سوف تطغى ألوان الجزائر السبت المقبل على مدرجات ملعب "مصطفى تشاكر" في مدينة البليدة بمناسبتين تريد السلطات أن تربطهما ببعض، الأولى هي الذكرى 60 لحرب التحرير والثانية هو التتويج المرتقب لوفاق سطيف برابطة الأبطال الأفريقية لكرة القدم إثر مباراة الإياب أمام فيتا كلوب الكونغولي. هل ستضرب الجزائر عصفورين بحجر واحد، يوم السبت المقبل؟ هذا ما تسعى إليه السلطات بمناسبة مباراة الإياب لنهائي رابطة الأبطال الأفريقية لكرة القدم بين نادي وفاق سطيف وفيتا كلوب الكونغولي على ملعب "مصطفى تشاكر" في البليدة (50 كلم غربي العاصمة)، والتي تتزامن مع الذكرى الستين لاندلاع حرب التحرير. وفي تصريح للصحافة الجزائرية، كشف مدير الملعب، مصطفى زيدون، أن المدرجات ستكون بألوان الجزائر – الأخضر والأحمر والأبيض. وشدد على أنه اتخذ كل التدابير اللوجستية من أجل السهر على السير الحسن لهذا الموعد الرياضي القاري الهام جدا بالنسبة إلى الجزائر. فالفرصة كبيرة أمام السلطات السياسية والرياضية على حد سواء لإثبات قدرة البلاد على احتضان كبرى المنافسات الدولية، خاصة أن الاتحاد الجزائري تلقى قبل يومين إنذارا شديد اللهجة من الاتحاد الأفريقي بسبب الظروف السيئة التي أحاطت بإجراء المباراة بين منتخب "ثعالب الصحراء" أمام مالاوي في 15 من الشهر الجاري في إطار الجولة الرابعة لتصفيات كأس الأمم الأفريقية 2014 (3-صفر). مباراة حاسمة لوفاق سطيف ومصيرية للجزائر وكان المشجعون دخلوا أرض ملعب "تشاكر" عدة مرات، ما أدى إلى توقف المباراة في كل مرة. وكان الاتحاد الأفريقي سلط عقوبة قاسية على شبيبة القبائل إثر وفاة مهاجمه الكاميروني ألبير إيبوسي بعد تعرضه لرشق بالحجارة بتيزي أوزو في 23 آب/أغسطس الماضي، بعد نهاية مباراة الدوري أمام اتحاد الجزائر (1-2). وتم استبعاد الشبيبة عامين من كل المنافسات القارية. وستجري المباراة بين وفاق سطيف وفيتا كلوب في ظل إجراءات أمنية مشددة، علما أن الهيئات الإدارية والتنفيذية للاتحاد الأفريقي، في مقدمتها الرئيس عيسى حياتو، ستكون كلها حاضرة في ملعب البليدة. وستعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد اجتماعا هاما يوم الأحد بالعاصمة الجزائرية ستتخذ خلاله قرار قد يكون حاسما بشأن تنظيم كأس الأمم 2015 المقرر إجراؤها بالمغرب. وكان الأخير طلب إرجاء المنافسة بسبب تهديد وباء الإيبولا. المؤكد أن السلطات الجزائرية لن تتسامح مع أي تجاوز أو تقصير، فهي تريد الاحتفال بتتويج فريق جزائري بالتاج القاري للمرة الأولى في تاريخ البلاد منذ تغيير اسم المنافسة في 1997 من كأس أفريقيا للأندية الأبطال إلى رابطة أبطال أفريقيا. وتريد الاحتفال في نفس الوقت بالذكرى الستين لاندلاع حرب التحرير، لتربطها بإنجاز رياضي يكون قد حققه شباب وفاق سطيف. الوفاق قريب من التتويج بلقبه القاري الثاني وبعد تعادله الأسبوع الماضي بنتيجة 2-2 في مباراة الذهاب بكينشاسا، يكون الوفاق قد اقترب كثيرا من التتويج باللقب، ليضيف كأسا أفريقية ثانية إلى سجله بعد كأس أفريقيا للأندية الأبطال التي فاز بها في 1988 عندما اكتسح إيوانياو النيجيري 4-صفر على ملعب مدينة قسنطينة (شرق البلاد). وطرح الاتحاد الجزائري لكرة القدم 22 ألف تذكرة للبيع، علما أن ملعب البليدة يتسع ل 35 ألف شخص. وبدأت عملية البيع صباح الأربعاء في مدينة سطيف حيث طرحت 15 ألف تذكرة، فيما سيتم بيع 7 آلاف تذكرة باقية عشية المباراة، أي يوم الجمعة. ويصل فريق فيتا كلوب إلى الجزائر صباح الخميس قادما من كينشاسا، ويضم وفده 30 شخصا بينهم 19 لاعبا.