بعد ازاحة الاسماعيلي المصري بكيفية فيها الكثير من الرجولة والامتاع والاقناع كان الملعب التونسي عشية أمس في العاصمة الغانية أكرا أمام فرصة سانحة لتأكيد هذا الوجه الممتاز وترسيخ قدمه كأحد المتراهنين الجديين على كأس الكنفدرالية الافريقية، وبالفعل لم يخيب زملاء حسان البجاوي الظن حيث قدموا مردودا مقنعا جدا أمام فريق الحرية الغاني رغم الهدف المباغت الذي تحقق في الوقت بدل الضائع ومنح الفوز للغانيين. هذه الهزيمة لا تقلل في شيء من حظوظ الملعب التونسي اذ يمكن القول ان طريق الترشح أصبحت سالكة جدا بفضل الهدفين اللذين سجلهما الفريق على أرض المنافس حيث يكفي فريق باردو تسجيل هدف وحيد في تونس للعبور الى الدور ربع النهائي وقطع خطوة اضافية في هذه المسابقة. *خطة ذكية لم يأت نجاح الملعب التونسي عشية امس من فراغ فالخطة الذكية التي وضعها المدرب منصف العرفاوي أتت أكلها منذ البداية حيث تمكن الفريق من استثمار المجهود الفردي الممتاز لطارق الزيادي الذي قام بهجوم معاكس سريع ووضع كرة على طبق أمام زميله بسام الدعاسي الذي سجل الهدف الاول (دق5). هذا الهدف أعطى شحنة معنوية قوية للاعبين الذين عرفوا كيف يمتصون رد فعل الفريق الغاني في الدقائق الموالية والتعويل على الهجومات المعاكسة من خلال نفس الثنائي السريع المتركب من الزيادي والدعاسي لكن الهفوة التي حدثت في محور دفاع الفريق مكنت اللاعب فيليكس بافو من تعديل النتيجة في الدقيقة 26 بعد كرة أرجعها الحارس حسان البجاوي. هدف التعادل أدخل شيئا من الارتباك على مدافعي البقلاوة الذين تراجعوا نسبيا تاركين بعض المساحات للاعبي الفريق المنافس الذين واصلوا ضغطهم من اجل تحقيق الهدف الثاني لكن استماتة زملاء أنيس العياري مكنتهم من امتصاص هذا الهيجان والدخول الى حجرات الملابس بنتيجة التعادل. *سيناريو معاكس في الشوط الثاني لم تتغير المعطيات كثيرا فالملعب التونسي واصل لعب ورقة المباغتة فيما سعى منافسه الى الاقتراب في أقصر وقت ممكن من مرمى البجاوي معتمدا الامدادات في العمق نحو لاعبه الخطير فيليكس بافو وقد نجح في تحقيق مبتغاه رغم محاولة العرفاوي تضييق المساحات وسد كل المنافذ بإخراج الدعاسي واقحام أنيس النصري. الحرية الغاني تمكن في مطلع الدقيقة 26 لهذا الشوط من اضافة الهدف الثاني عن طريق دافيد بواتن بعد ضربة جزاء قاسية وسعى الى تعزيز تقدمه بهدف ثالث حيث نزل بكل ثقله الى الهجوم وهو وضع استغله بذكاء كبير طارق الزيادي الذي شكل خطرا دائما على الحرية. الزيادي تسرّب في الدقيقة 31 داخل مناطق المنافس وانفرد بالحارس باتريك اندري الذي لم يجد من حل سوى عرقلته ليعلن الحكم عن ضربة جزاء واضحة تولى أنيس البوسعيدي تحويلها الى هدف التعادل (2/2). وقد حاول الملعب التونسي خلال الدقائق المتبقية من عمر اللقاء المحافظة على نتيجة التعادل وتحمل خط الدفاع نتيجة لذلك ضغطا مستمرا من مهاجمي الحرية استمر حتى الدقيقة الخامسة في الوقت بدل الضائع والتي شهدت هفوة جديدة استغلها على الوجه الاكمل فيليكس بافو ليضيف هدف الانتصار لفريقه (3/2). *روح المجموعة تنتصر رغم غياب حمدي حمدي المرزوقي بسبب الاصابة وعصمانو غير المؤهل وأسامة السلامي الذي فاجأ الجميع بتخلفه عن الرحلة فإن روح المجموعة كانت هي المسيطرة ليستفيد الملعب التونسي من العطاء الغزير لأنيس العياري ووجيه الصغير واندفاع الدعاسي والزيادي وهدوء البجاوي. الملعب أثبت انه اكتسب الخبرة اللازمة في مثل هذه المواجهات الافريقية وأصبح قادرا على التسجيل خارج قواعده وهذه نقطة مهمة جدا في قادم الادوار. *العودة فجر الاثنين تقررت عودة وفد الملعب التونسي الى أرض الوطن لفجر الاثنين صباحا رفقة بعثة النجم الساحلي الذي سيخوض اليوم مباراة هامة في رابطة الابطال امام منافس «قديم» هو قلوب الصنوبر.