أخبار تونس - تماشيا مع إقرار سنة 2010 سنة دولية للشباب ونظرا لاستحواذ العالم الافتراضي على اهتمام الشباب ولتكثيف الجهود للحد من التأثيرات السلبية للانترنت على الهوية الثقافية وثوابت المجتمعات الإسلامية انطلق أمس الأربعاء 24 فيفري وعلى مدى يومين المنتدى الدولي الأول حول الشباب في الفضاء السيبرني . ويشار إلى أن هذا المنتدى ينتظم ببادرة من الجمعية التونسية لقانون الانترنت والملتيميديا وبالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) ومشاركة خبراء وباحثين بكل من تونس والإمارات العربية المتحدة والمغرب والجزائر وليبيا والسعودية ولبنان وفلسطين ومصر وفرنسا والبحرين والبنين. ولدى افتتاحه أشغال المنتدى أكد السيد محمد الناصر عمار وزير تكنولوجيات الاتصال ضرورة تعزيز الوعي بأهمية حماية الشباب المستعمل للفضاء السيبرني وتفعيل الأطر القانونية في هذا المجال الذي يشهد تناميا في عدد المستعملين للشبكات والمنظومات المعلوماتية بما يؤمن الانصهار الايجابي في العالم الافتراضي مع المحافظة على خصوصيات الهوية الوطنية. وأشار الوزير في جانب آخر إلى التشجيعات التي تتوفر لمكونات النسيج الجمعياتي للمشاركة في المجهود الوطني القائم على نشر الثقافة الرقمية عبر إسناد منح للجمعيات التي تنجز أو تطور موقع واب خاص بها وإقرار الرئيس زين العابدين بن علي لمنحة بقيمة عشرة الاف دينار لفائدة الجمعيات التي تتولى انجاز موقع واب تشاركي (واب 2 ) وفقا للنقطة 19 من البرنامج الرئاسي. ومن جانبه أوضح السيد محمد العزيز بن عاشور المدير العام لمنظمة الالكسو أن تعزيز قدرات الناشئة والشباب على امتلاك المعرفة الرقمية وإحكام استغلال تكنولوجيات الاتصال وتوظيفها التوظيف السليم يبقى من أبرز أهداف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. واستعرض السيد جوهر الجموسي رئيس الجمعية التونسية لقانون الانترنت والملتيميديا أهداف المنتدى الأول للشباب في الفضاء السيبرني والرامية إلى كسر الحواجز التي تنجر عن إدمان الشباب على الانترنت وما يرافقها من إشكالات نفسية واجتماعية والبحث في السبل الكفيلة بحماية الشباب في الفضاء السيبرني من الاستغلال المادي والفكري. كما أكد السيد عمر الغول رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية لقانون الانترنت أهمية تشديد الرقابة على الناشئة والشباب من المخاطر التي تسببها بعض المواقع وتوعية الجيل الجديد بمخاطر الانغماس فيها لتأثيراتها السلبية النفسية والفكرية عليه. واهتمت أشغال اليوم الأول من المنتدى بمسائل تهم الشباب والقانون في الفضاء السيبرني والنوع الاجتماعي والحماية السيبرنية والجرائم الالكترونية المستحدثة والشباب إلى جانب الحق في الخصوصية والشباب على الانترنت والنشاط الشبابي في مجال الواب التشاركي وبعض مظاهر سوء استخدام تقنيات الاتصالات بين الشباب. وفي هذا الإطار يذكر أن تونس أحدثت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية لتأمين سلامة المنظومات الإعلامية والشبكات الالكترونية من خلال إقرار خطة وطنية لحماية الفضاء السيبرني الوطني والسلامة المعلوماتية بإشراف كفاءات تونسية تعتمد شبكة متكونة من حوالي 202 مدققا من القطاع الخاص تتعامل مع بيانات تضم أكثر من 8000 مشتركا من بين المؤسسات الإدارية والاقتصادية والتربوية. ولسلامة المنظومات المعلوماتية تم إقرار إجبارية إعلام الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية فورا بالهجمات والاختراقات وغيرها من الاضطرابات التي من شأنها عرقلة استغلال نظام معلوماتي أو شبكة أخرى حتى يتسنى لها اتخاذ التدابير اللازمة. ويشار إلى أن تونس قامت بإحداث أول مركز على المستوى الإفريقي للاستجابة للطوارئ المعلوماتية فيما تتولى الوكالة الوطنية للمصادقة الالكترونية السهر على تأمين سلامة المبادلات الالكترونية وفق المعايير الدولية المعتمدة.