«جثتي في الغرفة البعيدة تنادي ان اكتب القصيدة» ب.ش السياب (شناشيل ابنة الجلبي) يخرج من شعر السياب يده في الجرح يعتصر نبيذا من لحمي يمضغني... يخرج من ليل أسود كالكهف يخنقني... يجمع خفافيش الليل.. يسرق من الصبية حلما يهوذا..! لست وحدك من عشق الفضّة شناشيل الجلبي.. أغلى شناشيل الجلبي.. طوق في عنقي لو تدري يا سياب ان حبيبتك اغتصبت وتموزك في سوق نخاسة بغداد لو تدري ياسياب! شناشيل الجلبي صارت أفعى تنهش وردة تقضم نجمة.. رموزك خانوك.. لو تدري يا سياب! قالت نخلة من بغداد: جذوري أقوى قالت شجرة الثلج المالح: معي أسجار وغبابات قالت نخلة بغداد: سينبثق بين أنياب النار طفل.. تتدفق من أصابعه أنهار وبحيرات ستولد في زمن الفضّة غيمات قالت شجرة الثلج المالح.. «لن يعزف لحن الورد ومعي زقوم ودخان وآهات لن يعزف لحن الورد لن يعزف لحن الورد لن يعزف لحن الورد... تبتسم نخلة بغداد يصرخ... البرق بين قدمي البرق يحرق صداي تبتسم الظلمة وتجيء غيمة في أنهار ومدارات.. هبّوا للوردة.. المطر يتساقط زخاتا زخات تبتسم نخلة بغداد يصرخ... البرق يحرق جسدي يا شجرة... زقومك أفعى في دمنا العاري يمشي تتبعه فراشات ينتعل صبحا.. يهيئ للآتي أعيادا للريح نجمات تآكل فأسي.. لن يهوي النخل ابنة الجلبي ما عادت تغري تبتسم نخلة بغداد... تنطفئ براكين وتشتعل الضحكات قالت شجرة الثلج المالح تبتسم نخلة بغداد... يصرخ.. ابنة الجلبي تهرب منّي ومعها تموز.. عشتار.. عنقاء.. وكل حروف الديوان ابنة الجلبي تنكسر نسبتها.. ترمي شناشيلها هذا الديوان شمس نحو الورد ونحو المجد حروفه نجمات... المعنى الآن للمطر.. للنخل لشاعر يطرد رمزا ويؤسس معنى... المعنى الآن... للحرف للنخل الضّاحك.. للسيّاب.. للألوان. * عبد اللّه القاسمي