أخبار تونس – افتتح السيد بو بكر الاخزوري وزير الشؤون الدينية أمس الاثنين 22 فيفري بالقيروان الدورة السابعة والثلاثين للندوة المولدية حول ” دور علماء تونس في مقاومة البدع والطائفية” تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف الذي يوافق يوم الجمعة 26 فيفري القادم. وتسلط الندوة الضوء على السبل الكفيلة للتصدي للظواهر الدخيلة على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تروج للفكر المنغلق والظلامي لا سيما في صفوف الشباب والتذكير بجهود العلماء والفقهاء التونسيين في إشاعة الفكر المستنير الذي يرسخ القيم الإسلامية السمحاء. وفي بداية الكلمة التي ألقاها الوزير أعرب عن مشاعر الإكبار للرئيس زين العابدين بن علي الذي حرص على نشر وتكريس المبادئ الإسلامية الخالدة والقيم الإنسانية النبيلة وعلى تجذير التونسيين في بيئتهم التاريخية بما حفظ خصوصياتهم الثقافية والحضارية مع تفتحهم وأخذهم بأسباب التقدم والازدهار. وخلال كلمته أكد الوزير على أن هذه الندوة تتنزل في إطار تثبيت هذا المنهج القويم الذي استطاعت من خلاله تونس المحافظة على خصوصياتها الوطنية وانتمائها الثقافي والتوقي من البدع والضلالات والطائفية التي تحول دون النهوض بأعباء التنمية الشاملة ومواكبة العصر . كما تعرّض السيد بو بكر الاخزوري إلى ظاهرة التطرف التي تعاني منها عدة مجتمعات ملاحظا أن تونس لم تعرف في تاريخها التطرف مذكرا بإسهامات عدد من علماء تونس الأولين الذين كانوا من صفوة الداعين إلى صيانة الوحدة المجتمعية وكان فكرهم حصنا منيعا وقى أهل افريقية شر الضلالات. وفي نفس السياق أشاد بدور عدد من المفكرين والفقهاء التونسيين في التاريخ الحديث والمعاصر في مقاومة البدع والطائفية مؤكدا أن ثمرات فكرهم الإصلاحي مكنت ربوع تونس من أن تبقى خير حصن ضد كل انحراف بالدين والفتاوى المضللة. ويذكر أن أشغال الجلسة العلمية الأولى لهذه الندوة انطلقت بمحاضرة تحت عنوان “البدع في مجال ممارسة الشعائر الدينية ودور علماء تونس في التصدي لها” ألقاها السيد البشير البوزيدي الأستاذ بجامعة الزيتونة. وعرف المحاضر في البداية بأنواع البدع قبل أن يستعرض عددا من فتاوى علماء تونس الأولين والمتأخرين حيث أبرز تصديهم لانتشار جملة من البدع مشيرا إلى محاولات هؤلاء العلماء في عصورهم توضيح الفرق بين مقاصد الدين السمحاء وبين الرؤى المنحرفة التي تؤسس للتشتت المذهبي والتعصب الديني. كما ألقى الأستاذ علي الهمامي أستاذ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس محاضرة بعنوان “قراءة سوسيولوجية في ظاهرة التمذهب الطائفي” وتناولت بالدرس دور البيئة الجغرافية في تحديد وتنوع المذاهب الإسلامية كما أكد المحاضر على أهمية التفريق بين الحركات الطائفية والتعددية الفكرية. وأشار إلى أن ظاهرة التمذهب تعكس التمسك برفض الفكر المخالف والاعتقاد بالظفر بالحقيقة المطلقة وبالتالي إمكانية اللجوء إلى العنف لفرض المذهب الواحد. ويشار إلى انه علاوة على هذه التظاهرة العلمية الاحتفالية بمناسبة المولد النبوي الشريف تشهد مختلف جهات البلاد التونسية عدة تظاهرات وأنشطة دينية إحياء لمولد النبي الكريم تسليطا للضوء على القيم الإسلامية التي تثبت نبذ الدين الحنيف لمختلف السلوكات المنغلقة والمتطرفة.