في إطار متابعته للعمل التنموي بالجهات وحرصه الدائم على تحسين ظروف عيش متساكنيها أشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس على جلسة ممتازة للمجلس الجهوي لولاية باجة. وافتتح رئيس الدولة أعمال المجلس بكلمة أعلن فيها عن جملة من الاجراءات لتعزيز مسيرة التنمية بولاية باجة وتهم ميادين الفلاحة والتنمية المندمجة والتنمية الصناعية والتكنولوجية والتنمية السياحية والبنية الاساسية للطرقات وحماية البيئة وتنمية الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الى جانب تحسين ظروف العيش. وفي ما يلي كلمة رئيس الدولة: «بسم الله الرحمان الرحيم أيها السادة والسيدات أشرف اليوم على اجتماع المجلس الجهوي لولاية باجة في اطار سعينا الدؤوب الى دفع مسيرة التنمية بمختلف أنحاء الجمهورية . لقد أحطنا هذه الجهة بعناية موصولة منذ التحول شملت مختلف القطاعات. فأقررنا لفائدتها استثمارات بلغت 2400 مليون دينار منها 1250 مليون دينار استثمارات عمومية . ففي القطاع الفلاحي تم انجاز العديد من المشاريع من أبرزها اقامة سد سيدي البراق وتوسيع سد سيدي سالم وبناء اثنين وعشرين سدا تليا وأربع وخمسين بحيرة جبلية . وهو ما مكن من تهيئة حوالي 11500 هكتار اضافي من المناطق السقوية . وفي ميدان البنية الاساسية شهدت الولاية انجازات كبرى متنوعة عززت ربطها بالولايات المجاورة ومن أهمها بناء الطريق السيارة تونس/ مجاز الباب / وادي الزرقة وتهيئة وتطوير 120 كيلومترا من الطرقات الوطنية وتهيئة وتعبيد 210 كيلومترات من الطرقات الجهوية والمحلية واقامة ثمانية جسور اضافة الى تهيئة وتعبيد حوالي 1000 كيلومتر من المسالك الريفية . وفي اطار تنمية الموارد البشرية ارتكز العمل بالجهة على تطوير منظومة التعليم والتكوين حيث توسعت شبكة المؤسسات التربوية باحداث سبع وعشرين مدرسة ابتدائية وتسع وعشرين مدرسة اعدادية وثانوية واحداث المعهد العالي للدراسات التكنولوجية وبناء المعهد العالي للغات التطبيقية وبعث معهد عال للبيوتكنولوجيا . وتميز القطاع الصحي بتحسين الخدمات من خلال تطوير المستشفى الجهوي وبناء مركز للتوليد وطب الرضيع ومركز عمومي لتصفية الدم بمدينة باجة واحداث المستشفى الجهوي بمجاز الباب وانجاز القسط الثاني من المستشفى المحلي بنفزة وتهيئة المستشفى المحلي بتبرسق. كما حظي قطاعا الثقافة والشباب والرياضة برعاية متواصلة حيث تم بناء المركب الثقافي ومسرح الهواء الطلق بباجة وثلاث مكتبات عمومية بكل من السلوقية وتيبار والمعقولة وبناء المركب الرياضي بوجمعة الكميتي وقاعة رياضية بباجة وقاعة رياضية بتبرسق واقامة مركز تكوين الرياضيين الشبان في كرة القدم ومسبح بلدي بتبرسق ومركز تخييم واصطياف بالزوارع واحداث ست دور للشباب موزعة على عدة مدن بالجهة . وفي المجال الاجتماعي تم بناء ثلاث وحدات محلية للنهوض الاجتماعي واحداث مركز للتربية المختصة للمعوقين وتهيئة مركز رعاية المسنين بالجهة. وفي اطار الارتقاء بظروف العيش شهدت الولاية انجازات عديدة مكنت من تحسين مختلف المؤشرات وشملت بالخصوص مشاريع التزود بالماء الصالح للشراب والتنوير وبناء محطات التطهير بباجةومجاز البابوتبرسقوتستور ونفزة اضافة الى حماية مجموعة من المدن من الفيضانات كباجةوتستوروتبرسق ونفزة وقبلاط. كما تم تنفيذ عديد البرامج والمشاريع الخصوصية تمثلت في ثلاثة عشر مشروعا للتنمية الريفية المندمجة ومشروعين للتنمية الحضرية المندمجة بكل من سيدي الرايس والمعقولة. وتم في اطار البرنامج الخاص بالمعتمديات ذات الاولوية التدخل بمعتمديتي قبلاطومجاز الباب لدفع التشغيل وتعززت هذه الجهود بالمشاريع الرئاسية التي أتاحت التزود بالماء الصالح للشراب ل 19200 ساكن ومكنت من ربط أربعمائة عائلة بالنور الكهربائي وتهذيب وتطهير ثمانية عشر حيا شعبيا وبناء مركب ثقافي بباجة ومستشفى بعمدون. وقد ساعدت هذه المشاريع والبرامج على الارتقاء بمقومات العيش الى مستوى أفضل حيث تطورت نسبة التنوير الريفي من 27 بالمائة سنة 1987 الى 9ر98 بالمائة حاليا ونسبة التزود بالماء الصالح للشراب من 28 بالمائة سنة 1987 الى 5ر88 بالمائة حاليا ونسبة التمدرس للفئة العمرية بين ست سنوات وأربع عشرة سنة من 70 بالمائة الى 4ر95 بالمائة أيها السادة والسيدات اننا حريصون على دعم هذه المكاسب المسجلة بالجهة وتنويعها ومزيد اثرائها وذلك برسم اعتمادات جملية ضمن المخطط الحادي عشر تقدر ب 900 مليون دينار منها 416 مليون دينار للقطاع العمومي. وتهدف الخطة التنموية بالجهة الى مواصلة تعبئة الموارد المائية وتوظيفها باستكمال الدراسات المتعلقة بسدود خلاد والمالح وباجة وخمس عشرة بحيرة جبلية وتعزيز القطاع السقوي بالجهة ليشمل احداث 2730 هكتارا من المناطق السقوية اضافة الى الانطلاق في المشروع الثاني للتصرف المندمج في الغابات والتصرف في مصبات المياه. ولمزيد العناية والاحاطة بالقطاع الفلاحي بالجهة نأذن باحداث مركز بحوث للزراعات الكبرى ووضع برنامج خاص لتطوير قطاع تربية الماشية ودعم الزراعات العلفية. كما نأذن باعادة تهيئة أراض سقوية على مساحة 2600 هكتار تشمل مناطق بعين يونس على مساحة 870 هكتارا وبتستور على مساحة 200 هكتار وبمجاز الباب على مساحة 1150 هكتارا وبالصخيرة وبوصندل من معتمدية تستور على مساحة 250 هكتارا. ونأذن كذلك بالانطلاق في تطوير المنطقة السقوية خلاد بتبرسق على مساحة 30 هكتارا ومنطقة صباح المجالس بعمدون على مساحة 78 هكتارا وبالشروع في انجاز ثلاث مناطق سقوية جديدة ببوزعرورة بباجة الجنوبية على مساحة 30 هكتارا وقصر الشيخ بمجاز الباب على مساحة 20 هكتارا وبأولاد عيار بتستور على مساحة 40 هكتارا. ونأذن في هذا السياق أيضا بدعم استغلال الموارد المائية الجوفية من خلال انجاز بئر عميقة للري الفلاحي بمنطقة أحمد الجديدي بمجاز الباب وبئر عميقة لتوفير الماء الصالح للشراب بمنطقة عين سلطان بباجة الشمالية وبئر عميقة للري الفلاحي بمنطقة عين الدفالي بتيبار. وحرصا منا على دعم التنمية المندمجة وتحقيق التوازن بين مختلف مناطق الولاية نأذن بانجاز برنامج للتنمية المندمجة يدعم تدخلات ديوان تنمية المناطق الغابية بالشمال الغربي ويسهم في المحافظة على الموارد الطبيعية وتطوير الانتاج الفلاحي وتحسين دخل الفلاحين بمعتمديات تبرسقومجاز البابوتستور وعمدون وتيبار ونفزة وقبلاطوباجة الجنوبية كما نأذن بالانطلاق في انجاز مشاريع التنمية المندمجة بعمدون ونفزة. أما في مجال التنمية الصناعية والتكنولوجية فتتجه الخطة الى استقطاب المستثمرين من خلال التعريف بالميزات التفاضلية للجهة وببنيتها الاساسية المتطورة كالطريق السيارة والخط الحديدي اضافة الى توفير الفضاءات الصناعية. وتعزيزا للجهود المبذولة في هذا المجال نأذن بانجاز قطب تكنولوجي وصناعي بالجهة على مساحة 200 هكتار من شأنه أن يدعم التنمية بها في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية ويسهم في تطوير التجديد التكنولوجي والصناعي. ويحتوى هذا القطب على موقع مركزي بباجة وموقع فرعي بمجاز الباب كما يتضمن مناطق ومحلات صناعية وفضاءات تطوير تكنولوجي وخدماتي ومركز خدمات مختلفة وقرية حرفية وفضاءات للعمل عن بعد. ولمزيد اثراء هذا البرنامج وتنويع مكوناته نأذن باحداث مدرسة وطنية للمهندسين وبادراج ولاية باجة في اطار مخطط تزويد مناطق الشمال بالغاز الطبيعي. وأما في مجال التنمية السياحية فتتركز الخطة التنموية على تثمين الخصوصيات الطبيعية والتاريخية والثقافية والبيئية للجهة وادماج مختلف المواقع ضمن المسالك السياحية. وفي هذا السياق نأذن بترميم معلم القصبة بباجة الشمالية وتهيئته وباحداث مسلك سياحي ثقافي للمدن الاندلسية يشمل باجة وتيبار وتبرسقوتستورومجاز الباب وبوضع برنامج لتنشيط المعلم الاثري بدقة والترويج له وتهيئة الطرقات المؤدية اليه. ونظرا الى الاهمية الاستراتيجية التي تكتسيها البنية الاساسية في دفع مسيرة التنمية فستتركز الجهود على دعم شبكات الطرقات وتهيئة المناطق الصناعية من خلال تهيئة 126 كيلومترا من الطرقات المرقمة وتطويرها وتهيئة خمسة عشر كيلومترا من الطرقات المهيكلة بالمدن وتعبيد 133 كيلومترا من المسالك الريفية اضافة الى الشروع في انجاز الطريق السيارة وادي الزرقة / بوسالم. ولمزيد تعزيز هذه الجهود نأذن بربط مدينة قبلاط بالطريق السيارة تونس/وادي الزرقة والانطلاق في بناء جسر على «وادي المالح» بمجاز الباب والشروع في تهيئة الطريق الرابطة بين مجاز البابوقبلاط وتهيئة الطريق الحزامية الرابطة بين مجاز الباب و«قريش الواد» ومسلك أولاد قاسم ومقطع الحديد بنفزة وبتهيئة مسلك الصفصافة والقدادة بباجة الشمالية. أما في ميدان حماية البيئة وجودة الحياة فتهدف الخطة التنموية بالولاية الى توسيع محطات التطهير وتهذيبها بكل من مدينتي مجاز البابوتستور وتوسيع شبكات التطهير بمدن باجةوتستور ونفزة. ودعما لهذه المشاريع نأذن بتهيئة القسط الثاني من المنتزه الحضري بباجة الجنوبية وبتهيئة المنتزه الطبيعي ب«دجبة» من معتمدية تيبار والانطلاق في انجاز برنامج التطهير بمدينة تيبار. وأما في ما يخص تنمية الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية فقد تضمنت الخطة اقرار جملة من المشاريع التي تستهدف قطاعات التكوين المهني والتعليم العالي والصحة والشباب والرياضة وذلك من خلال توسيع طاقة استيعاب جهاز التكوين المهني وتحسين مردوديته وتطوير المؤسسات والمبيتات الجامعية وتحسين الخدمات الصحية وتقريبها من المواطن واحداث قسم استعجالي ووحدات مخبر وأشعة بمستشفى تيبار وصيانة المستشفى الجهوي بباجة وتوسيعه اضافة الى دعم شبكة دور الثقافة من خلال بناء مكتبة عمومية بزهرة مدين ودار ثقافة بتستور وتهيئة وتجهيز المنشآت الشبابية والرياضية الحالية ودعمها باحداثات جديدة تتضمن بناء دار شباب بتيبار وملعب معشب للرقبي بباجة وتعشيب ملعب مجاز الباب. ودعما لكل هذه المشاريع المدرجة بالمخطط الحادي عشر نأذن بالشروع في تأهيل المستشفى الجهوي بباجة والانطلاق في تهيئة المستشفى الجهوي بمجاز الباب وباحداث مركز للصحة الاساسية صنف 4 بوادي الزرقة بتستور وبتطوير المركب الرياضي بوجمعة الكميتي بباجة وتوسيع مدارجه لتتسع لما يزيد عن ثمانية الاف مقعد وتهيئة العشب الطبيعي للملعب الرئيسي والتعشيب الاصطناعي للملعب الفرعي وصيانة القاعة الرياضية 7 نوفمبر والمسبح البلدي 7 نوفمبر اضافة الى دعم مركز تكوين الرياضيين الشبان لكرة القدم بباجة الشمالية . كما نأذن باحداث مركب طفولة بنفزة وناديين للاطفال بكل من تيبار وقبلاط وتهيئة المركب الثقافي بباجة الجنوبية واحداث مكتبة عمومية بوادي الزرقة . وحرصا منا على تحسين ظروف عيش المتساكنين والتوفيق بين مقتضيات التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية أدرجنا بالمخطط الحادي عشر تزويد التجمعات السكنية والحضرية والريفية بالماء الصالح للشراب وبالنور الكهربائي. ونأذن اليوم بالشروع في تزويد عدد من المناطق بالماء الصالح للشراب تشمل 1260عائلة موزعة على مناطق الطرهوني والسوايبية بعمدون والطارف بنفزة وبوكسلان والفوار وبوحزام والحمرى بباجة الشمالية وعين المالح بباجة الجنوبية وبن قياس التلة بقبلاط . كما نأذن بايصال النور الكهربائي لاحدى وثمانين عائلة بتجمعات نتافة بن صندل بتستور ولثلاثين عائلة بتجمعي التلة والطرابلسية بقبلاط وتهذيب حي الروضة بعمدون وحي البوزايدي بتبرسق وتهذيب شبكة مياه السيلان بمدينة باجة. أيها السادة والسيدات اننا نعتبر مكاسب كل جهة من مكاسب الوطن ونحن على يقين بأن متساكني هذه الولاية يحدوهم العزم على بذل المزيد من الجهد والاجتهاد لدعم الانجازات التي تحققت بجهتهم في كل الميادين حتى تتكامل بذلك مخططات الدولة وبرامجها مع مبادرات واضافات سائر الجهات تعزيزا من الجميع للتنمية الوطنية الشاملة والمتوازنة لفائدة شعبنا وبلادنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» وفسح المجال عقب ذلك لتدخلات الوالي وأعضاء المجلس الجهوي لاستعراض خصائص العمل التنموي بولاية باجة واثارة المشاغل الملحة ببعض مناطق الولاية وأقر رئيس الدولة اجراءات تكميلية تتمثل في : اقتناء حافلتين لشباب كافة مناطق الجهة واحداث ناد للطفولة ودار للشباب متنقلين بكامل الولاية إحداث حديقة رياضية بتيبار تهيئة وتنوير أنهج بالمدينة العتيقة بتستور تزويد منطقة جمال الدين /الطبابة/ بالماء الصالح للشراب دعم بلدية زهرة مدين لتعبيد الطرقات والارصفة وبناء مستوصف صنف 2 بمنطقة مغراوة وذلك بمعتمدية عمدون ترميم زاوية باب علي الصمادحي بباجة الشمالية وتوجه والي باجة في ختام هذه الجلسة بكلمة ضمنها باسم أعضاء المجلس ونيابة عن مواطني ومواطنات الجهة مشاعر التقدير والعرفان لرئيس الدولة لما حظيت به ولاية باجة من رعاية رئاسية موصولة جسمتها خطط وبرامج التنمية التي شملت كافة الميادين والقطاعات مجددين العهد على مواصلة الجهد والتفاني في تكريس السياسات والتوجهات الرائدة للرئيس زين العابدين بن علي حتى يواصل قيادة تونس والسير بها نحو مزيد التقدم والرقي والازدهار.