أخبار تونس – افتتح مساء الاثنين 12 جويلية المقر الجديد لمنظمة الصحة العالمية بإشراف السيد المنذر الزنايدي،وزير الصحة العمومية والسيدة مارغريت شان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية. ويضم المبنى الجديد، المجهز بأحدث التقنيات الاتصالية والرقمية، إضافة إلى مكتب المنظمة، مقر “المركز المتوسطي للحد من المخاطر الصحية” إلى جانب عدة فضاءات لاحتضان الاجتماعات والدورات التدريبية والأنشطة المختلفة للمنظمة بتونس. واعتبر وزير الصحة العمومية أن المبنى الجديد يترجم علاقات التعاون المثمر القائمة بين تونس ومنظمة الصحة العالمية في مجال مقاومة الأمراض والأوبئة والسيطرة على الأمراض المستجدة والتحكم في أحدث التقنيات العلاجية. كما سيسهم المبنى الجديد للمنظمة، حسب السيد المنذر الزنايدي في توفير الظروف المثلى لتجسيم التطلعات المشتركة في المجال الصحي خلال الفترة 2010-2011 الذي تم ضبطه بالاستئناس بتوجهات البرنامج الرئاسي 2009-2014 في محوره المتعلق ب”الصحة حق أساسي ومقوم فاعل لجودة الحياة” مؤكدا في السياق ذاته، حرص تونس على تفعيل التعاون الثلاثي مع كل من المنظمة والجهات المانحة لتوفير الإمكانيات الملائمة لتنفيذ برامج ترتقي بالأوضاع الصحية فى البلدان الإفريقية. من جهة أخرى بيّن وزير الصحة العمومية النقلة النوعية التي شهدتها علاقات تونس بمنظمة الصحة العالمية التي أسندت ميداليتها الذهبية إلى الرئيس زين العابدين بن علي في 1996 تقديرا لسياسته الرائدة في الميدان الصحي. كما جدد الوزير، في كلمته، التأكيد على المقترحات التي تقدمت بها تونس فى ماي 2010 بجنيف بمناسبة رئاستها الدورة 63 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية والداعية بالخصوص إلى إرساء تضامن دولي شامل في الميدان الصحي ودعم التعاون بين بلدان الجنوب. من ناحيتها أشارت السيدة مارغريت شان إلى أن وجود مقر للمنظمة بتونس سيدعم جهودها لتكثيف أنشطتها الوقائية والعلاجية بمنطقة شرق المتوسط بالنظر إلى تزايد طلبات البلدان المنظوية تحت لواء المنظمة . واعتبرت المديرة العامة لهذه المنظمة العالمية أن الموقع الجغرافي لتونس مهم للغاية لتنفيذ هذه السياسات والبرامج، إذ سيوفر المبنى الجديد كافة الإمكانيات البشرية والمادية لتأمين احتياجات الباحثين والمشرفين على تنفيذ سياسات المنظمة في المنطقة. وجددت في ندوة صحفية عقدتها إثر افتتاح فرع المنظمة، التزام المنظمة العالمية للصحة بالتعاون المثمر مع تونس وبلدان إقليم شرق المتوسط لإنجاح برامجها الوقائية والعلاجية تجاه المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية والأمراض المستجدة . يذكر أن المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية كانت قد أشادت إبان جلسة عمل انعقدت صباح الاثنين بتونس بإشراف السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية بنجاح الإستراتيجية التونسية في المجال الصحي. كما بينت الجدوى من تحويل عدد من مهام وأنشطة المنظمة من مقرها بجنيف إلى مكتبها بتونس التي تهم استفادة عديد البلدان الأعضاء من ذلك اعتبارا لعوامل عديدة من بينها الموقع الجغرافي وما سجلته تونس من تقدم على مستوى البنية الأساسية والتحكم في التكنولوجيات الحديثة وجودة الخدمات. وأكدت اهتمام المنظمة بمقترحات تونس الخاصة بوضع الجمعية العامة للمنظمة العالمية للصحة المزمع عقدها سنة 2011 تحت شعار “الشباب والصحة” وبعقد مؤتمر دولي بتونس حول “الشباب والمخاطر الصحية”. من جهته اعتبر الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أن المبنى الجديد للمنظمة سيكون فضاء لتنفيذ الأنشطة الصحية في تونس بأقل التكاليف وبأيسر السبل مثلما سيسهم في تعزيز التعاون بين المنظمة وبلدان الإقليم.