تونس 20 أوت 2010 (وات) - وضعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، خطة عمل للنهوض بقطاع السينما، تفاعلا مع دعوة الرئيس زين العابدين بن علي أثناء الاحتفال باليوم الوطني للثقافة، بجعل سنة 2010 سنة الفن السابع، وهي دعوة إلى التفكير في واقع هذا القطاع وآفاق تطويره ودعمه، إدراكا ووعيا بأهميته في التعريف بما تحقق في بلادنا من إنجازات وحراك مجتمعي. فنحن نعيش اليوم عصر الصورة، فهي الأكثر نفاذا وتأثيرا، والأقدر علي الترويج لصورة تونس البلد الصاعد. وشكل قطاع السينما أحد محاور المجلس الوزاري الذي انعقد مؤخرا بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي والذي خصص لمتابعة تجسيم محاور البرنامج الرئاسي للخماسية المقبلة " معا لرفع التحديات" في نقطته 18 " تونس منارة ثقافية على الدوام ". تقوم خطة دعم وتطوير الصناعة السينمائية في المقام الأول على تخصيص اعتمادات مالية ضخمة للانتاج، من خلال البحث عن آليات تمويل جديدة، عبر التفكير في دعوة كل المستفيدين من القطاع من قنوات تلفزية ومشغلي أنترنات ومروجي الاقراص المضغوطة /دي في دي /وغيرهم الى المساهمة في تمويل الانتاج، وبالتالي عدم الاكتفاء بالدعم الذي تقدمه الدولة. وفي إطار الحرص علي ديمومة الانتاج سيتم الترفيع في ميزانية الدعم التي تقدر الآن بأربعة ملايين دينار سنويا، والتي تسمح بانتاج 6 افلام طويلة و15 قصيرة، اضافة الى مساعدة بعض المنتجين الخواص عبر شراء انتاجاتهم، وهي صيغة من صيغ الدعم. ويذكر أن سنة 2010 عرفت دعم 9 افلام طويلة و 11 شريطا قصيرا وتقديم مساعدة على الكتابة لثلاثة افلام طويلة. كما تم تخصيص اعتمادات اضافية تسند لاول مرة لتمويل انتاج وثائقيات تعني بابراز جوانب من الثقافة التونسية وتحمل عنوان /معالم شخصيات/ و/متاحف وفنون/. وأقرت الوزارة أيضا دعم انتاج وثائقي طويل حول حركة السينمائيين الهواة بعنوان /صور متواترة/. الإصلاحات التي سيعرفها القطاع ستكون هيكلية وستشمل بالخصوص بعث مكتبة سينمائية /سينيماتاك/ تونسية التي ستمثل احدى مكونات مدينة الثقافة، من أجل المحافظة على الذاكرة السينمائية، وستضم هذه المكتبة حوالي 110 أشرطة سينمائية والعديد من الوثائق السمعية /البصرية التي تشهد على مرحلة هامة من تاريخ تونس اضافة الي العمل على رقمنة هذا المخزون السينمائي، بما يساهم في حفظه من جهة، ووضعه على ذمة الباحثين والجامعيين من جهة ثانية. كما سيتم العمل على تطوير وتنويع الشراكة مع المستثمرين الخواص لانجاز مركبات سينمائية متطورة تكون متعددة القاعات والاختصاصات ومندمجة في المراكز التجارية والسياحية توفر لروادها خدمات متنوعة. وبهدف إحياء تقاليد الذهاب الى القاعات، وضعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث برنامجا لإحياء نوادي السينما، وإعادة تأهيل قاعات العرض وجعلها مواكبة للتطور التكنولوجي عبر تعميم العرض الرقمي في القاعات، وقد ضبطت اشكال التمويل اللازمة بمساهمة كل من اصحاب القاعات والبنوك والادارة ، وذلك لتأمين الانتقال الي ما يعرف بالعرض الرقمي واعداد القاعات للدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية. وهو ما سيمكن من مشاهدة الافلام في ظروف عرض جيدة ومواكبة للحركة السينمائية العالمية. وفي ذات السياق يجري العمل لاعداد كراس شروط خاص بتنظيم احداث قاعات العرض ونوادي الفيديو. كما تم اقرار اجراء دراسة حول جدوى احداث مركز وطني للسينما يكون في شكل مؤسسة ذات استقلال اداري ومالي ، توكل إليه مهام تنظيم المهن السينمائية وتوفير الظروف المناسبة للانتاج والتوزيع. ومن جهة اخري تضمنت خطة تطوير القطاع التأكيد على الترويج لصورة تونس كوجهة منفتحة على العالم من خلال تفعيل برامج الشراكة مع مختلف المنظمات الدولية والاقليمية التي تعني بتطوير التعاون في الحقل السينمائي وكذلك المشاركة والحضور في التظاهرات السينمائية العالمية الكبرى من أجل التعريف بالانتاج السينمائي وبالثقافة التونسية. وتحتل السينما مكانة هامة في المشهد الثقافي التونسي، فالبلاد تحتضن منذ أكثر من أربعين سنة، تظاهرة /ايام قرطاج السينمائية/ التي تعد من أبرز المهرجانات السينمائية وأكثرها شهرة في العالم العربي وافريقيا، وقد لعبت دورا هاما في التعريف بالسينما التونسية والافريقية وسينما الجنوب بصفة عامة. ويذكر ان تونس تمثل وجهة مفضلة لكبار المنتجين السينمائيين، وعلي ارضها تم تصوير عدة افلام عالمية على غرار /حرب النجوم/ للمخرج الامريكي جورج لوكاس ، وفيلم / المريض الانقليزي/ والعديد من الافلام الايطالية الشهيرة.