أخبار تونس – سعيا إلى تقديم معطيات حول أشغال تهذيب وتجميل المسلك السياحي بالمدينة العتيقة بتونس انتظمت صباح اليوم 11 نوفمبر زيارة ميدانية من تنظيم بلدية تونس العاصمة إنطلقت من مقر بلدية تونس بالقصبة لتنتهى بفضاء صيانة المدينة. ورافق وفد الصحافة الوطنية في هذه الزيارة شيخ مدينة تونس السيد عباس محسن والمشرف على مشروع المسلك السياحي المهندس المعماري زبيرالأصرم وعدد من المسؤولين على متابعة إنجاح هذا المشروع السياحي والثقافي الرائد. وتأتي أشغال تهذيب وتجميل المسلك السياحي بالمدينة العتيقة في إطار إذن رئاسي يتعلق بإنجاز المشروع الذي صدر في ماي 2007. وتبلغ الكلفة الجملية لإنجاز المشروع 3.7 مليون دينار وتتكفل المصالح البلدية ب 2.5 مليون دينار بينما تتكفل مؤسسات الخدمات الحضرية ب 1.2 مليون دينار. وكانت بلدية تونس العاصمة قد شرعت في تنفيذ المشروع في جويلية 2008 علما وأن الموافقة النهائية على مكونات المشروع كانت في نوفمبر 2007 بينما انتهت الدراسات التفصيلية لمختلف عمليات التدخل في جوان 2008. ويبلغ طول هذا المسلك العمراني بالمدينة العتيقة حوالي ألف متر وينطلق من جامع الزيتونة المعمور مرورا بنهج سيدي بن عروس ونهج الباشا ونهج الحفصية ونهج التروبونال وصولا إلى نهج سيدي إبراهيم الرياحي. وتشمل الاشغال ترميم 10 أسواق بالمدينة العتيقة وهي: سوق الحفصي، سوق الفكة، سوق الكتبية، سوق السرايرية والبلاط، سوق نهج جامع الزيتونة (الجزء المسقف)، سوق النساء بالاضافة إلى سوق القرانة وسوق اللفة وسوق نهج القصبة (الجزء المسقف). ويعتني المشروع الجديد بإصلاح وتجميل الواجهات وتهذيب التجهيزات الحضرية وإبراز المعالم الأثرية من أقواس و”صباتات” وغيرها مع إبراز الطابع العمراني والحضاري للمدينة وتركيز علامات توجيهية متميزة للمعالم والتجهيزات الثقافية. وفي إطار نفس المشروع تكفل متعهدو مختلف شبكات الخدمات الصحية مثل الديوان الوطني للتطهير والشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وشركة اتصالات تونس كل على حدة وعلى نفقته بمراجعة وتجديد الشبكة الراجعة له بالنظر وإزالة كل ما من شأنه أن يشوه المحيط مثل الأسلاك الحائطية ووضعها تحت الأرض. وتكفلت المصالح البلدية بإعادة تبليط المسلك وتركيز شبكة تنوير عمومي وإعادة مثال مروري يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المدينة العتيقة كمعلم تاريخي وأثري ويركز على الجانب البيئي. وأبرمت البلدية صفقة لإعادة تبليط الأرضية على مساحة تقارب 6 آلاف متر مربع وانطلقت الاشغال في انجازها خلال الاسبوع الثاني من أكتوبر الجاري بكلفة تقارب 500 ألف دينار وحددت مدة الانجاز بثمانية أشهر. وفي ما يتعلق بالمرور تم غلق جميع المنافذ المؤدية لهذا المسلك بغاية تيسير حركة تنقل المترجلين دون سواهم من خلال تركيز حواجز من الاسمنت لمنع دخول السيارات بعد تحسيس متساكني المنطقة بأهمية هذا التوجه الذي يضمن حماية الواجهات والمعالم الاثرية وحماية المدينة من التلوث والضجيج. ولضمان تيسير تنقل المتساكنين داخل المدينة العتيقة خصوصا كبار السن وذوي الاحتياجات الخصوصية سوف يتم توفير واستغلال سيارات كهربائية صغيرة الحجم ستكون تحت طلب الحرفاء والمتساكنين لتفادي دخول المركبات الضخمة إلى أزقة المدينة العتيقة. وشفعت الزيارة الميدانية لمختلف الاشغال الجارية بالمسلك بعرض شريط فيديو بفضاء جمعية صيانة مدينة تونس بدار الأصرم تم فيه استعراض مشاهد للمسلك قبل انطلاق الترميم ومشاهد لبعض الأماكن التي تقدمت فيها أشغال الترميم اشواطا هامة. وأوضح الباحث في المعهد الوطني للتراث السيد الباجي بن مامي أن مدينة تونس تتمتع بشبكة من المعالم التاريخية يقارب عددها حاليا 470 معلما مصنفة ضمن التصنيف الوطني للمعالم في تونس وهي خاضعة لحماية مختلف قوانين مجلة حماية التراث كما أن المدينة العتيقة هي مصنفة من بين 7 معالم كبرى في منظمة اليونسكو. وفي تصريح خاص ب “أخبار تونس” قال السيد عباس محسن شيخ مدينة تونس إن المشروع يشكل حركية جديدة للمدينة العتيقة وعنصر جذب للمواطنين لكي يتعلقوا بمدينتهم ويحسنوا واجهات بيوتهم بالاضافة الى ان المشروع يعد إحياء للطابع المعماري العربي والاسلامي للمدينة العتيقة. وقال المهندس المعماري والمشرف على المشروع زبير الاصرم ان المشروع يساهم في تحسين جمالية المدينة وله تأثير اقتصادي فعال ويمثل عاملا لجلب السياح كما أن لعملية التهيئة الجديدة تأثيرا إيجابيا على المتساكنين بما أنهم يشاهدون أشغال الجارية يوميا مما جعلهم يبادرون بترميم محلاتهم والتفكير في بعث مشاريع سياحية وثقافية. أما السيدة العلاقي مديرة إدارة الطرقات بالمدينة فأكدت على أن مشروع تهذيب وتجميل المسلك السياحي داخل المدينة العتيقة يمثل بادرة نموذجية أولى نظرا لما يتمتع به هذا المسلك من حركية ثقافية إذ يوجد فيه متحف خير الدين والنادي الثقافي الطاهر الحداد وبيت الشعر ودار بن عاشور وغيرها من المؤسسات الثقافية العريقة.