اقترفت امس القوات الصهيونية مجزرة أخرى مروّعة في شمال قطاع غزة، استشهد فيها 26 فلسطينيا على الاقل معظمهم من المدنيين بينما جرح اكثر من 120 بالرصاص والسلاح الثقيل في مخيم جباليا بالخصوص. وقاوم الفلسطينيون من جهتهم ببسالة العدوان الصهيوني وتمكنوا من قتل 3 جنود ومستوطنين صهاينة على اقل تقدير وقصفا مجددا المستوطنات بالصواريخ. ومنذ مقتل اثنين من اطفال المستوطنين في مدينة «سديروت» اليهودية جنوبي فلطين المحتلة بصاروخ من نوع «القسام» بدأت حكومة شارون الاعداد لعدوان واسع خصوصا وأن اجتياح شمال قطاع غزة كان لا يزال متواصلا. مجزرة رهيبة وتفاقمت حصيلة الشهداء تدريجيا منذ صباح امس الى أن فاقت العشرين شهيدا في المساء بسقوط 9 شهداء معظمهم من الاطفال والفتية دفعة واحدة حين اطلقت دبابة اسرائيلية قذيفة مسمارية على حشد من الاطفال والصبية كانوا يراقبون تطورات العدوان عن احد مداخل مخيم جباليا. وأصابت القذيفة الحشد بشكل مباشر مما ادى الى استشهاد الفلسطينيين السبعة واصابة 24 اخرين بجروح متفاوتة الخطورة. واقر جيش الاحتلال الاسرائيلي بقصف سوق مكتظة قرب مدرسة بالمخيم زاعما ان المقاومين شنوا انطلاقا منها هجومين اسفرا عن جرح 3 عسكريين صهاينة. وبعد قليل من هذا القصف المدفعي استشهد طفلان اخران (12 و14 عاما) برصاص القناصة الصهاينة الذين كانوا يطلقون النار على كل فلسطيني في مرمى نيرانهم. وقبل هذا كان 14 فلسطينيا قد استشهدوا في حين اصيب اكثر من 100 في مخيم جباليا خصوصا وكذلك في بيت حانون وبيت لاهيا. ومن مجموع الشهداء هناك 8 مقاومين على الاقل سقطوا اثناء عمليات فدائية استهدفت خصوصا موقعا عسكريا اسرائيليا مجاورا لمقبرة الشهداء شرقي جباليا. ووقع اشتباك عنيف في الموقع بين منفذي الهجوم وهما مقاومان من كتائب عزالدين القسام والجناح العسكري لحركة «حماس» والجنود الصهاينة الذين تكبدوا قتيلا وعددا من الجرحي. وقالت كتائب القسام ان الفدائيين اللذين استشهدا بعدما خاضا اشتباكا لمدة نصف ساعة تقريبا، دمرا الموقع بالقنابل اليدوية واسلحة اخرى. والى الشمال من مخيم جباليا قتلت مستوطنة وجندي صهيونيان في عملية فدائية اخرى ضد مستوطنة «ايلي سيناي». وتبنت العملية ايضا كتائب عزالدين القسام التي اكدت ان مقاتليها سيذيقون العدو طعم الموت والدمار في كل شارع وزقاق ولن يسمحوا لجنوده وآلياته بالتقدم الا على جثثهم. وتصدى مقاتلون من مختلف الفصائل الفلسطينية لعدة محاولات صهيونية لاقتحام مخيم جباليا مستخدمين العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية. وخلال صد هذه المحاولات سقط مقاومون من كتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الاسلامي) اضافة الى شهداء من كتائب القسام. وحصد رصاص القناصة الصهاينة اطفالا وشبابا وشيوخا كانوا يحاولون الوصول الى منازلهم في مخيم جباليا الذي شهد الجانب الاكبر من الاعتداءات الاسرائيلية. وبالتوازي مع هذا القتل الجماعي، قامت الجرافات الاسرائيلية بهدم 20 منزلا على الاقل في محيط مخيم جباليا وتخريب 20 هكتارا من الاراضي الزراعية. ولم يمنع العدوان الصهيوني المقاومة الفلسطينية من اطلاق المزيد من الصواريخ على المستوطنات داخل قطاع غزة وكذلك في جنوبفلسطينالمحتلة. أهداف صهيونية وبينما عقدت حكومة شارون المصغرة امس مشاورات امنية مكثفة حول العدوان الجاري على شمال قطاع غزة، اعلن المتحدث باسم الحكومة الصهيونية «آفي بازنر» أن هذا العدوان سيتواصل لأنه ليس محددا بفترة زمنية. وحسب قول بازنر فإن العدوان لن يتوقف الا بعد تحييد خطر الصواريخ الفلسطينية وتوجيه ضربة قوية لفصائل المقاومة. وقالت الاذاعة العبرية بدورها ان اجتياح شمال قطاع غزة مفتوح وان قوات الاحتلال ستعمل لفترة غير محددة في المنطقة بهدف تدمير البنى التحتية للمقاومة. من جهته جدد وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز ثلاثة اهداف رئيسية لهذا العدوان وهي ابعاد صواريخ «القسام» (وغيرها) عن «سديروت» وتكبيد فصائل المقاومة خسائر كبيرة وتعزيز الدفاع عن المستوطنات الصهيونية في قطاع غزة.