أخبار تونس – إثر مداولات طويلة بين الوفود المشاركة في الأيام المنقضية انتهت أعمال قمة الأممالمتحدة حول المناخ في كوبنهاغن بعد ظهر السبت إثر 13 يوما من المناقشات حول التحرك الدولي الواجب القيام به لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. ورغم ما لاقاه موضوع الحد من الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وانجراف التربة من دعم واسع من عديد الدول فإن اتفاق “الحد الادنى” الذي أفضت إليه القمة في كوبنهاغن سجل تعثرا واضحا مما يؤدي إلى بداية مسار سيكون معقدا. وكانت تونس قد سجلت حضورها في هذه التظاهرة بوفد هام يرأسه السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة ولتونس سياسة ثابتة في ما يتعلق بالتغيرات المناخية حيث أن أسباب هذه الظاهرة المدمرة وتداعياتها الخطيرة مرتبطة أشد الارتباط بمسائل التنمية ومقاومة الفقر والتقليص من الفجوة التنموية بين الدول وتوفير الأمن الغذائي والطاقي كما تركز تونس على الأهمية القصوى للتضامن الدولي لمجابهة التغيرات المناخية والمحافظة على كوكب الارض لفائدة الاجيال المقبلة. ويتجلى التزام تونس في هذا الاتجاه عبر تخصيص نسبة 2 . 1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام لبرامج البيئة والموارد الطبيعية ورسم أهداف طموحة ومنها بالخصوص التوصل الى نسبة اقتصاد في الطاقة تعادل 20 بالمائة ونسبة استغلال للطاقات المتجددة لانتاج الكهرباء تعادل 10 بالمائة بحلول سنة 2011 قبل نفاذ بروتوكول كيوتو. وتمثل الانجاز الرئيسي للقمة في “اتفاق كوبهاغن” الذي توصل إليه مساء الجمعة نحو ثلاثين رئيس دولة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، والذي حدد سقف ارتفاع حرارة سطح الأرض بدرجتين مئويتين مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، وبإنشاء صندوق مالي لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة تداعيات هذه الظاهرة. ويدعو اتفاق “الحد الأدنى”، الدول الصناعية والدول النامية الى تأكيد التزامها بتقليص انبعاث الغازات الدفيئة بحلول نهاية شهر جانفي، لكنه لا يحدد موعدا نهائيا يبدأ بعده تقليص تلك الانبعاثات في شكل تدريجي. وينص الاتفاق على رصد ثلاثين مليار دولار على الأمد القصير، أي خلال الأعوام 2010 و2011 و2012، على ان تتم زيادة هذا المبلغ ليصل الى مئة مليار دولار بحلول العام 2020. وستخصص هذه الاموال في شكل رئيسي للدول الأكثر فقرا بهدف مساعدتها في التأقلم مع تداعيات الاحتباس الحراري. وسيجد العالم أن من الصعب إعادة محادثات المناخ التي تقودها الأممالمتحدة الى مسارها في المكسيك عام 2010 بعد التوصل الى اتفاق غير طموح في كوبنهاجن لم يحدد موعدا نهائيا حاسما لوضع معاهدة ملزمة قانونا. وستستضيف المكسيك محادثات الأممالمتحدة الوزارية السنوية القادمة اعتبارا من 29 نوفمبر الى 10 ديسمبر 2010 لاستغلال ما تم التوصل اليه في “اتفاق كوبنهاغن” الذي يسعى الى الحد من ارتفاع درجات الحرارة بما لا يزيد عن درجتين مئويتين عن تلك المسجلة في أوقات ما قبل العصر الصناعي وإن كان لا يفصّل بوضوح كيفية تحقيق هذا الهدف.