نظرت احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بأريانة في المدة الأخيرة في قضية شاب وفتاة بتهمة التجاهر بما ينافي الحياء قرب مقر المحكمة قبل التوجه نحو أحد الأعوان بفاحش القول. فقد جاء في المحضر أن الشاب والفتاة كان يحتضنان بالطريق العام أمام احدى العمارات المحاذية للمحكمة. وعندما أراد أحد الأعوان التعرف على هويتهما توجّها نحوه بفاحش القول فحرّر ضدهما محضرا وأوقفا بتهمة التجاهر بما ينافي الحياء والاعتداء بالقول على موظف أثناء قيامه بوظيفه. وقد أحضرا موقوفين أمام هيئة المحكمة فأنكرا التجاهر بما ينافي الحياء واعترفا فقط بالتفوّه بكلام غير لائق نحو العون. وتولّى محاميهما الدفاع عنهما فجاراهما في عدم توفر جريمة التجاهر بما ينافي الحياء ذاكرا أن كل ما في الأمر أن منوّبه كان واضعا يده على كتف الفتاة أمام العمارة «فهل يعتبر ذلك احتضانا، وهل يخدش ذلك الحياء؟» (هكذا تساءل). وفي الأخير رجا هيئة المحكمة مراعاة ظروف التخفيف إذا رأت إدانتهما من أجل التفوّه بفاحش القول والاكتفاء بالقدر الأدنى من العقاب حتى لا يكون ذلك سببا في التأثير على مستقبلهما. وأرجأت المحكمة التصريح بالحكم حتى تنتهي من المفاوضة اللاحقة.