أخبار تونس – بعد غيابه الطويل نسبيا عن الغناء بوطنه تونس دام حوالي 8 سنوات، أقام الفنان التونسي المقيم بالخارج ظافر يوسف حفلا فنيا ساهرا بعنوان “في كنف النشوة” ليلة الثلاثاء 13 أفريل 2010 بفضاء “بارسيلو” بقمرت بحضور عشاق فنه ومحبي طابعه الموسيقي المميز، وذلك في إطار فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الجاز بقرطاج. وبعد مقطوعات قصيرة لموسيقى الجاز من عزف “تيقران هاميسيان” على البيانو و”كريس جينانغيس” على آلة الكنترباص و”مارك غويليانا” على “الباتري”، اعتلى الفنان ظافر يوسف الخشبة ليمتع جمهوره بمقاطع من ألبومه الجديد “أبو نواس رابسودي” الذي يعد ثمرة البحوث الموسيقية الطويلة لهذا الفنان ضمن نمط غناء صوفي تم فيه توظيف موسيقى الجاز العصرية مع الاستفادة من الموروث الانشادي ل “السلامية” في تونس. كما غنى ظافر يوسف أثناء الحفل عدة قصائد من التراث العربي مما قدمه في ألبوماته الأخرى على غرار قصائد الشاعر العربي أبي منصور الحلاج وأبو نواس وعدد من القصائد مثل قصيد “اسقني”... وشد هذا الفنان المتميز جمهوره بأدائه القوي واللافت للانتباه خاصة من خلال تداخل العزف على آلة العود والرقص والانتشاء وتقمص حالة الوجد الصوفي محاولا اقحام المتفرج واشراكه في اللحظة الإبداعية بداية بدعوته الى التصفيق والرقص وابداء رأيه في نوعية العزف. وتتميز عروض الفنان ظافر يوسف على الخشبة بالبحث والارتجال في جل حفلاته العالمية ويدخل ذلك في طبيعة موسيقى الجاز كفن ارتجالي يسعى خلاله الفنان والموسيقي إلى امتاع الجمهور من خلال البحث عن متعته ونشوته هو كمنطلق ما يجعل المعزوفات تتخذ أشكالا مختلفة في كل عرض جديد بالرغم من أنها تحمل نفس العنوان. ويطلق الفنان ظافر يوسف على هذا النوع من الأداء الموسيقي “الموسيقى الصوفية الالكترونية” ويعتبر ذلك محاولة منه إلى صياغة “جاز عربي” وهناك عدة محاولات أخرى لعدة موسيقيين عرب من أجل صياغة فن “الجاز العربي” مثل الفنان التونسي المتميز أنور إبراهيم والفنان اللبناني ربيع أبو خليل، وتبدو المحاولات الجادة تلك جلية منذ اسطوانة ظافر يوسف الأولى “الملك” والتي سجلها في عرض حي عام 1999 وألبوم “وهج” وألبوم “ظلال إلاهية” وألبوم “نبوءة رقمية” Digital Prophecy وغير ذلك من الألبومات، فضلا على محاولاتة الجريئة العديدة في مزج الغناء الصوفي بموسيقى الجاز سيما في أغاني مثل “يا أبي” و«نوبة» و”نفحة” و«سوراج». ويبدو ظافر يوسف قد استفاد كثيرا من جولاته العالمية في عدة مدن عالمية اشتهرت بتطور الحركة الموسيقية وكثافة المهرجانات الموسيقية بها مثل باريس ونيويورك وداكار واوسلو وفيانا التي وصلها ظافر يوسف ولم يتجاوز عمره 19 سنة ليتمرن بها على العزف في “نادي الجاز” حيث تعرف هناك على أشهر عازفى موسيقى الجاز بالنمسا مثل “جيرارد رايتر” و”تونى بيرجر” وغيرهما من الفنانين. وعقب انتهاء عرضه بفضاء “بارسيلو” أدلى الفنان ظافر يوسف بتصريح ل “أخبار تونس” عبر فيه عن سعادته مجددا في الغناء ببلاده وأمام جمهوره الوفي الذي يشرفه أن يهدي إليه آخر ألبوم سجله “أبو نواس رابسودي” الذي استلهمه من أهم شاعر عربي محدث كتب في عدة أغراض شعرية وبرع فيها مثل غرض الغزل وغرض الخمريات وغرض الزهديات. كما يأمل أن يغني قريبا بتونس بعد أن يقوم بعدة جولات موسيقية عالمية بداية بالقاهرة وبيروت، يقدم فيها بعضا من أعماله الموسيقة الجديدة التي ينكب على إعدادها مثل vogs klamantis مع الكوارل الاستوني وعمل موسيقي آخر مع كوال كورسيكا.