توجت جولة حوار بين قادة سياسيين وشخصيات ليبية جرت امس الثلاثاء واليوم الأربعاء بالجزائر، بالتوافق على وثيقة من 11 نقطة، تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتمسك بحل سياسي للأزمة، يبدأ بحكومة توافقية من الكفاءات. وجاء في الوثيقة التي سميت "إعلان الجزائر" ونشرتها بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، بموقعها على الانترنت، أن المشاركين "أكدوا دعمهم الكامل للحوار بمساراته المختلفة، ورغبتهم الأكيدة في إنجاح أعماله في أقرب وقت ممكن، للتوصل إلى اتفاق على حكومة توافقية من الكفاءات، وترتيبات أمنية تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاب التشكيلات المسلحة من كافة المدن الليبية ووضع جدول زمني لجمع السلاح، مع آليات مراقبة وتنفيذ واضحة، وصولاً إلى حل جميع التشكيلات المسلحة، من خلال خطط واضحة تهدف إلى تسريح ودمج وإعادة تأهيل منتسبيها". وحسب الوثيقة ، فإن المشاركين أكدوا أيضا: "التزامهم التام بإعادة تنظيم وبناء قوات مسلحة وشرطة وأجهزة أمنية، تقوم بحماية وسلامة أمن المواطنين وحماية التراب الوطني". وأكد المشاركون في الاجتماع "تصميمهم على إرسال رسالة قوية وواضحة وموحدة حول التزامهم التام بالحوار كحل وحيد للأزمة في ليبيا، وعلى رفض اللجوء إلى العنف لتسوية خلافات سياسية، ورفضهم التام للتصعيد العسكري بكافة أشكاله، ومطالبتهم بوقف فوري للعمليات العسكرية، للسماح للحوار بأن يستمر في أجواء مواتية". وتعهد المشاركون (حسب الوثيقة) ب"حماية وحدة ليبيا الوطنية والترابية وسيادتها واستقلالها، وسيطرتها التامة على حدودها الدولية، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي، وضرورة الالتزام بمبادئ ثورة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي) المتضمنة في الإعلان الدستوري والمبنية على أساس العدالة واحترام حقوق الإنسان وبناء دولة القانون والمؤسسات". وأكد المشاركون أيضاً "التزامهم باحترام العملية السياسية المبنية على مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، كما أعربوا عن قناعتهم الكاملة بإمكانية التوصل إلى حل سياسي، من خلال دعم القيادات لهذه العملية". كما اتفق المشاركون على "ضرورة الاستمرار في اللقاء ضمن هذا المسار، الذي هو أحد مسارات الحوار السياسي الليبي، لمزيد من التشاور والتنسيق، لتوفير الدعم اللازم لإنجاح أعمال الحوار". وشارك في جولة الحوار التي انطلقت أمس الثلاثاء، 15 شخصية من قادة أحزاب وشخصيات مستقلة، منهم محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء (إسلامي)، وعبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن (إسلامي)، وحافظ قدور، القيادي في تحالف القوى الوطنية، وجمعة القماطي، رئيس حزب التغيير، وعبد الله الفادي، ممثلا عن حزب الجبهة، فيما حضر عن المستقلين، عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي سابقا، وهشام الوندي، محمد الهوني ، وأبو عجيلة سيف النصر. وقال مصدر مقرب من الحوار لوكالة الأناضول، إن جولة الحوار التي تمت بالعاصمة الجزائر، "جرت في شكل لقاءات برعاية ممثل الأممالمتحدة برنارديو ليون ونائب وزير الخارجية الجزائر عبد القادر مساهل، وقدم كل الحاضرين أوراقا حول تصورهم للخروج من الأزمة". وأوضح أن "لقاءات تشاور جرت بين قادة الأحزاب الحاضرة، وكذا أخرى بين المستقلين، لبلورة رؤية مشتركة عن الحل السياسي، فيما أجرت البعثة الأممية، وكذا الدبلوماسية الجزائرية، لقاءات على انفراد مع كل الأطراف، قبل صياغة بيان ختامي اليوم الأربعاء، بشأن المسائل التوافقية التي تم التوصل إليها". وكانت شخصيات ليبية جلست بمدينة الصخيرات المغربية، السبت الماضي، كما ستنطلق الجولة الثانية من الحوار الليبي بالمغرب غدا الخميس. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، هما حكومة عبد الله الثني (تعترف بها المؤسسات الدولية) التابعة لمجلس النواب بطبرق المعترف بها من المنظمات الدولية، وحكومة عمر الحاسي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام (منتهية ولايته وعاود الانعقاد)، والتي تتخذ من طرابلس مقرا لها