أخبار تونس – تحيي تونس هذه السنة مائوية الفنان محمد الجموسي الذي قدّم للأغنية التونسية الكثير حيث تجد أغانيه صدى واسعا ويرددها الجيل الصاعد من الشباب، وكان محمد الجموسي قد رحل في 02 جانفي 1982 بعد نصف قرن من إبداعات خالدة شملت المجالات الفنية من مسرح وموسيقى وسينما وإذاعة وتلفزة. وفي هذا الإطار انعقدت بمقر ولاية صفاقس جلسة عمل للنظر في برنامج الاحتفال بمائوية الفنان محمد الجموسي. وشارك في هذه الجلسة التي أشرف عليها والي الجهة عدد من المثقفين ومن ممثلي الهياكل الثقافية المعنية على غرار المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث واللجنة الثقافية الجهوية وفرع اتحاد الكتاب التونسيين وجمعية محمد الجموسي للموسيقى والفنون بصفاقس إلى جانب ممثلين عن معاهد الموسيقى والمهرجانات والتظاهرات الثقافية الكبرى بالجهة. واقترح المشاركون في الاجتماع إقامة ندوة كبرى لمزيد التعريف بشخصية الفنان محمد الجموسي ولا سيما إسهاماته في مجالات الشعر والتمثيل إلى جانب الغناء والتلحين. كما تم اقتراح انجاز عمل درامي غنائي في شكل اوبيرات تبرز مختلف إبداعات الفنان الراحل تعرض في افتتاح مهرجان صفاقس الدولي وكذلك إعداد معرض وثائقي حول مسيرته يجوب مختلف ولايات الجمهورية إلى جانب تنظيم مسابقة في الغناء والعزف لفائدة الشباب والأطفال تنطلق من روائع الفنان وما تركه من ارث غنائي وموسيقي . والجدير بالذكر أن الفنان محمد الجموسي ساهم في إثراء برامج إذاعة صفاقس وكان الجموسي قد لحن وألف العديد من الأغاني مثل “الفن الفن عمري للفن” وأغنية “رن يا وتر” وأغنية “تمشي بالسلامة” “يا ليت الناس وخيان” والأغاني التي تتغنى بمعالم تونس مثل “مية زغوان تروي العطشان” وقد غناها في فيلم “جحا” الذي مثل بلادنا في مهرجان “كان” الفرنسي سنة 1958. و مارس الراحل فن التمثيل منذ شبابه الباكر بانخراطه في جمعية النجم التمثيلي مثل “مجنون القيروان” وهو اول فيلم تونسي غنائي يلحنه الموسيقار العميد محمد التريكي (1937) وفيلم “جحا” بطولة عمر شريف، وحسيبة رشدي، والزهرة فايزة، وكلوديا كردينال في بدايتها (1958) إلى جانب الافلام المصرية التي مثلها بدعوة من عميد المسرح يوسف وهبي، والذي كان التقاه بالجزائر حيث كان يشغل خطة مدير مساعد لدار الاوبرا الجزائرية. وكانت له عدة إسهامات في إنتاج البرامج الإذاعية خاصة منها تلك التي كان يعدها ويقدمها مع الزميلة السيدة القايد، مثل «خواطر وأنغام» “على جناح الليل” و “الزيارة الشهرية” الى جانب «أرقام وأنغام»، مع عبد الجبار العيادي، و “مسرح الأنغام” إخراج عامر التونسي ومع ظهور التلفزة التونسية سنة 1966، بادر الجموسي بإعداد عدة منوعات تلفزية لعل أبرزها “الدكانة” إخراج المنصف الكاتب ثم “البلبل” إخراج محمد سليمان الذي كان اعد شريطا تلفزيا وثائقيا عن “محمد الجموسي سيرة ذاتية عطرة ومسيرة إبداعية معطاء”. كما أصدر ديوان شعر نظمه باللغة العربية أولا ثم بالفرنسية تأثرا بشاعره الفرنسي المفضل ألفراد دي موسي رائد المدرسة الرومنسية في الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر. ويشار إلى أن الجموسي بدأ مؤذنا بمدينة صفاقس مسقط رأسه حيث ولد في 12 جويلية سنة 1910 بعد أن حفظ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم. وقد أطلق على الجموسي لقب مطرب المهاجرين خاصة بعد إبداعه لأغنية “الحنين إلى الأوطان” وقد اشتهرت وذاع صيتها بعنوان “ريحة البلاد فل وياسمين”.