أخبار تونس- تقول الحكايات الجربية نسبة إلى جزيرة جربة أن على العريس أن يقدم غربالا ملآنا ذهبا مهرا لعروسه. وبغض النظر عن صحة هده الحكايات في الزمن القديم، فإننا نجزم أنها ليست صحيحة بأي وجه من الوجوه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية ومع ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية. إلا أنه وفي جانب آخر، لا تزال المرأة في جربة خاصة وفي الجنوب الشرقي عامة، تولي أهمية بالغة لاقتناء الذهب والتزين به لا سيما في المناسبات العائلية وبخاصة في حفلات الزواج. إذ لا بد للعروس أن “تستعرض”” ما قامت أمها بجمعه مند كانت طفلة صغيرة في حفلة نسائية عادة ما تؤثث بسهرة فنية تقدمها مجموعة فنية نسائية أيضا. وقد تصبح العروس محط الأنظار إن كانت تشتغل في وظيفة رقية. فكل العيون تنصب عليها وعلى مقتنياتها الذهبية. وفي جربة، تشتهر مدينة حومة السوق بسوق الصاغة الموجود بسوق الربع بمشغولاتها الذهبية التي تتميز من ناحية بغلاء ثمنها ومن جهة أخرى بقيمتها الفنية والتاريخية . ويلاحظ المتجول في هذه السوق ندرة بعض القطع ويذكر بعض التجار بأنها تعود إلى أكثر من 200 سنة، حيث تتوارث من جيل إلى جيل. وعن مصدرها قيل إنها عادة ما تشترى من العائلات الجربية التي تود تجديد القطع الذهبية واستبدالها بأخرى عصرية. فلكل عصر ذهبه !.. فقديما كانت النساء تلبس”المحبوب” وهو صف من القطع الدائرية تعلق على الرأس وتنسدل على جانبي الوجه، و”الوشوش” وهي قطع على شاكلة القطع النقدية الصغيرة بيد أنها ليست متينة توضع على الجبين...كما نذكر أيضا “الخلخال” ويلبس في الرجلين ...والتخليلة وهي تستعمل بطريقة معينة لتثبيت “الرداء” وهو لباس النساء المتزوجات يلف حول الجسم ويوضع طرفه على الرأس. أما في هذه الأيام، فتفضل النساء لبس الخواتم والسلاسل الرقيقة وعادة ما أصبحن يفضلن الذهب الأبيض. ولم يخف بعض تجار المصوغ أن عددا من القطع قد رهنت لحاجة أصحابها، ولما لم تسترجع مبالغ الرهن آلت إلى تجار باعوها وانتقلت إليهم عبر عمليات الشراء. وتنقسم القطع إلى قطع ذهبية وأخرى فضية، ولا تقل قيمة الفضة عن الذهب نظرا لقيمتها الفنية.فهي تمتاز بنقوش وأشكال معقدة ترمز إلى تداخل الحضارات في جربة بين البربر والإسلام واليهودية....فصناعة المصوغ من الصناعات التقليدية التي اختصت بها الجالية اليهودية بالجزيرة منذ عصور بعيدة. ويتعدى الاهتمام بالذهب كونه من أكثر وسائل الادخار أمانا وشيوعا لدى سكان جزيرة جربة ، ليكون أكثر المعادن النفيسة قربا لقلوب الناس عموما والنساء على وجه الخصوص نظرا لسهولة تداوله وسعره المقبول بالنظر لبقية المجوهرات النفيسة الأخرى . وفي حين تكتفي بعض العائلات باقتناء الذهب لغاية الزينة، فإن عددا آخر من الجرابة يشتري الذهب ويكنزه لاستعماله عند الحاجة فقيمة الذهب تبقى على حالها مهما اختلفت العصور. ويذكر أن أسعار الذهب قد ارتفعت في أوروبا يوم الاثنين بنسبة تقدر ب 0.8 بالمائة ، إذ حفّزت أنباء خطة إنقاذ دبي الإقبال على المخاطرة، وزادت الضغوط على الدولار، وعززت العملات ذات العائد الأعلى مثل اليورو. وفي الساعة 10:21 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 1122.55 دولار للأوقية مقابل 1113.85 دولار عند الإغلاق في نيويورك يوم الجمعة. وارتفعت الفضة إلى 17.23 دولار للأوقية مقارنة مع 17.11 دولار، مقتفية أثر الذهب.