لأن عجلة الزمن لاتعود أبدا إلى الوراء فقد فشل الكهل فالثلج والحرارة لا يجتمعان الزوجة أحبت ابنه الشاب الذي حل مكان أبيه والغريب أن العاشقين كانا يخططان للزوا بعد وفاة «العجوز» الذي اكتشف أنه «مخدوع» فعجلت المرأة بموته لكنها عرفت متأخرا جدا أنه لا يجوز أن تتزوج الابن بد أبيه. إذا كانوا يقولون فتش عن المرأة وإذا كان مثلث الزوج والزوجة والعشيق كثيرا ما يضرب الاستقرار الأسري إلا أن هذه القضية هزت القاهرة.. فكيف يحل الابن مكان أبيه لدى زوجته؟ وكيف يتصور أصلا أنه يجوز أن يتزوجها بعد وفاته؟ إكراه في الحي القاهري الشعبي عين شمس كان يعيش عبد النعيم 75 عاما مع أولاده لكنه اختار الزواج من سهير وهي فتاة صغيرة مطلقة عمرها 19 عاما وتنتمي إلى أسرة فقيرة جدا. اختياره لم يجد قبولا لدى أولاده الذين أخبروه أن الفتاة تطمع في أمواله وتتزوجه لترثه قريبا لكنه أصم أذنيه وعاند الجميع وتزوجها. فشل الكهل كزوج.. التقطت الزوجة ابنه الأصغر أو هو الذي التقطها وصارا عاشقين... وانتهت المهزلة بعد عام ونصف العام من الزواج أنجبت خلاله الزوجة طفلا نسبته لوالده الكهل الذي قتلته. وتتحدث الزوجة عن جريمتها النكراء قائلة : «كنت جاريته ولم أكن زوجته الحقيقة أنه اشتراني بالمال وإلا كيف نتصور أن عجوزا تخطى السبعين من عمره يتزوج فتاة عمرها 19 عاما؟ نشأت في أسرة فقيرة كان أبي الحداد عاجزا عن إطعام الأفواه الثمانية التي أنجبها وكنت أنا أصغرهم. كانت حياتنا صعبة منذ عام ونصف العام ظهر عبد النعيم في حياتنا كهل عجوز جاء يطلبني للزواج.. كان «العريس» يكبرني ب55 عاما ومع ذلك لم يخجل من طلب يدي ولم يجد حرجا في الزواج من فتاة من عمر أحفاده. اعتراف وتكمل سهير اعترافاتها... تقول : انتقلت إلى عش الزوجية الذي جهزه لي زوجي في عمارته شقة صغيرة انفردنا بها بعيدا عن أولاده ال12 وأحفاده الكثيرين الذين كان بعضهم يكبرني في السن. منذ اللحظة الأولى تأكدت أنه يريدني ممرضة تعطيه الدواء وخادمة تجهز له طعامه وتسهر على راحته فمثله لم يعد يحتاج إلى زوجة منذ سنوات طويلة.. في ليلة العمر أخذ يشكو أمراضه ثم أدار لي ظهره ونام. مرت أيام شعرت خلالها أنني دخلت بقدمي سجنا انفراديا فقد عزلني زوجي عن العالم كله.. فلا أنا زوجة ولا هو يسمح لي بزيارة أحد أو أن يزورني أحد... كان شديد الغيرة. الابن الأصغر بعد أسبوعين دخل حياتي ابنه الأصغر خالد تفاهمنا بسرعة فهو شاب عمره 22 عاما أي يكبرني بأعوام قليلة.. حدثته عن السجن الذي حبسني فيه والده وعن إهماله لي كزوجة فواساني بكلمات جميلة.. وقعت في غرامه ونشأت بيننا علاقة محرمة. وحملت وأنجبت طفلة لم يستقبلها زوجي بترحاب بل زادت من شكوكه وريبته وكأنه لا يصدق أنه قادر على الإنجاب خاصة أن لقاءاتنا الزوجية كانت نادرة. كان الكهل يستشعر انحرافي فهو يراني سعيدة رغم حظر التجول الذي يفرضه عليّ وكان يغيظه إهمالي له وانشغالي عنه واهتمامي بنفسي لكنه أبدا لم يصل تفكيره إلى حد الظن بأن ابنه خالد قد حل مكانه عندي. وتروي سهير تفاصيل الجريمة بالقول : «ذات ليلة طلبت من خالد أن يحضر معه في المرة القادمة عشاء كباب وكفتة في اللقاء ا لتالي كنا نتناول الطعام معا بعد أن نام العجوز لكنني في غمرة الحب والعشق سرقني الوقت ونسيت أن ألقي ببقايا الطعام في سلة المهملات. استيقظ زوجي ساعة الفجر ليجد بقايا العشاء الفاخر على الطاولة.. استشاط غضبا.. تأكد أن هناك من يزورني في بيته في الليل بعد أن ينام انهال علي بالضرب والسباب وعلمت من نظراته لي أن أيامي معه معدودة... في السابق كان يرتاب في سلوكي بغير دليل..واليوم تأكد من خيانتي فماذا أنتظر منه؟ حبوب مخدرة التقيت خالد وطلبت منه أن يدس الحبوب المخدرة لأبيه في الطعام حتى يموت ونتزوج.. لكنه رفض ساعتها قررت أن أتولى المهمة بنفسي... اشتريت سم الفأر ووضعت كمية مضاعفة منه في كوب الشاي الذي تناوله في المساء كي يموت سريعا وينتهي الأمر. وتضيف القاتلة في اعترافاتها المدوية كنت أخطط للزواج من خالد بعد رحيل أبيه واعتقدت أن موت العجوز على فراشه لن يثير الشبهات.. عندما بدأ السم يسري في جسده بدأ يتلوى من الألم وأنا أواسيه وأهون عليه الأمر لكن أولاده تجمعوا على صرخاته وتم نقله إلى المستشفى حيث مات هناك واكتشف الأطباء أنه مات مسموما وظهرت الحقيقة... حاولت الإنكار لكن أعصابي لم تتحمل فاعترفت تفصيليا بقتله.