أخبار تونس تسعى تونس في إطار النهوض بجودة المنتوج الفلاحي إلى القيام بمجموعة من الإجراءات التحفيزية الهامة وخاصة في قطاع زيت الزيتون الذي يعتبر من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني. وتتمتع تونس بشهرة واسعة في مجال إنتاج زيت الزيتون بفضل ما يعرفه هذا القطاع من نمو مطرد، لاسيما مع تدعم صادرات تونس من زيت الزيتون. وحرصا على متابعة موسم جني الزيتون قام أمس الثلاثاء 22ديسمبر السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية بزيارة إلى مدينة القلعة الكبرى للإشراف على افتتاح أشغال مائدة مستديرة حول ” التسويق الدولي لزيت الزيتون الرهان والآفاق” الملتئمة في إطار المهرجان الدولي للزيتونة بالقلعة الكبرى. وكانت الزيارة مناسبة أبرز فيها الوزير ما يحظى به هذا القطاع من عناية متواصلة من طرف رئيس الدولة زين العابدين بن علي، من ذلك إحداث صندوق خاص للنهوض بزيت الزيتون المعلب الذي يهدف إلى مزيد تثمين الزيت المصدر والرفع من قيمته المضافة. وأكد أن قطاع زيت الزيتون يلعب دورا هاما في الأهداف التنموية للبلاد على غرار الأمن الغذائي وتطوير الصادرات ومعادلة الميزان التجاري وخلق مواطن شغل والمحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية، واستعرض مختلف الجهود الرامية إلى تحقيق ديمومة القطاع. وقام السيد عبد السلام منصور بزيارة ميدانية إلى منطقة بلعوم من معتمدية القلعة للإشراف على حضيرة جني الزيتون والتعرف على التقنيات المعتمدة لمقاومة آفة حافرة الطماطم. وجدير بالذكر أن السوق الإيطالية تستحوذ على حوالي 50 بالمائة من صادرات تونس من زيت الزيتون، مع تطور للسوق الأمريكية والروسية والكندية وتراجع نسبي للسوق الإسبانية، هذا فضلا عن إقبال البلدان العربية على الزيوت التونسية مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة... و لم يكن هذا التطور في نسبة الصادرات ليتحقق لولا تحسن جودة المنتوج التونسي و خضوعه لمواصفات الجودة العالمية وهناك مؤشرات تدل على تطور جودة الزيوت المصدرة، إذ مثلت الزيوت الرفيعة المصدرة 62.5 بالمائة من جملة الصادرات خلال المخطط العاشر. فضلا عن الدور الريادي للمؤسسات المصدرة و التي ساهمت في دعم حركة التصدير ومكنت من اكتساح الأسواق الخارجية من ذلك بلوغ عدد المؤسسات المصدرة 34 مؤسسة في موسم 2008/2009 مقابل 20 مؤسسة سنة 2005/2006، أما عدد المؤسسات المصدرة لأكثر من 100طن فقد بلغت 9 مؤسسات بعد أن كانت 3 مؤسسات. ويعد قطاع الزيتون حاليا حوالي 70 مليون شجرة ويستقطب حوالي 147 ألف مستغلة وهو يشغل أكثر من 1700معصرة بطاقة تحويل تقدر ب38 ألف طن في اليوم. ومن الإجراءات التي تم اتخاذها في إطار تحسين المنتوج التونسي من زيت الزيتون ومزيد التعريف به في الأسواق الخارجية، إحداث صندوق خاص للنهوض بزيت الزيتون المعلب وذلك إثر قرار رئاسي يهدف إلى إرساء منظومة تعليب وتغليف عالية ومتطورة تتماشى وما شهده المستوى العالمي من تطور في هذا المجال، إذ عرفت التعبئة والتغليف نسقا تقنيا متسارعا... وتهدف تقنية تحسين جودة التعبئة والتغليف إلى مزيد تحفيز الصناعيين والمصدرين للارتقاء بكميات زيت الزيتون المصدرة وفضلا عن العناية بالتعليب تسعى وزارة الفلاحة والموارد المائية إلى المحافظة أكثر فأكثر على ديمومة القطاع من خلال تعصير نظم الانتاج وتفعيل نتائج البحث وتطوير تقنيات الانتاج عبر تحسين ظروف الجني والجمع والنقل والتحويل والخزن ومزيد تنمية الصادرات والرفع من القيمة المضافة للمنتوج. وتسعى الوزارة في خطتها الوطنية في مجال زيت الزيتون إلى مجابهة أبرز التحديات التي تفرضها المنافسة في الإنتاج والجودة و الترويج وذلك بالعناية خاصة بتطوير نسبة صادرات الزيوت المعلبة والبيولوجية ودعم الشراكة التي تفتح آفاقا واسعة أمام القطاع.