أخبار تونس – تفاعلا مع دعوة الرئيس زين العابدين بن علي أثناء الاحتفال باليوم الوطني للثقافة، بجعل سنة 2010 سنة الفن السابع، وضعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث خطة عمل للنهوض بقطاع السينما تدعو إلى التفكير في واقع هذا القطاع وآفاق تطويره ودعمه. وكان قطاع السينما أحد محاور المجلس الوزاري الذي انعقد مؤخرا بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي والذي خصص لمتابعة تجسيم محاور البرنامج الرئاسي للخماسية المقبلة “معا لرفع التحديات” في نقطته 18 “تونس منارة ثقافية على الدوام”. وتقضي الخطة الجديدة لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في المقام الأول بتخصيص اعتمادات مالية ضخمة للانتاج، من خلال البحث عن آليات تمويل جديدة، عبر التفكير في دعوة كل المستفيدين من القطاع من قنوات تلفزية ومشغلي أنترنات ومروجي الاقراص المضغوطة “دي في دي” وغيرهم إلى المساهمة في تمويل الانتاج، وبالتالي عدم الاكتفاء بالدعم الذي تقدمه الدولة. كما سيتم الترفيع في ميزانية الدعم التي تقدر الآن بأربعة ملايين دينار سنويا، والتي تسمح بانتاج 6 أفلام طويلة و15 قصيرة، اضافة إلى مساعدة بعض المنتجين الخواص عبر شراء انتاجاتهم، علما وأن سنة 2010 عرفت دعم 9 افلام طويلة و11 شريطا قصيرا وتقديم مساعدة على الكتابة لثلاثة أفلام طويلة. وتقرر في المقابل تخصيص اعتمادات اضافية تسند لأول مرة لتمويل انتاج وثائقيات تعني بابراز جوانب من الثقافة التونسية وتحمل عنوان “معالم شخصيات” و”متاحف وفنون” وأقرت الوزارة أيضا دعم انتاج وثائقي طويل حول حركة السينمائيين الهواة بعنوان “صور متواترة”. وتتجه العناية قريبا إلى بعث مكتبة سينمائية “سينيماتاك” تونسية التي ستمثل احدى مكونات مدينة الثقافة، من أجل المحافظة على الذاكرة السينمائية، وستضم هذه المكتبة حوالي 110 أشرطة سينمائية والعديد من الوثائق السمعية – البصرية التي تشهد على مرحلة هامة من تاريخ تونس، اضافة إلي العمل على رقمنة هذا المخزون السينمائي، بما يساهم في حفظه من جهة، ووضعه على ذمة الباحثين والجامعيين من جهة ثانية. وفضلا على تطوير وتنويع الشراكة مع المستثمرين الخواص لانجاز مركبات سينمائية متطورة تكون متعددة القاعات والاختصاصات ومندمجة في المراكز التجارية والسياحية، وضعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث برنامجا لإحياء نوادي السينما، بهدف إحياء تقاليد الذهاب الى القاعات، وإعادة تأهيل قاعات العرض وجعلها مواكبة للتطور التكنولوجي عبر تعميم العرض الرقمي في القاعات، وقد ضبطت اشكال التمويل اللازمة بمساهمة كل من اصحاب القاعات والبنوك والادارة، وذلك لتأمين الانتقال إلي ما يعرف بالعرض الرقمي واعداد القاعات للدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية. كما يجري العمل لاعداد كراس شروط خاص بتنظيم احداث قاعات العرض ونوادي الفيديو وتم اقرار اجراء دراسة حول جدوى احداث مركز وطني للسينما يكون في شكل مؤسسة ذات استقلال اداري ومالي ، توكل إليه مهام تنظيم المهن السينمائية وتوفير الظروف المناسبة للانتاج والتوزيع. ومن جهة اخري تضمنت خطة تطوير القطاع التأكيد على الترويج لصورة تونس كوجهة منفتحة على العالم من خلال تفعيل برامج الشراكة مع مختلف المنظمات الدولية والاقليمية التي تعني بتطوير التعاون في الحقل السينمائي وكذلك المشاركة والحضور في التظاهرات السينمائية العالمية الكبرى من أجل التعريف بالانتاج السينمائي وبالثقافة التونسية. يذكر ان تونس تمثل وجهة مفضلة لكبار المنتجين السينمائيين، وعلي أرضها تم تصوير عدة افلام عالمية على غرار “حرب النجوم” للمخرج الامريكي جورج لوكاس، وفيلم “المريض الانقليزي” والعديد من الافلام الايطالية الشهيرة.