انفضّت أمس قمّة الأممالمتحدة للتغيرات المناخية بكوبنهاغن بالفشل في التوصّل إلى اتفاق شامل بشأن معالجة الاحتباس الحراري وذلك رغم التطمينات التي أبداها بعض الرؤساء المشاركين بايجاد صيغة كفيلة بمكافحة التغيير المناخي. فقد أكدت مصادر في المؤتمر أن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه لم يحدّد نسبة الحد من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون إلا أنه نصّ على أن لا تتجاوز حرارة الأرض درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية. وأضافت المصادر أن الصين والهند اعترضتا على تشكيل لجنة دولية لمراقبة انبعاث الغازات الدفيئة مما أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق شامل. وقد دعا رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أمس في كوبنهاغن إلى تمديد المفاوضات حول المناخ إلى 2010 وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد دعا إلى التوصل إلى اتفاق وإن كان منقوصا للحيلولة دون التوقف عن معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري. تساؤلات.. أوباما وقال أوباما «لم يعد أمامنا الكثير من الوقت».. السؤال المطروح الآن هو هل نتقدم معا أو نتفرق وتختلف.. هل نفضّل المواقف على التحرّك؟». وأضاف بعد ذكر الشروط الممكنة للتوصل إلى اتفاق والتي جرت مناقشتها قبل ظهر أمس في كوبنهاغن، هذا ليس اتفاقا كاملا.. ولن تحصل أي دولة على ما تريد.. لكنه تابع مخاطبا رؤساء الدول والحكومات ال120 المشاركين في القمة، «يمكننا إقرار الاتفاق والقيام بخطوة مهمة إلى الامام ثم مواصلة تحسينه بالبناء على هذه القاعدة». من جانبه أكد رئيس الوزراء الصيني هوجينتاو أمس أن مسألة انقاذ العالم من ظاهرة الاحتباس الحراري بيد الدول الغنية ودافع عن جهود بلاده لاحتواء انبعاثات الغازات المسببة للظاهرة. وينظر إلى الصين باعتبارها العقبة الكأداء أمام إبرام اتفاق يهدف الى الحيلولة دون ارتفاع درجات الحرارة على ظهر الكوكب بنسبة أكبر من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية من خلال تقليص هائل لحجم الانبعاثات عالميا. مخاوف.. وتوضيحات وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الليلة قبل الماضية: «نحن هنا لأنه هناك حاجة الى وجودنا وإلا ما كانت هناك فائدة من قدومنا». وكان ساركوزي قد حذّر قبل 24 ساعة من اختتام المؤتمر من «أننا نتجه نحو كارثة». من جانبه قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان نظيره الأمريكي باراك أوباما يسلك نفس طريق سلفه جورج بوش. وأضاف نجاد: «إن التغيير بالنسبة إلى أوباما هو مجرّد كلام ولا شيء أكثر من ذلك». وخلال اجتماعه برئيس الوزراء اليوناني جورج بابانديرو على هامش قمة المناخ.. أشار نجاد إلى أن أوباما تحدث فقط عن احداث تغيير إلا أن السياسات الأمريكية لم تختلف بشكل كبير عنها في السابق. واحتجاجا على وجوده بكوبنهاغن تظاهر أول أمس مئات الايرانيين في الدنمارك.