باشر رجال فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني ببن عروس البحث في حادثة اقتحام 6 شبان خلال الأيام القليلة الماضية لمنزل مهاجر كائن بمدينة بوقرنين حيث قاموا بتعنيف زوجته وحماته الإيطاليتين في غيابه ثم انتظروا عودة صاحب البيت وحاولوا الاعتداء عليه... جمعت الصداقة في إيطاليا بين شابين تونسيين ينتميان إلى ولاية بن عروس فتآلفا وتصادقاوتعاونا في السراء والضراء إلى حين قرر أحدهما العودة إلى أرض الوطن وكان في حاجة إلى المال فالتجأ إلى صديقه يسأله المعونة فرفض. وفي الحقيق جاء رفض المهاجر لطلب رفيق غربته معلّلا إذ عبّر عن استعداده لإعارته المال إذا قدم له ضمانات تحفظ له حقوقه وحين عجز صديقه عن توفير الضمان اعتبر السلفة المشروطة رفضا وتجاوزا لآداب العشرة فغضب وثار وتوعّد مواطنه بالانتقام منه في تونس.. ثم تدبّر أمره وغادر إيطاليا نحو تونس.. عاد المهاجر المفلس إلى بلدته واستقر بها وكان يتلقّف أخبار غريمه المرفه حتى جاءه خبر عودته إلى أرض الوطن مرفوقا بزوجته الإيطالية وأمّها فعاوده وجع الرفض وتذكّر أنه خبّأ له الانتقام إلى حين يلتقيان في تونس وها أنّ الموعد قد حان وما عاد البحر يباعده عن رفيق الأمس فقط عشرات الأمتار تفصله عن النيل منه ولكن قبل أن يمرّ إلى التنفيذ تذكّر مآثر الأولين القائلة بالاستعانة بالشقيق على ابن العم وبالشقيق وابن العم على الغريب... فجمع حوله أخاه وابن عمّه وثلاثة من أصدقائه وأقنعهم بإعانته على تأديب المهاجر في عقر داره فاقتنعوا وتحوّلوا إلى بيت الرجل فقرعوا الباب وما انتظروا الجواب حين فتحت الزوجة وخلفها أمها إذ دخلوا عنوة وفتّشوا المنزل حتى وقفوا على حقيقة غياب صاحبه فتوجهوا نحو المرأتين الغريبتين اللتين تسمّرتا في زاوية وهما ترتعشان من الخوف وأشبعاهما سبّا وشتما بما تيسّر لهم من لغة إيطالية ركيكة قبل أن ينسحبوا إلى خارج المنزل حيث قرّروا انتظار عودة المهاجر إلى بيته... وفي حدود الواحدة ليلا عاد الرجل يقود سيارته على مهل حين كشفت اضواؤها المجموعة المتربصة فاقترب قليلا حتى تبيّن ملامح «عدوه» ومن معه وأحس بالخطر الداهم فداس على محوّل السرعة ولاذ بالفرار فيما لاحقته الجماعة بضعة أمتار ثم غادروا المكان وتواروا عن الأنظار... تحوّل المهاجر إلى أقرب مركز للأمن وأبلغ عن تعرض منزله للاقتحام وتعرض زوجته وحماته للعنف اللفظي وأدلى بهوية المظنون فيه الرئىسي فتعهدت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني ببن عروس بالتحقيق في الموضوع وتمكّن أعوانها من كشف هوية المظنون فيهم قبل إيقافهم.