أخبار تونس - في إطار الاحتفال بمائوية الفنان القدير الهادي الجويني تلتحق عاصمة الأنوار باريس بجوقة المحتفلين بالمائوية وذلك عبر حفل تحييه الفنانة التونسية عبير نصراوي يوم 18 ديسمبر المقبل بمعهد العالم العربي. ويشتمل العرض على قسمين: قسم للاغاني باللغة الفرنسية وقسم منوع من الموسيقى العربية والحفل مهدى إلى روح الفنان الفذ الهادي الجويني. كما أن معهد العالم العربي يستعد لإقامة معرض يلخص حياة المرحوم الهادي الجويني من خلال صور بالأسود والأبيض. وأصدر نوفل بلحسين إبن الهادي الجويني مؤخرا كتابا عن والده عن منشورات “بينيفون” الفرنسية يحمل عنوان “بصمة رجل عظيم”. ويعد الهادي الجويني (1909 – 1990) صرحا في تاريخ الموسيقى التونسية ولا زالت أغانيه متداولة على أفواه الناس تُعبّر عن رقة الوجدان بكلمات وألحان خالدة. والهادي الجويني هو من أكثر المغنيين الذين وقع تداول أغانيهم في العالم العربي أو باللغات الأخرى مثل اللغة العبرية والفارسية والتركية والإسبانية والفرنسية. بدأ دراسته في “الكتّاب” بحي سيدي المشرف بمنطقة الحجامين بالمدينة العتيقة في تونس حيث تعلّم ما تيسر من القرآن الكريم وانتقل إلى مدرسة باب الجديد ثم درس بفرع المدرسة الصادقية وكان يتعلم في الوقت نفسه العزف على العود ويحفظ الأغاني القديمة لمشاهير الفنانين العرب. وتعلم الترقيم الموسيقي من عازف الفيولونسيل الإيطالي “بونورا” ثم التحق بمعهد فرنسي للموسيقى وعمل به معلماً للعود للتلاميذ المبتدئين. وامتازت أول أغانيه بالبساطة وخفة الروح ومنها “شيري حبيتك” التي أداها في “ديو” مع المطربة شافية رشدي. ثم التفت الهادي الجويني إثر ذلك إلى الشعر الأصيل ودرس النغمات التونسية سعياً منه للنهوض بفن الأغنية التونسية فانضم إلى جماعة تحت السورالشهيرة التي أخذت على نفسها أن ترتقي بالشعر الغنائي. لحّن الهادي الجويني قصائد رواد “جماعة تحت السور” مثل عبد الرزاق كرباكة والهادي العبيدي ومصطفى خريّف ومحمد العريبي ومحمد المرزوقي وعلي الدوعاجي ومحمود بورقيبة وغيرهم ثم انضم إلى جمعية “الرشيدية” فنهل منها الأنغام الأندلسية الأصيلة. ولفقيد الموسيقى التونسية عديد الاغاني في رصيده مثل: “تحت الياسمينه في الليل” و”اللّي تعدّى وفات” و”خلخال بو رطلين” و”كي بغيت تطير يا حمامه” و”افرح يا تونس” و”مكتوب يا مكتوب” و”سمراء يا سمراء” و” يا خنّابه” وغيرها من الأغاني العذبة والشجية. أما عبير النصراوي فهي من مواليد مدينة القصرين في الجمهورية التونسية تحصلت على الإجازة في العلوم الموسيقية سنة 2001 وسافرت إلى باريس لمتابعة الدراسة الجامعية في المرحلة الثالثة في جامعة السربون وحصلت عام 2003 على شهادة الدراسات المعمقة في علم موسيقى الشعوب وفي عام 2005 على إجازة في علم الاجتماع من جامعة باريس الثامنة. واحترفت عبير الغناء منذ سنة 1994 وكانت لها عديد المشاركات الهامة على الساحة الفنية العربية كمشاركتها في افتتاح مهرجان قرطاج سنة 1998 ومهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة وفي السنة ذاتها قدمت عرضا مع الفنان العراقي نصير شمة كما شاركت في عرض”الحضرة” لسمير العقربي بتونس سنة 1999 كما شاركت في مهرجان المدينة في تونس سنة 1999 و2004 بدون حدود 2005 بمعهد العالم العربي وحفلات أخرى في الكثير من الدول الأوربية.