رفض الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي، الأسعد اليعقوبي، مقترح الوزارة إرجاء النظر في مطالب المدرسين إلى ما بعد المفاوضات الاجتماعية، معتبرا مقترح إلغاء الامتحانات جريمة في حق التلاميذ وعائلاتهم، ومعربا عن الأمل في أن يتم التوصل إلى اتفاق مع الوزارة يسمح بتفادي هذا الإجراء. وأعتبر لدى اجتماعه، مساء اليوم الثلاثاء، مرفوقا بعدد من أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة، بلجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربوية، بمقر مجلس نواب الشعب بباردو، دعوة وزير التربية مديري المؤسسات التعليمية لغلق أبوابها إذا ما لم يتم إجراء الامتحانات،" محاولة لكسر قرار النقابة"، قائلا إن هذه التصريحات كانت بمثابة "تجييش للرأي العام ضد المربين نتجت عنها اعتداءات على أكثر من مؤسسة تربوية بواسطة الضرب بالحجارة وإشعال العجلات المطاطية أو بالغلق ". وأكد على ضرورة وضع اتفاق يتعلق بالإصلاح بين الطرفين الوزاري والنقابي يكون على أرضية قانونية وتشريعية واضحة تكون محل تشاور بين الجانبين يتعلق بطريقة الإصلاح وبمصدر تمويله ومجالاته، منتقدا ما "أنتجه هذا الخلاف من سخرية واستهزاء بالمربي وبالتعدي على قيمته الاعتبارية في وسائل الإعلام بدعوى حرية التعبير ". وانتقد الأسعد اليعقوبي تصريحات وزير التربية في وسائل الإعلام والتي أعلن فيها أن إصلاح المنظومة التربوية والبنية التحتية للمؤسسات التربوية لا يمكن أن يتم إلا بالاقتراض من البنك الدولي، مشيرا إلى أنه وكلما وصلت المفاوضات إلى مسألة التفاصيل إلا واتهم الوزير النقابة بمشاركته في تسيير عمل الوزارة. وذكر الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي بواقع المدرسة الذي أصبح يواجه العديد من الظواهر الجديدة وأهم تجلياتها انتشار العنف حيث تم تسجيل أكثر من خمسة ألاف اعتداء على المدرسين،إضافة إلى انتشار المخدرات وارتفاع حالات الانتحار في المدارس التي بلغت 12 حالة. وجدد التأكيد على تمسك النقابة بمطالبها المتعلقة بالحفاظ على المؤسسة التعليمية العمومية وعلى مجانية التعليم التي « لم تعد مضمونة بسبب ارتفاع تكاليفه"، وبإصلاح المنظومة التربوية برمتها في ظل مقاربة تشاركية لا تستثني أي طرف . ومن جانبهم، دعا أعضاء لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربوية ممثلي نقابة التعليم الثانوي إلى ترشيد الحوار والتفاوض مع الوزارة، وتقديم الطرفين للتنازلات حتي يمكن الوصول إلى حلول وسطى. وأكد رئيس مجلس نواب الشعب، من جهته، على حق كل أستاذ في الإضراب والدفاع عن حقه القانوني والشرعي ، معربا عن ثقته في قدرة الطرفين النقابي والوزاري على الوصول إلى اتفاق وحل الخلاف بينهما على قاعدة الحوار بما يمكن من تجاوز حالة التوتر والاحتقان القائمة. يذكر أن لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربوية دعت إلى اجتماع مع وزير التربية والنقابة العامة للتعليم الثانوي كلا على حدة في إطار العمل على إيجاد أرضية تفاهم بين الطرفين بهدف حل الخلاف القائم بينهما على خلفية مطالب اجتماعية قدمها المربون عن طريق هيكلهم النقابي لم تلق الاستجابة من قبل وزارة التربية. وكان وزير التربية، ناجي جلول، أكد خلال اجتماعه ظهر اليوم مع لجنة الشباب أن الوزارة ستصدر لاحقا بلاغا ينص على التخلي عن الأسبوع المغلق، وفسح المجال أمام الأساتذة لإجراء الامتحانات أثناء حصص الدروس العادية، كما أعلن أنه لن يتم الخصم من أجور الأساتذة على خلفية مقاطعة الأسبوع المغلق.