أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أمس أن حلا سياسيا بليبيا بدأ يتبلور بينما نقل وزير خارجيته آلان جوبيه عن مبعوثين من طرابلس قولهم إن العقيد الليبي معمر القذافي مستعد لترك السلطة، في وقت أشار حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى احتمال استمرار عملياته العسكرية خلال شهر رمضان إن واصلت كتائب القذافي قصف الثوار. واعتبر فيون أمس أن هناك حاجة لحل سياسي في ليبيا حاليا أكثر من أي وقت مضى، مضيفا أنه يرى مؤشرات على قرب التوصل إلى حل. وصرح أمام لجنة برلمانية في باريس بأنه لا غنى الآن عن الحل السياسي، وأكد أن هذا الحل بدأ يتبلور. يأتي ذلك في ما وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية أمس على تمديد العمليات العسكرية الفرنسية في ليبيا لتحتفظ باريس بقواتها في اطار تحرك حلف شمال الاطلسي لحماية المدنيين في هذا البلد وتأييد القوات المعارضة للعقيد معمر القذافي. ووافقت الجمعية الوطنية الفرنسية بالاجماع على منح مزيد من المعونات للعملية العسكرية بعد نحو اربعة اشهر من قيام طائرات فرنسية بقصف قوات موالية للقذافي في شرق ليبيا. تنحي القذافي.. أم رحيله؟ وفي وقت سابق أمس كشف آلان جوبيه لراديو فرانس أنفو أن مناقشات واسعة النطاق تجري لإنهاء الأزمة الليبية، وإن مبعوثين يقولون إن القذافي مستعد لترك السلطة. ولم يفصح جوبيه عن هوية هؤلاء المبعوثين، وقال إن هناك اتصالات لكنها ليست مفاوضات حقيقية في هذه المرحلة. وكرر جوبيه وفيون في تصريحاتهما أمس المطالبة بتنحي القذافي دون أن يقولا ما إذا كان ذلك يعني تنحيه فقط أم أيضا رحيله عن البلاد. وقال جوبيه إن المسألة لم تعد متعلقة برحيل القذافي أم عدمه بل متى يحدث هذا وكيف، بينما أكد فيون في تصريحات لراديو «أوروبا 1» أن القذافي عليه أن يرحل وعليه على الأقل أن يسلم السلطة وبعد ذلك سيكون القرار للشعب الليبي. تأييد إيطالي ويوم أمس أيضا، انضم وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي يزور الجزائر إلى الأصوات المطالبة بالتوصل إلى اتفاق سياسي. وقال فراتيني لصحيفة الخبرالجزائرية «نحن مقتنعون أن الأزمة الليبية تحتاج إلى حل سياسي يقوم على وقف القتال وأن يترك القذافي الذي فقد كل الشرعية المسرح وتبدأ عملية ديمقراطية شاملة تشارك فيها كل أطراف المجتمع الليبي». وفي حديث مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس، قال رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي إن العقيد الليبي يمكنه أن يتنحى ولن يتدخل في المناقشات، وإنه مستعد لاحترام قرار الشعب. وقال إن طرابلس مستعدة «للتفاوض بلا شروط» لكن يجب وقف القصف أولا، مشيرا إلى أن الديمقراطية لا تقوم تحت القصف ولا يمكن أن تعمل بهذا الشكل. العمليات العسكرية وعلى صعيد العملية العسكرية قال حلف «الناتو» أمس إن عملياته ستتواصل خلال شهر رمضان إن واصلت كتائب القذافي هجماتها على المناطق التي يسيطر عليها الثوار. وصرح الناطق باسم الناتو مايك بريكن بأن الحلف سينتظر ما ستقوم به الكتائب خلال شهر رمضان الذي سيبدأ مطلع أوت القادم، وإذا واصلت هجماتها على الثوار فإن الناتو سيواصل استخدام التفويض الأممي له بحماية المدنيين. ويتخوف الناتو من أن مواصلة قواته القصف خلال الشهر الكريم سيتسبب في ردود فعل غاضبة من قبل شعوب العالم الإسلامي. من جانب آخر دعت تركيا كلا من الصين وروسيا للمشاركة للمرة الأولى في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا المقرر عقده يوم الجمعة القادم بإسطنبول. وقال الناطق باسم الخارجية التركية سلسوك أونال إن الصين وروسيا تمت دعوتهما باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن، وأشار إلى أنه يتوقع استجابتهما للدعوة من دون أن يعرف مستوى تمثيل كل بلد في هذا الاجتماع. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قد كشف الأسبوع الماضي أن اجتماع إسطنبول سيضم في جدول أعماله مناقشة حل القضايا والمطالب المالية التي قدمها المجلس الانتقالي. وتضم مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا والتي أنشئت في لندن يوم 29 مارس الماضي كل الدول المشاركة في حملة الناتو العسكرية بليبيا.