أخبار تونس– تنفيذا لما أقره رئيس الدولة في المجلس الجهوي المنعقد يوم 07 أكتوبر 2009، والقاضي بإحداث مسلك سياحي ثقافي للمدن الأندلسية يشمل باجة وتيبار وتبرسق وتستورومجاز الباب وبوضع برنامج لتنشيط المعلم الأثري ب”دقة” والترويج له وتهيئة الطرقات المؤدية إليه، انعقدت بباجة جلسة عمل بإشراف الوالي وبحضور إطارات من وزارتي السياحة والثقافة والمحافظة على التراث اهتمت بتقدم أشغال إنجاز هذا المشروع. ويعد إحداث المسلك السياحي والثقافي الأندلسي بولاية باجة قرارا مميزا لتثمين الخصوصيات التاريخية والحضارية لجهة الشمال الغربي وتثمين معالمها اقتصاديا. ويعرف هذا المشروع تقدما ملحوظا وقد شملت التدخلات بمدينة باجة تهيئة المعلم الأثري بالقصبة وتبليط ساحته الرئيسية إلى جانب توسعة الطريق المؤدية إلى المعلم الأثري ب”دقة” وتنويره. كما أعد المعهد الوطني للتراث دراسة فنية بخصوص ترميم وتهيئة زاوية الصمادحي بالمدينة العتيقة بباجة. وتتواصل أيضا في نفس الإطار، أشغال تهيئة النسيج العمراني بمدينة تستور وخاصة محيط الجامع الأندلسي وإحكام استغلال وتوظيف مقهى الأندلس . وللعلم فقد انطلقت الهجرة الأندلسية سنة 1492م إثر سقوط غرناطة ثم تكثفت عام 1609 بإصدار الملك فيليب الثالث لقرار يتمثل في تهجير كل من لم يتنصر، وبمرور سنة 2009، يكون قد مر على الهجرة الكبرى 400 سنة. ومن بين الوجهات التي قصدها المهاجرون الأندلسيون تونس، وقد بلغ عددهم ما يناهز ثمانين ألفًا سنة 1609. وقد سهل لهم عثمان داي ثم يوسف داي السكن بالبلاد ورحّب بهم السكان التونسيون فأسسوا عدة قرى ومدن يقارب عددها العشرين منها، بعض الأحياء بالعاصمة وببنزرت (حندلس) إضافة إلى رأس الجبل ورفراف والعالية والماتلين وقلعة الأندلس بشواطئ بنزرت وسليمان وقرمبالية وبلي وتركي بالوطن القبلي و زغوان. أما بحوض مجردة فقد أسسوا الجديدة والبطان وطبربة وقريش الوادي قرب مجاز الباب والسلوقية وتستور، وهي أكبرها وأكثرها محافظة على الموروث الحضاري الأندلسي المادي واللامادي (أو المعنوي).
