أخبار تونس- تحتضن مدينة الجم التاريخية بولاية المهدية بالوسط الشرقي لتونس الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفسيفساء من 14 إلى 16 ماي الجاري بمساهمة الديوان الوطني للصناعات التقليدية وبلدية الجم والمهرجان الأورومتوسطي للألعاب والرياضات التراثية وغيرها من الهياكل ذات الصلة بالميدان. وسيشهد المهرجان الدولي للفسيفساء مشاركة واسعة لأغلب الحرفيين وهو مناسبة لتعريف السائح بالأصول التاريخية للفسيفساء كما أنه مجال لإقامة ورشات حية حول فن تزويق الفسيفساء وترميمها بمشاركة تونسية موسعة ومشاركة أجنبية هامة من الخبراء والمختصين في المعمار وفي صناعة الفسيفساء... وتتضمن هذه الدورة العديد من المسابقات الكبرى وإعداد لوحة فسيفساء عملاقة بمشاركة 2010 شابا بمناسبة “2010 سنة دولية للشباب”. كما تشهد الدورة تنظيم عرض فرجوي ضخم يجسد مصارعات المجالدين “Gladiateur” وهي عروض يومية شعبية كانت تقام بملعب الجم في عهد الرومان. ويسعى القائمون على المهرجان من خلال هذه التظاهرة الفنية ذات الأبعاد التاريخية والثقافية والاقتصادية أيضا إلى حث الحرفيين على إرساء وتنظيم سوق للفسيفساء لدفع هذا القطاع الحيوي والواعد. ويذكر في هذا السياق أن قطاع الفسيفساء التونسي يضم سنة 2009 حوالي 500 حرفي و30 مؤسسة منها مؤسسة واحدة مصدرة كليا حتى الآن كما أن قيمة صادرات الفسيفساء نحو ايطاليا والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا ارتفعت إلى حوالي 2.7 مليون دينار تونسي خلال سنة 2008. ويجمع علماء الآثار والمؤرخون المختصون من تونس والخارج على أن البلاد التونسية تحتوي على أكبر مخزون تاريخي وتراثي وكنوز عديدة ومتنوعة من الفسيفساء في العالم أثبتتها نتائج الحفريات التي أجريت في العديد من المناطق والمدن الأثرية القديمة. ويحتوى متحف باردو الوطني بالعاصمة على أضخم مجموعة فسيفساء من العصور القرطاجنية والإغريقية اليونانية والرومانية.