تونس 13 جويلية 2010 (وات)- افتتح مساء الاثنين بتونس المقر الجديد لمنظمة الصحة العالمية الذي يحتضن إضافة الى مكتب المنظمة، مقر المركز المتوسطي للحد من المخاطر الصحية. وقد تم تجهيز المبنى باحدث التقنيات الاتصالية والرقمية فضلا عن تخصيص فضاءات لاحتضان الاجتماعات والدورات التدريبية والانشطة المختلفة للمنظمة بتونس. وجرى حفل الافتتاح باشراف السيد السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية والسيدة مارغريت شان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية التي تؤدي زيارة عمل لتونس. وأكد الوزير بالمناسبة الاهمية التى يكتسيها المبنى الجديد باعتباره ترجمة لعلاقات التعاون المثمر القائمة بين تونس ومنظمة الصحة العالمية في مجال مقاومة الامراض والاوبئة والسيطرة على الامراض المستجدة والتحكم في احدث التقنيات العلاجية. وابرز النقلة النوعية التى شهدتها هذه العلاقات باسناد منظمة الصحة العالمية ميداليتها الذهبية الى الرئيس زين العابدين بن علي في 1996 تقديرا لسياسته الرائدة في الميدان الصحي والتى مكنت من تحقيق نجاحات هامة عكسها التطور الحاصل في مختلف المؤشرات الصحية في تونس. ولاحظ ان المبنى الجديد للمنظمة سيسهم في توفير الظروف المثلى لتجسيم التطلعات المشتركة في المجال الصحي ومزيد اثراء التعاون الثنائي وخاصة من خلال برنامج الفترة 2010-2011 الذي تم ضبطه بالاستئناس بالتوجهات الرائدة للبرنامج الرئاسي 2009-2014 لاسيما المحور المتعلق بالصحة حق اساسي ومقوم فاعل لجودة الحياة. وجدد الوزير في جانب اخر من كلمته التاكيد على المقترحات التي تقدمت بها تونس فى ماي 2010 بجنيف بمناسبة رئاستها الدورة 63 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية والداعية بالخصوص الى ارساء تضامن دولي شامل في الميدان الصحي ودعم التعاون بين بلدان الجنوب. واكد فى هذا الصدد حرص تونس على مزيد تفعيل التعاون الثلاثي مع كل من المنظمة والجهات المانحة لتوفير الامكانيات الملائمة لتنفيذ برامج ترتقي بالاوضاع الصحية فى البلدان الافريقية. ومن جهتها ثمنت السيدة مارغريت شان الجهود التي بذلتها تونس لدعم انشطة منظمة الصحة العالمية على المستوى الاقليمي والدولي من خلال منحها لارض المبنى الجديد، مشيرة الى ان وجود مقر للمنظمة بتونس سيدعم جهودها لتكثيف انشطتها الوقائية والعلاجية بمنطقة شرق المتوسط بالنظر خاصة الى تزايد طلبات البلدان المنظوية تحت لواء المنظمة لبلورة سياسات صحية تخدم مصالح مواطنيها باقل التكاليف. واضافت ان الموقع الجغرافي لتونس مهم للغاية لتنفيذ هذه السياسات والبرامج، اذ سيوفر المبنى الجديد كافة الامكانيات البشرية والمادية لتامين احتياجات الباحثين والمشرفين على تنفيذ سياسات المنظمة في المنطقة، بما يجعل تونس التي تتوفر على امكانيات معرفية ولغوية وتكنولوجية هامة المكان الانسب لاحتضان انشطة المنظمة وتفعيل كافة البرامج والسياسات المطلوبة. من جهته اعتبر الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط ان وجود المبنى الجديد للمنظمة في تونس سيكون فضاء لتنفيذ الانشطة الصحية في تونس باقل التكاليف وبايسر السبل مثلما سيسهم في تعزيز التعاون بين المنظمة وبلدان الاقليم. وعقدت السيدة مارغريت شان عقب حفل الافتتاح لقاء بممثلي الصحافة الوطنية والاجنبية اكدت فيه بالخصوص التزام المنظمة العالمية للصحة بالتعاون المثمر مع تونس وبلدان اقليم شرق المتوسط لانجاح برامجها الوقائية والعلاجية تجاه المخاطر المنجرة عن التغيرات المناخية والامراض المستجدة. واكدت أهمية التجربة التونسية الناجحة في المجال الصحي بفضل السياسة الرائدة للرئيس زين العابدين بن علي الذي جعل من الصحة والتعليم اولويات تنموية بما مكن من تحسين المؤشرات الصحية والتربوية بصورة جلية. واشارت الى برنامج التعاون الثنائي الذي من المنتظر ان يشهد دفعا في الفترة المقبلة من خلال المبنى الجديد للمنظمة بتونس بما سيتيح تنفيذ مختلف البرامج الصحية المقررة للغرض لاسيما تكثيف الدورات التدريبية وتبادل الخبرات والتجارب عبر عقد الاجتماعات واللقاءات الدورية بين مختلف الاطراف.