد تطور عدد البعائث المرسلة عبر البريد السريع ليبلغ حوالي 945.000 بعيثة خلال التسعة الأشهر الأولى من سنة 2007 مقابل 860.000 بعيثةخلال نفس الفترة من السنة الماضية أي بنسبة تطور ب 10 . وتجدر الاشارة الى أن كامل شبكة البريد السريع وشبكة الطرود البريدية متحصلة على شهادة مطابقة الجودة ISO 9001 . وفي إطار مزيد الإصغاء الى الحرفاء وتحسين وتطوير جودة الخدمات المقدمة قام البريد التونسي للسنة الثانية على التوالي بإنجاز 3 دراسات لسبر آراء الحرفاء للتعرف على رضائهم وتطلعاتهم ومشاغلهم وذلك علي مستوى مجموعة من الخدمات المتعلقة بالبريد السريع والطرود البريدية وخدمات بطاقات الدفع الإلكتروني والنقديات. وقد كانت النتائج المسجلة مشجعة وتقارب ما هو معمول به بالدول المتقدمة إذ بلغت نسبة رضا الحرفاء على مستوى خدمة البريد السريع 82.7 وبلغت نسبة رضا الحرفاء على مستوى خدمة الطرود البريدية 79.7 بالنسبة لأصحاب بطاقات الدفع «Cartes de Paiement». وفي مجال التكوين عبر شبكة الانترنات «e-learning» تشهد المدرسة الافتراضية للبريد التونسي إقبالا متزايدا من قبل أعوان البريد حيث أصبح يزاولها يوميا أكثر من 800 عون بريدي انطلاقا من حواسيبهم الشخصية بمقر سكناهم. كما تشهد تجربة التكوين عن بعد عبر شبكة الانترنات لفائدة أعوان وإطارات بريدية بالدول الأجنبية اعتمادا على المدرسة الافتراضية للبريد حيوية متواصلة وانخراطا متناميا، حيث بلغ عدد المشاركين الذين يزاولون يوميا دروسا عن بعد انطلاقا من بلدانهم حوالي 570 عونا وإطارا ينتمون الى 73 دولة إفريقية وآسيوية وأوروبية ودول من أمريكا الشمالية مقابل 150 مشاركا من 35 دولة خلال السنة الماضية.