تحت سامي إشراف السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية التام صباح الجمعة بتونس العاصمة ملتقى علمي في إطار اليوم الوطني الثامن للعلاج التلطيفي لجمعية التآزر لتخفيف المعاناة عن المرضى واليوم الحادي والعشرين لمكافحة السرطان للجمعية التونسية لمكافحة السرطان.ويتضمن برنامج الملتقى مداخلات طبية يقدمها أساتذة مختصون في العلاج التلطيفي للأمراض السرطانية وأطباء مختصون من تونس وفرنسا. وتتمحور المداخلات بالخصوص حول جودة العلاج والعلاج النفسي والأدوية الحديثة لتسكين الآلام فضلا عن التحسيس بمضار التدخين في الوسط المهني. وأكد السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية لدى افتتاح الملتقى الأهمية التي يوليها الرئيس زين العابدين بن على للقطاع الصحي والتي تجسدت من خلال الإصلاحات العديدة لتعزيز شمولية التغطية الصحية والارتقاء بجودة الخدمات إلى جانب مواكبة تونس احدث التطورات الطبية في العالم. وأشار الوزير إلى الإشكاليات التي تطرحها الأمراض السرطانية في تونس على غرار مختلف بلاد العالم مبينا أن هذه الظاهرة هي نتيجة التحولات التي يشهدها المجتمع في ضؤء ارتفاع مؤمل الحياة عند الولادة وتغير نمط العيش والسلوكيات الغذائية فضلا عن عوامل الاختطار وأولها ظاهرة التدخين. وتقوم مقاربة تونس الشمولية في المجال على تفعيل المناهج والآليات الوقائية إلى جانب ضمان التكفل العلاجي الملائم والحرص على تطويره باستمرار مسايرة للمستجدات على الصعيد العالمي والعمل على الارتقاء بجودة الخدمات وتقريبها من المواطن. وأوضح الوزير أن هذه المقاربة أتاحت لتونس تحقيق مكاسب هامة في مجال الوقاية ومكافحة الأمراض السرطانية أبرزها إرساء سجل وطني للسرطان وتعميم الكشف المبكر لسرطان عنق الرحم والثدي وتأمين الإحاطة العلاجية المثلى الحالات المرضية إلى جانب إرساء خطة وقائية لمكافحة التدخين ودعم التربية الصحية في مجال الوقاية من الأمراض السرطانية. كما ابرز السيد المنذر الزنايدي الحرص المتواصل على تعصير البنية الأساسية وتجهيز المؤسسات الاستشفائية بأحدث المعدات وتوسيع شبكة الأقسام والمؤسسات الاستشفائية المختصة وتدعيمها بالموارد البشرية الضرورية مشيرا إلى أن هذا المجهود سيتدعم العام الجاري بانطلاق إنجاز مركز الأمراض السرطانية بأريانة وبناء أقسام إقليمية للأمراض السرطانية بكل من جندوبة وقفصة وقابس إلى جانب اقتناء أربع آلات معجل خطي لتطوير طاقة الكشف والتشخيص وتجهيزات أخرى مكملة لهذا الاختصاص. وأكد المكانة التي يحظى بها العلاج التلطيفي ضمن البرنامج الوطني لمكافحة السرطان بهدف التخفيف من معاناة المرضى في مرحلة معينة تتسم بتقدم المرض وحدة الآلام مذكرا بإحداث ماجستير في اختصاص العلاج التلطيفي منذ سنة 2000 وإحداث وحدة للعلاج التلطيفي لمرضى السرطان بمعهد صالح عزيز منذ سنة 2007 فضلا عن وتوفير كل أصناف الأدوية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية في هذا المجال. وأثنى الوزير على إسهامات كل من جمعية التآزر لتخفيف المعاناة عن المرضى والجمعية التونسية لمكافحة السرطان في الجهود الوطنية الرامية إلى مزيد التحكم في الأمراض السرطانية فضلا عن إحاطتهما الطبية والاجتماعية والإنسانية بالمرضى وأفراد عائلاتهم وتخصيص فضاء يجنبهم عناء التنقل وتكاليفه.