قتل أمس عسكريان اسرائيليان على الاقل في عملية اخرى للمقاومة الفلسطينية في رفح حيث سقط مزيد من الشهداء والجرحى في سياق الاعتداءات الصهيونية الضارية... وأعطت حكومة شارون في سياق هذا العدوان الشرس الضوء الأخضر لمحو معظم مدينة رفح من خريطة قطاع غزة وهو ما دفع السلطة الفلسطينية الى التحذير من كارثة حقيقية. وتلقت أمس القوات الصهيونية صفعة جديدة من المقاومة الفلسطينية التي قتلت جنديين اسرائيليين على الاقلبعد ان كانت قد قتلت في عمليتين سابقتين بحي الزيتون ورفح 11 عسكريا بعد تفجير مدرعتين... **ردّ فلسطيني... وجرائم صهيونية وبادرت كتائبشهداء الاقصى الى الاعلان عن مصرع الجنديين وجرح اثنين آخرين قرب الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر في مستوى منطقة رفح في إطار عملية مماثلة للعمليتين السابقتين. وأكد «أبو قصي» وهو أحد أبرز قادة كتائب الاقصى في قطاع غزة في اتصال هاتفي مع وكالة الانباء الفرنسية ان احدى مجموعات كتائب الاقصى فجرّت عبوة ناسفة تزن 60 كيلوغراما في آلية عسكرية من نوع «هامر» مما أسفر عن سقوط قتيلين وجريحين في صفوف الجنود الاسرائيليين. وقبل قليل من هذا التأكيد كان مقاتلون من كتائب شهداء الاقصى ومن كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» قد تبنوا باسم التنظيمين الهجوم الجديد عبر مكبرات الصوت في رفح. وقبل صدور بيان من الجيش الاسرائيلي الذي أكد مساء أمس مصرع هنديين واصابة اثنين بجروح خطيرة. وأكدت حركة «حماس» من جهتها ان مقاتليها قتلوا جنديين اخرين خلال اشتباك في رفح، كانت الاذاعة العبرية قد اعلنت ان 4 جنود اسرائيليين جرحوا وان اثنين منهم في حالة خطيرة. ووقع الهجوم بينما كان الجنود الصهاينة يفتشون في المنطقة عن أشلاء متناثرة للجنود الخمسة الذين لقوا مصرعهم الاربعاء الماضي في عملية فدائية تبنتها «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي. وقبل الاعلان عن سقوط العسكريين الاسرائيليين الاربعة بين قتيل وجريح، كانت مصادر عسكرية صهيونية قد اشارت الى حدوث مواجهات مسلحة في المنطقة. وفي وقت سابق استشهد محمود جمعة (22 عاما) بنيران قوات الاحتلال بينما كان مقاوم آخر بصدد زرع عبوة ناسقة قرب مستوطنة «رفيح يام» برفح في جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان العبوة انفجرت في المقاومين الفلسطينيين جراء اطلاق النار الغزير من جانب جنود الاحتلال. وشن أمس الطيران الصهيوني سلسلة جديدة من الغارات على مخيم رفح وعلى مدينة رفح ذاتها مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى. واستشهد أكرم ابو النجا (27 عاما) وجرح 10 على الاقل في غارة على مخيم رفح بعد قليل من الهجوم الذي ادى الى تدمير عربة ال»هامر» الاسرائيلية. وفي رفح أوقعت احدى الغارات 3 جرحى على الاقل. وكان 12 شهيدا على الاقل وعشرات الجرحى قد سقطوا منذ الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس والى غاية مساء أول أمس. **تدمير... وتطهير عرقي وقالت أمس الاذاعة العبرية أن جيش الاحتلال الاسرائيلي حصل على «اذن» من رئيس الوزراء الصهيوني لتدمير مئات المنازل الفلسطينية في منطقة رفح (المدينة ومخيماتها) بهدف توسيع ما يعرف ب»محور فيلاديلفيا» وهو الشريط الذي يقع بين قطاع غزة والاراضي المصرية والذي يخضع بالكامل لسيطرة قوات الاحتلال. وقالت الاذاعة انه سيتم في مرحلة أولى تدمير مبان «مهجورة» وبعد ذلك منازل مأهولة. وزعم المصدر ذاته ان الكيان الصهيوني سيهتم بايجاد منازل للفلسطينيين الذين سيتم اجلاؤهم من ديارهم الواقعة عند اطراف الشريط الحدودي. وعلى حدّ ادعاء مسؤول في رئاسة الحكومة الصهيونية فان عملية هدم مئات المنازل التي ستمحو عمليا اجزاء كبيرة من رفح من خريطة قطاع غزة، تمثل «دفاعا عن النفس». وحسب المسؤول ذاته فان هذا الاجراء يهدف الى حماية الجنود الصهاينة الذين لا ينبغي قنصهم كالأرانب ومنع تهريب مختلف أنواع الاسلحة عبر الانفاق... وعلى لسان صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات نددت امس السلطة الفلسطينية بقوة الخطوة الصهيونية المقبلة وحذرت من تدمير مئات المنازل يساوي كارثة كبرى للشعب الفلسطيني. وقال عريقات ان هذه الخطوة تدل على ان حكومة شارون تنوي ابقاء قوات الاحتلال والمستوطنين في قطاع غزة وليس الانسحاب منه كما يدعي شارون. وأضاف ان الاسرائيليين يريدون احداث زلزال مماثل للذي حل بحي الزيتون في اشارة الى الخراب الواسع الذي خلفه جيش الاحتلال في هذا الحي. وعلى الارض شرعت القوات الصهيونية أمس في عملية التدمير الواسعة في رفح حيث نسفت اكثر من 20 منزلا. وطالب أمس الاتحاد الاوروبي تل أبيب بأن تضع فورا حدا لهدم منازل الفلسطينيين.