أخبار تونس – درجت فرقة المعهد الرشيدي للموسيقي التونسية منذ عدة سنوات على تقديم حفلات شهرية بتونس العاصمة كسعي دؤوب منها على تنمية التراث الموسيقي والعمل على تقديم نوبات أخرى للمالوف وإضافة مجموعة من الأعمال الموسيقية الفردية إلى رصيدها. وفي هذا الإطار انتظمت مساء الجمعة 25 ديسمبر بالمسرح البلدي سهرة موسيقية بقيادة الفنان زياد غرسة. وفي تقديمه للعرض أشار الفنان زياد غرسة إلى أن الفرقة ارتأت أن تركز في حفلها على نغمة “المزموم” في تونس وفي منطقة المغرب العربي كما شمل العرض بعض الأغاني التي أثبتت مختلف البحوث والدارسات الموسيقية المعمقة أنها لم تقدم بهذه الطريقة منذ أكثر من 100 سنة. وطابع المزموم كما قدمه عازف الكمنجة بفرقة الرشيدية وليد الغربي هو مقام يرادف “majeur” في سلم الموسيقى و يتميز بأداء تعبيري يحيل على الفرحة والبهجة فيه لهجات مختلفة ومتنوعة... وبعد أن أدت الفرقة في بداية السهرة مقدمة موسيقية حملت عنوان “استفتاح ومصدر ودخول” قدمت المجموعة باقة من الوصلات مثل: أبيات “خلعت عليّ يد النوى خلع الضنى/ فبكى المشوق المستهام من العنا” التي تشمل: بطايحي وطالع وبرول ورجوع وهروب... وهي تسميات خاصة بموسيقى المالوف الأندلسي. كما خصت فرقة الرشيدية جمهور المسرح البلدي بنوبات تونسية أخرى مثل: بطايحي “تذكاركم عندي” وبرول 1 “يقلّك زمان الأزهار” ووصلة المدينة من تلحين وغناء الأستاذ زياد غرسة. أما الجزء الثاني من السهرة فتضمن باقة من الأغاني في نوبة المزموم التي تنتشر في دول المغرب العربي خاصة بالجزائر والمغرب الأقصى وأنشدت المجموعة الصوتية للمعهد الرشيدي وصلات مثل: “كواتني كواتك” و”بالله ياحمد ياخويا” و”عرضوني زوز صبايا”... وعلى هامش الحفل عرضت الفرقة كتيبا يباع بسعر رمزي لجمهور موسيقى الرشيدية يتكون من 16 صفحة احتوى برنامج السهرة ونصوص القصائد التي أدتها المجموعة الموسيقية على خشبة المسرح مع تخصيص الصفحات الأولى من الكتيب لتقديم علم من أعلام الرشيدية وهو “بلحسن بن الشاذلي” (1902 – 1956) الذي ساهم بشكل فعّال في النهوض بالأغنية التونسية خاصة من خلال تأليفه عدة أغاني للرشيدية اشتهرت في كامل البلاد مثل: “يا خدود التفاح” و”ياساكنة في الجاش” و”يالندرى تزهاش ليّ أيامي” و”يا أم العيون الزرقة” و”محبة الغدارة” و”ربي عطاني كل شيئ بكماله...”. وكان رئيس “جمعية المعهد الرشيدي” محسن بولحية قد أوضح في تصريح خاص ب”اخبار تونس” أكد فيه على مواصلة المؤسسة التربوية للرشيدية دورها في تكوين الشبان في مجال موسيقى المالوف من خلال مزاولة قرابة 300 تلميذ وتلميذة لدروسهم بانتظام في السنة الدراسية الحالية 2009 – 2010 ليغذوا الفرقة باستمرار بعناصر مميزة في العزف والغناء ولكي تواصل فرقة الرشيدية دورها الأساسي المتمثل في ترقية الموسيقى التونسية ونفض الغبار عن الأغاني التراثية... والمعهد الرشيدي للموسيقى التونسية أو المدرسة الرشيدية أو اختصارًا “الرشيدية” هو معهد للموسيقى تم تأسيسه سنة 1934 لإحياء و تطوير الفن التونسي الأصيل والحفاظ على الهوية التونسية... وظهرت الرشيدية في ظروف سياسية واجتماعية صعبة، (اذ اقترن تاريخ تأسيسها بتاريخ تصاعد العمل النضالي) علي يد ثلة من المثقفين التونسيين وعلى رأسهم مدير التشريفات بالوزارة الكبري وشيخ مدينة تونس وقد سميت بهذا الاسم نسبة لمحمد الرشيد باي ..