غيب الموت منذ قليل في مدينة دوز الشاعر الكبير والوجه القومي البارز الشاعر علي الاسود المرزوقي بعد معاناة مع مرض القلب وكان قد أجرى عليه قبل سنوات عملية جراحية دقيقة في سويسرا. وبرحيل علي الاسود المرزوقي تخسر الثقافة التونسية شاعرا أصيلا وصل صوته الى العالم العربي من خلال قصائده التي أدان فيها التطبيع والناتو وغزو العراق والربيع العبري وقد عانى من المضايقات في العهد السابق وعرف بصداقته الوطيدة مع الزعيم الليبي معمر القذافي الذي ظل يذكره بخير الى اخر يوم في حياته في صورة نادرة للوفاء. علي الاسود المرزوقي شاعر تشبع بمعاناة البسطاء وأحلامهم عصامي التكوين عرف اليتم والحرمان في طفولته وهاجر الى هولاندا في السبعينات وعاد مطلع الثمانينات بصورة نهائية وقد ترك مئات القصائد التي تصور حالة العرب والمسلمين ومن أشهر قصائده "تلاقوا في مخيم داوود" التي أدان فيها اتفاقية كامل دفيد المشؤومة. صعد علي الصغير الاسود على ركح مهرجان قرطاج سنة 1980 في اول ظهور تلفزيوني له وقد كان مروره بمهرجان قرطاج آنذاك حدثا كبيرا اذ خرج علي الاسود المرزوقي بالشعر من العكاظيات الى ميادين النضال الوطني والقومي وقد زار علي الاسود عددا من البلدان العربية بدعوات من احزاب قومية وتقدمية منها لبنان ومصر وسوريا واليمن ويعتبر الشاعر الراحل عن عمر يناهز السبعين عاما من اكبر المجددين في الشعر الشعبي. رحم الله علي الاسود المرزوقي كان شاعرا كبيرا ومناضلا صادقا لم يتغير ولم يتخلى عن مبادئه وآراءه القومية الى اخر لحظة في حياته.