كشفت امس مصادر ليبية مطلعة أن الحوار المزمع تنظيمه في الجزائر في الايام القادمة سوف يجمع كل الفرقاء الليبيين بما فيهم أسرة الرئيس الراحل معمر القذافي. وقدمت الجزائر دعوة لجميع الاطراف الليبية للمشاركة حسب المصادر في الحوار المرتقب، والذي دعا له الدكتور "محمد معمر القذافي أو مندوب عن اسرة القذافي، وتفيد نفس المصادر حسب ما ذكرته اليومية الجزائرية " التحرير" أن اسرة القذافي اشترطت المشاركة في الحوار بعدة شروط أبرزها تسليم رفات كل من معمر القذافي ووزير الدفاع ابوبكر يونس جابر والمعتصم بالله القذافي، وإعادة دفنهم مع إقامة جنازة رسمية وعسكرية وشعبية لهم في مدينة سرت. وفي هذا الصدد كشف اسعد ابوقيله وهو صحفي ليبي أن شروط اسرة القذافي أيضا هي اعتبار ضحايا قصف حلف الناتو جرائم ضد الإنسانية ومحاسبة كل من شارك وساعد حلف الناتو في القصف على ليبيا وخاصة قيادات الثوار التي اعطت أهداف لحلف الناتو أثناء الحرب التي قادها الحلف لإسقاط نظام القذافي. وختم اسعد ابوقيله بقوله "كما تطرقت شروط اسرة القذافي إلى الدعوة لعودة مليون ونصف المليون مواطن ليبي من المهجرين منهم 700 ألف يعيشون في مصر و400 ألف في تونس ونحو 50 ألفا في الجزائر و50 ألفا في النيجر، إضافة إلى عودة المهجرين في الداخل إلى مدنهم، وتضمنت المقترحات الدعوة للإفراج عن 17 ألف أسير من بينهم الآلاف من أنصار القذافي والموزعين على سجون غير قانونية ويمارس ضدهم التعذيب بشهادة منظمات حقوقية وحقوق الإنسان في الأممالمتحدة كما تطرقت شروط اسرة القذافي لوقف الغارات التي تشنها قوات فجر ليبيا على المدن الليبية والدخول في حوار جدي يجمع كل الأطراف الليبية. في المقابل نفى رئيس حزب "العدالة والبناء" محمد صوان، (وهو ممثل الاخوان في ليبيا) عبر صفحته الشخصية ب "فيسبوك" أمس دعوته إلى اجتماع الجزائر. وصوان هو ثاني شخصية تنفي دعوتها لحوار الجزائر بعد مندوب ليبيا السابق في الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم، الذي أكد عدم دعوته إلى الاجتماع. ويلاحظ أن صوان لم ينف علمه بالحوار المذكور لكنه اكتفى بالإشارة إلى عدم صحة ما نشر عن دعوته.على صعيد آخر، قال مسؤول في حزب “تحالف القوى الوطنية” إن قيادة الحزب رفضت حضور مؤتمر مقرر عقده أوائل أكتوبر في العاصمة الجزائرية، من دون أن يوضح أسباب رفض الحزب لمبادرة الحوار التي ترعاها الجزائر بين أطراف ليبية متنازعة. وقال محللون إن حزب “تحالف القوى الوطنية” لم تعد لديه كثير من الأوراق السياسية لتقديمها في ليبيا، فخسر قواعد شعبية شرق البلاد، بانضمامه وتأييده ل"عملية الكرامة"، وسعيه من خلال مجلس النواب المنعقد في طبرق لاستصدار قرار يعتبر قوات "فجر ليبيا" منظمة إرهابية، إضافة إلى الرعاية المصرية الإماراتية لتوجهات الحزب، والتي تعمل على عرقلة أي حوار ليبي، تمهيداً لتدخل عسكري. كما أن حزب “تحالف القوى الوطنية” خسر رهان التدخل الدولي، من خلال إعلان كثير من الدول الغربية والعربية والهيئات الأممية رفضها للتدخل العسكري في ليبيا، ودعم خطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، برناردينو ليون. وأعلن رمضان لعمامرة، رسميا وزير الخارجية ،عن وجود طلب ليبي تقدمت به عدة أطراف ليبية من أجل رعاية الجزائر لحوار مباشر بين الفرقاء الليبيين. وجدد وزير الخارجية الجزائري، وفي ندوة له بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، تمسك الجزائر بحل توافقي لأزمة الجارة الشرقية ليبيا من خلال مسار سياسي شامل رافضا بشكل كامل الحل العسكري بهذه البلاد. وذلك حسب ما ذكرته الصحفية في عددها الصادر اليوم الجمعة.