أخبار تونس – تحتوي البلاد التونسية على أكبر مخزون تاريخي وتراثي من الفسيفساء في العالم أثبتتها نتائج الحفريات التي أجريت في العديد من المناطق والمدن الأثرية القديمة، وسعيا الى تدعيم هذه الثروة الفنية تم مؤخرا التوقيع على اتفاقية بين المعهد الوطني للتراث التابع لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث ومركز ”Getty” للمحافظة على التراث بلوس انجلس الامريكية. وتنص هذه الاتفاقية على تنظيم دورات تكوينية انطلاقا من سنة 2011 على المستوى المغاربي لفائدة فنيين في مجال صيانة الفسيفساء القديمة في موقعها الاثري. ومن المنتظر أن تشارك في هذه الدورات التكوينية التي تعد الأولى من نوعها تونس والجزائر والمغرب وليبيا إلى جانب مصر. ونظرا للأهمية التاريخية وثراء حفرياته بالمادة الفسيفسائية، وقع الاختيار على موقع الجم لاحتضان هذه الدورات التكوينية التي ستتواصل لمدة سنتين بتأطير من اخصائيين في مجال الفسيفساء وذلك بالتعاون مع مؤسسة “غيتي” والمركز الدولي لحماية الممتلكات الثقافية وترميمها (ICCROM) والمركز الدولي لصيانة الفسيفساء (ICOM). يذكر ان التعاون بين المعهد الوطني للتراث ومركز “غيتي” يستمر منذ حوالي عشر سنوات وقد تم في اطاره تكوين فنيين تونسيين في مواقع أثرية بالبلاد منها اوتيك ومكثر. يشار إلى أن قطاع الفسيفساء التونسي ضم سنة 2009 حوالي 500 حرفي و30 مؤسسة منها مؤسسة واحدة مصدرة كليا وفي المقابل سجلت قيمة صادرات الفسيفساء نحو ايطاليا والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا ارتفاعا قدر بحوالي 2.7 مليون دينار تونسي خلال سنة 2008. ويضم متحف باردو الوطني بالعاصمة لوحده على أضخم مجموعة فسيفساء من العصور القرطاجنية والإغريقية اليونانية والرومانية.