أخبار تونس - تعد الحقوق المتعلقة بالملكية الفكرية من أقدس الحقوق وأنبلها كما أنها تعد في ذات الوقت من أكثر الحقوق هشاشة وأكثرها عرضة للقرصنة والتعدي وفي هذا الإطار تحتفل تونس اليوم مع باقي بلدان العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية تحت شعار”الابتكار ليتواصل العالم”ويتزامن هذا اليوم مع تاريخ دخول معاهدة إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية حيز التنفيذ سنة 1970. كما يتزامن احتفال هذه السنة في تونس مع إذن رئيس الدولة بتحيين قانون الملكية الفكرية بما يساهم في مزيد إحكام ضمان حقوق الملكية الفكرية للعاملين في ميدان الإبداع الأدبي والفكري والعلمي والفني. وتسعى المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين بالتعاون مع الأطراف المتداخلة إلى إيجاد الاستراتيجيات المناسبة والسبل الناجعة من أجل تفعيل الإجراءات بما يعود بالنفع على المبدعين في شتى المجالات. ويذكر أن المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين أحدثت بمقتضى أحكام القانون عدد 36 لسنة 1994 المتعلق بالملكية الأدبية والفنية لتعوض بذلك الجمعية التونسية للمؤلفين والملحنين المحدثة سنة 1968. والمؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين هي مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية. وقد انطلق نشاطها الفعلي في نوفمبر 1997 وهي مؤسسة متعددة الاختصاصات تشمل الأدب والمسرح والموسيقى والسمعي البصري والفنون التشكيلية والبرامج المعلوماتية والتصوير الشمسي. ويشار إلى أن الاهتمام بهذه الحقوق يندرج ضمن الخيارات الثابتة للرئيس زين العابدين بن علي الذي أولى قطاع الثقافة والإبداع عموما مكانة مرموقة وشمل المبدعين برعاية خاصة تجلت بالخصوص عبر إصدار القانون عدد36 لسنة 1994 وإحداث صندوق خاص داخل المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين لدعم التغطية الاجتماعية للفنانين والمبدعين والمثقفين. ويتضمن قانون جوان 2009 بالخصوص توسيعا لمجال حماية حقوق المؤلف وتكريسا لحقه في استغلال مصنفه عن طريق التأجير التجاري ونقل مصنفه للعموم عبر مختلف وسائل الاتصال الحديثة السلكية واللاسلكية والتكنولوجية كما تم التأكيد على أن الحقوق الأدبية للمؤلف أبدية وغير قابلة للتنازل أو التقادم أو التصرف فيها غير أنها قابلة للانتقال بموجب الإرث أو الوصية. ولا بد من التذكير في هذا السياق بإدراج الملكية الفكرية في برامج التدريس الجامعي في تونس وببعث شهادة الماجستير المهني في حق الملكية الفكرية وكذلك بإحداث نظام للضمان الاجتماعي خاص بالفنانين والمبدعين والمثقفين منذ 2002 فضلا عن إحداث فرق تدخل لمقاومة التقليد ولجنة وطنية لمقاومة القرصنة وبعث جملة من القوانين والمؤسسات المعنية بحماية التراث الثقافي غير المادي.