أكد برنامج تلفزيوني بريطاني أن الجيش الجزائري رفض عرضا من المخابرات البريطانية أثناء حادثة احتجاز رهائن في “تيڤنتورين”، يقضي بإرسال فرقة من قوات “ساس”، وهي وحدة سرية مختصة في العمليات الخاصة، ونقل البرنامج عن شهود وخبراء خلاصة مفادها أن الجيش الجزائري قرر حينها “عدم التهاون ولا التفاوض” لإنهاء الحادثة. راجع البرنامج التلفزيوني البريطاني “إرهاب في الصحراء” الهجوم الذي نفذته مجموعة إرهابية ضد العاملين في منشأة تيڤنتورين النفطية وذلك في حوض “تيڤنتورين”، بداية العام الجاري، وعرض البرنامج وفقا لملخص جاء في جريدة “الحياة اللندنية” شهادات قدمها بعض الناجين، والتي ساهمت مع بقية المقابلات التي أجراها البرنامج مع خبراء عسكريين وخبراء في شؤون شمال إفريقيا في عرض تفاصيل الهجوم والطريقة التي نُفذ بها، ونقل البرنامج تفاصيل كثيرة عن المباحثات السرية التي جرت بين المخابرات البريطانية التي عرضت مساعدتها في حل مسألة الرهائن عبر تقديمها خدمات فرقة “ساس” المختصة بالعمليات الخاصة، وكيف رفض الجيش الجزائري كل العروض مفضلا عليها حله الذي أراده أن يكون حاسما. وكل الشهادات أكدت أن الجيش الجزائري قرر عدم التهاون أو التفاوض، لكن البرنامج أعاب على تلك الخطة تسببها في مقتل بعض الرهائن. ونقل البرنامج عن مدير مشروع بريتش بيتروليوم، نيك هيتش قوله بخصوص العلاقات الحميمية التي كانت تجمع العمال الأجانب والجزائريين: “لم يكن هناك إحساس مسبق بوجود إرهابيين يستهدفوننا”. كان “كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة إلى العاملين، لكن في الخفاء ووسط الصحراء الواسعة كان الإرهابيون يخططون إلى واحدة من أخطر العمليات”. وجاء في البرنامج أن الإرهابيين كانوا يعرفون، كما قال الخبراء العسكريون، موعد اجتماع يحضره كبار مديري شركات النفط من الخارج وعلى ضوئه قرروا توقيت هجومهم. أرادوا أسرهم ومن بعد مقايضة الإفراج عنهم مقابل ملايين الدولارات، وهذا بالضبط ما يعرفه جيدا مخطط العملية الإرهابي مختار بلمختار، الذي قدم عنه الخبير في شؤون شمال إفريقيا جورج جوفي وصفا دقيقا وكيف أنه كان يتصرف في مالي كرجل عصابات ومهرب سجائر، وأنه ولكثرة خروقاته وسوء سمعته وجهت له قيادة القاعدة انتقادات شديدة، كما شخصت ضعف عملياته النوعية. ولهذا السبب شكل بنفسه مجموعة منفصلة حاولت لفت الانتباه إليها عبر تنفيذها عملية واسعة وخطيرة، من أجلها ذهب إلى ليبيا وكلف خلال وجوده قرب الحدود الصحراوية بين الجزائر وليبيا أعضاء من جماعته بمهمات استطلاعية كانوا خلالها يتنقلون بحرية بين الحدود، ما يشير بحسب الخبراء العسكريين إلى صعوبة سيطرة الجزائر على حدودها مع ليبيا وأيضا إلى غياب تغطية ليبية كافية للمناطق الغربية المحاذية للجزائر، ما سمح للإرهابيين بالوصول إلى أهدافهم بسهولة، إضافة إلى وجود متعاونين معهم يعملون في عين أمناس