أحيل امس المتهم في هذه القضية على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرنبالية من أجل تهمة الاعتداء بالعنف الشديد والتجاهر بما ينافي الحياء. منطلق الأبحاث في هذه القضية كان على اثر شكاية تقدمت بها المتضررة إلى السلط الأمنية ذكرت ضمنها أن المظنون فيه وهو جار لها بالسكنى عمد مرارا إلى مضايقتها واقتفاء أثرها غير أنها كانت تتغاضى عن تصرفاته احتراما لحرمة الجوار. وفي إحدى المرات استوقفها وطلب منها التحدث معها قليلا فأذعنت لرغبتنه فاعلمها انه يرغب في الاقتران بها فاعتذرت له بكل لطف وأعلمته أنها في الوضع الحالي لاترغب في الزواج إطلاقا لكنه طلب منها مزيد التفكير ثم انصرفت في حال سبيلها بعد أن تصورت أن الأمر انتهى عند هذا الحد. لكن رفضها لم يزده إلا إصرارا على المضي قدما إذ أراد بعد فترة وضعها أمام الأمر الواقع وتقدم لخطبتها من أهلها لكن مطلبه جوبه بالرفض فلم يستسغ المتهم ذلك وتملّكته حالة إحباط شديد وقرر الانتقام منها لأنه أحس بالمهانة. وفي يوم الواقعة توجه إلى مقر عملها وعمد إلى الاعتداء عليها بالعنف الشديد على مرأى من بعض زملائها وهدّدها بالقتل إن هي لم تقبله زوجا لها وتلفّظ نحوها بألفاظ منافية للأخلاق فقررت الفتاة التقدم ضده بشكاية طالبة تتبعه عدليا من أجل ما نسب إليه. وبإلقاء القبض عليه اعترف بأنه عنف الشاكية غير انه أكد أن ذلك كان وليد كلامها الجارح نحوه الذي خدش مشاعره النبيلة نحوها غير انه نفى تهمة التجاهر بفحش والتمس العفو مع التزامه بعدم تكرار تصرف مشابه وبإحالته على أنظار القضاء أعاد أقواله السابقة وطلب التخفيف عنه قدر الإمكان لكن هيئة المحكمة حاججته بالأحكام الصادرة في شأنه سابقا من اجل نفس الأفعال. أما دفاع المتهم فقد طلب من هيئة المحكمة مراعاة الظروف الحافة بكل ملابسات الاعتداء والتي أهمها حب موكله للشاكية حد العشق وعدم قدرته على العيش من دونها . المحكمة بعد سماع أقوال جميع الأطراف قررت حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم في جلسة قادمة.